أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزكار محمد فاتح - العلم أم الحب















المزيد.....

العلم أم الحب


روزكار محمد فاتح

الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 6 - 03:11
المحور: الادب والفن
    


(العلم أم الحب ؟)
جلس على سفح جبل المدينة وهاتفها قائلا:-
- مارأيك لو أتيتي الأن واخذتك الى سفح الجبل فانا هناك الأن ؟
تمدد بؤبؤة عينيها وفتحت فاهها مندهشة لما تسمع بينما هي ممدة على السريرومغطاة جسدها بدثارها القطني الوردي اللون0
- هل أنت مجنون ؟ أم سكران ؟ وهل يسمع أذنك مايقوله لسانك ؟
- توقفي عن السفسطة وجاوبيني فقط هل ستاتين أم لا؟
- بدون أدنى شك كلا
- أذن سأأتي الأن حالا
- لماذا؟ قلت لن أأتي ولم أقل باني سأأتي
واردفت قائلة
- احذرك من ارتكاب اية حماقات تكون عواقبها وخيمة
- ليكن انا أت
- ماذا لو رأى أبي سيارتك أمام باب بيتنا أوعندما أصعد معك في السيارة ،حقا أن جسدي يرتعد حتى في التفكير في ذلك وليس القيام به فحسب أولاتعلم بأن أبي قصاب ياألهي سيذبحني حينها
- شيماء لاتخوفيني أرجوك (قالها بعدما تحول الشوق الى خوف)
- أعرف ياصغيري لقد سكرك نسيم الجبل لهذا تهذي
ثم أكملت كلامها هازئة ضاحكة
- ولكنك شم هذا النسيم وحدك ياحياتي بالعافية فانا لا أستطيع (أقفلت الهاتف عندما أكملت كلامها ولم تعلم بأنه لن يسمع كلامها)
- شيماءأسمعيني
حقا سكر بنار حبها ونزل من سفح الجبل راكضا وركب سيارته الحمراء ذو الطراز القديم ومنطلقا بسرعة كاحدى سيارات السباق نحوها وكله أصرار ومحدثا نفسه في الوقت الذي كان يقود فيه سيارته
- سنذهب هناك وهناك سنتفق على رسم حياتنا المستقبلية الهانئة0
وصل الى بيتها ودق باب البيت بقوة كأنه يأس من وصول بعضهما لبعض
ويريد أن يغير هذه الحقيقة يائسا ولكن يالعبثية محاولته0
خرجت أمها فاتحة الباب بوجه عابس
- ماذا تريد ؟
- شيماء؟
- ليست في البيت
- اعلم انها موجودة اود ان أراها
- تعلم جيدا بانك بهذا تسوء اليها
- أنتم الذين تسيئون ألينا عندما تمنعوننا من الوصول لبعض
- أذهب من هنا وألا سأنادي على اخوانها لكي يوسعوك ظربا ثم يقودونك الى مركز الشرطة لأنك تهاجم بنات الناس في بيوتهم
- أريد أن أراها لن أحرك ساكنا هنا الأ عندما أراها
نادى عليها صارخا
- شيماء 00000000شيماء
ولم يقف عند هذا الحد بل حاول دخول بيتهم عنوة لكي يراها فدفعته أمها مهددة
- أذهب من هنا وألا سيسفك دمك
أتت بعدها شيماء راكضة حافية القدمين ساخطة وهي تلعن اليوم الذي رأها فيه وهي تقول له بانفاس منقطعة والخوف أخذ منها ماخذه
- لماذا أتيت ياسربست ؟ ألم أقل لك ان لاتاتي ؟ لقد جنيت علينا يا ظالم
(قالتها وهي تدفعه مع امها بعيدا عن بيتهم)
- هل تقفين معهم في وجهي ؟
- أتركني !!!لااريد ان أرى وجهك مرة أخرى للآسف حقا لم أعرفك أنت لاتستحق سوى المذلة وتيقن حتى لو وافق أهلي أن أتزوج منك فأنا لن أقبل
بك حينها هل سمعت ؟
- ماذا ؟
- أمي أتركني معه لوهلة لكي اقنعه بانني صادق فيما أقول0
دخلت أمها وهي تشك في صحة نوايا أبنتها
- قولي أنك كنت تقولين هذا لآجل أن تهدئي أمك أليس كذلك ؟
قالت ووجهها تبرق غضبا وسخطا
أسمع يا هذا!! بعد الأن لاتعرفني ولاأعرفك أتعلم لماذا لأنني تيقنت بأنك لاتود أن تهدم مستقبلي الدراسي فحسب بل تود أن تزيلني من الوجود أيضا ولأنني أحببتك يوما ما لذلك سأعفو عنك وأدعك تذهب الأن ولكن أن عاودت الكرة مرة أخرى فتأكد بأن ذلك سيكون نهايتك الحتمية حينها0
- شيماء أحقا ماتقولين ؟


- لن أكرر ماقلته الأن
- أنا أسف !!! أتمنى لك حياة هانئة (قاله منكسا الرأس وكأنه عاد لرشده
لتوه)
- بدونك سيكون كذلك وبكل تأكيد ( قالتها بوجه غاضب وقلب دامع)
أغلقت باب بيتهم كما أغلقت قلبها بوجهه ولكن نار الأشتياق له غدى بركانا هائجا بينما هوعاد أدراجه لبيته وهو مذهول من هول فعلته النكراءوالذي لم يكن له داعي وسئل نفسه حينها
- هل من الضروري أن نندفع مع عواطفنا الجياشة لكي نسجل بسببه نهايتنا بأسوء الأشكال؟ وان نفقد من نريد وفي غمضة عين والى الأبد0
ومرة أخرى سئل نفسه
- ماذا كان يحدث لو أنني تركتها لفترة لكي أكمل دراستي وأجعلها تفعل مثلي وبعدها كان الأمور يمضي مثلما نريدولكن مافائدة كل هذا وخصوصا بعدما وقع الفأس في الرأس 0
وبعدما أنتهى تفكيره بالياس نكس راسه بين يديه كمحارب مهزوم الأ أن فكره الوهاج بالأمل صعقه بأمل الوصول اليها مرة أخرى ولكن بتعقل بحيث لايفقدها مرة أخرى أما كيف ذلك؟ فهو بأكمال الدراسة 0
وهذا مافعل بالفعل حيث أنه أكمل دراسته وأصبح طبيبانفسيا بل من الأطباء الجيدين والذين يؤشروا لهم بالأصبع وبات يراجعه العديد من المرضى والمريضات والذين لم يكونوايشفون الا على يديه في الوقت الذين كان هو نفسه يتعاطى نفس الأدوية التي كان يأخذه مرضاه بل انه كان يحقن نفسه بالأبر المهدئة لكن دون جدوى حتى اصبح شبه مدمن عليها0
أما هي فلم تكن أحسن حالا منه فبعد أن تخلوا عن بعض ولكي تحميه من أنتقام أهلها منه تركت الدراسة وتزوجت رجلا عجوزا يكبرها بثلاثين سنة
وكان ثريا وأختارته زوجا لها بسبب تقدم عمره وليس بسبب ثروته الطائلة
فهي لم تكن تتحمل ان تعيش مع رجل اخر غيره ولذلك لم يمضي سنوات
كثيرة حتى توفى العجوز وتركت لها كل ثروته ونتيجة أضاعته وافساد مشروع تلاقيهما المتمثلة بالزواج نتيجة ذلك أصيبت بالكأبة والوساوس والهلوسة وكانت تتكرر في نومها حلم يتمثل بوضع اناء من دمه
في وعاء كانت صديقاتها يصبغون بها يديهافي حفلة عرسها كحناء وعندما كانت تنهض من حلمها تلك على اثر صراخها وبكائها وهي تقول لالا لاتقتلوه وعندما كانت تنهض كانت انفاسها منقطعة وشبه مختنقة وجسدها
مبللة بتعرقها ولم تكن لتعاطيها لحبوب المهدئات تلك أية اثر يذكرفي علاجها
هو بالمقابل تزوج مهنة الطب واخذ يلمع اسمه كأحسن طبيب نفسي في المدينة وكاد أن يجننه الأبر المهدئة ويهدد بقائه في الحياة لو لامجيئها في أخر الأمر0
وبعد سنوات من موت زوجها توفي والدها ولما سمعت اختها الكبرى بوجود طبيب بارع يعالج الحالات النفسية المستعصية قررت ان تاخذها اليه لعل وعسى أن يكون شفاء اختها على يديه ولم تكن تعلم بأن الطبيب هو العاشق المريض لأختها وأختها هي العاشقة المعالجة لحالته المستفحلة وبما أنها
قد حجزت مسبقا بيوم لمراجعة عيادته فلم تكونا لتجلسا وتقرأ هي أسمه المعلق في غرفة أنتظار المراجعين ولو فرضنا أنها كانت جالسة ونظرت
الى أسمه لما كانت لتتعرف عليه وذلك لصعوبة وضعها النفسي المتردي
فقد كانت تستند على ذراع أختها في مشيتها عند وصولهم لعيادته ودخولهما فورا لغرفته 0
أما هو فحينما دخلتا كان منهمكا في تدوين الملاحظات حول حالة المريضة التي سبقتهما في المجيئ والتي أنهت مراجعتها له لتوها ومن دون أن يرفع رأسه عن أوراقه أشر بيده لهما لكي تجلسا على الكرسيين المجاورين لطاولته وكان قد أطال شاربه ولم يكن يحلقها منذ بدأ دراستها كأشارة للنضوج والأكتمال مما زاد من صعوبة تعرفها اليه وأكثرمن ذلك الدموع والتعب قد ضمرت رؤيتها ولكثرة تناولها ادوية الكأبة كانت تركيزها صعبا وكانت لا تتعرف على من حولها الا بصعوبة بالغة وكانت
وجهها شاحبة مصفرة وبدا وجها هما النظرتان متيبستان بعدما غادرعش قلبهما طير المحبة مما جعلهما غريبان على بعضهما بعد كل ذاك السنين من
البعد وللوهلة الأولى أراد أن يكتب لها ادوية المهدئات اوقفته اختهاحينها
- دكتور أن أختي شبعت جسدها من المهدئات لذلك أتينا أليك
تعمق في النظر أليها وأراد أن تحكي بما تشعربه ولكنه رأى أن حالتها
أخطر مما توقع فأشر ألى أختها بيده نحو السرير لكي تذهب بها هناك وتمددها على السرير وبعد ان مسكت ذراعها وذهبت بها الى السرير ومددتها عليه
أمر أختها ان تترك الغرفة لكي تسترسل في الحديث عن نفسها ولما خرجت كان جالسا على الكرسي القريب من رأسها وأمرها بالبدء بالحديث
عن نفسها من أول نقطة خيوط عقدتها وفعلت ما أمر به طبيبها بينما هي مغمضة العينين وبدء مع تأزم أحداث القصة ينزلق خلسة من عينيها دموع ساخنة لتبرد على خدودها الصفراء الباردة وعندما سمع مارأى لم يصدق
عيناه وسمعه فقد وقعت الواقعة وتحقق حلمه المستحيل وبأيادي مرتجفة
وعيون دامعة مد يده أليها ومسك يديها الباردتان ومنعها أن تحلم وترجع كابوسها أليها ففتحت عيناها لترى وجهه مثل أول يوم تعارف بعضهما
في الجامعة فما كانت بعد أن تعرفت أليه سوى أن ترمقها بنظرة باسمة
كمؤشر على تعرفها أليه لتقول بصوت باكي
- مازلت صغيرا ياصغيري ولايليق بك أن تضع شاربا
فرمقها بنظرة باسمة وعيون دامعةكمؤشر على قبوله بفكرة حلاقة شاربه فيما بعد0



#روزكار_محمد_فاتح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزكار محمد فاتح - العلم أم الحب