أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - استقالة ورقة التوت - قصة قصيرة














المزيد.....

استقالة ورقة التوت - قصة قصيرة


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6324 - 2019 / 8 / 18 - 23:13
المحور: الادب والفن
    


استقالة ورقة التوت ( قصة قصيرة )
وجد كل مسؤول في الدولة في صندوق بريده ورقة توت خضراء يانعة ، كل مسؤول تناول الورقة وأخذ يتساءل حول المغزى والهدف من وجود ورقة التوت في صندوقه البريدي الخاص .
بصمت وهدوء قام كل واحد بإخفاء ورقة التوت ، لم يقل المسؤول لزميله المسؤول الآخر عن ورقة التوت ، فقد اعتقد كل واحد أنها مرسلة اليه فقط ، لذلك كان الصمت المطبق وبلع اللسان وعدم اثارة الشكوك والانتباه ، وهي من مميزات المسؤول لعدم الوقوع في المطبات السياسية .
في الاجتماع العام الذي نظمه الرئيس و القائد الأعلى في الدولة ، طلب من المسؤولين في إدارة الدولة الاصغاء جيدا لكلامه الهام ، لأنه مقدم على خطوة مصيرية تصب في صالح الوطن ، الموضوع باختصار أنه سيغير جغرافية الدولة ويدفع السكان للعيش في رغد وبحبوحة ليبعد شبح الفقر ويختفي الفقراء والمتسولين ، فقد قرر أن يبيع بعض الجبال وبعض الانهار وجزء من الصحراء للدولة المحاذية التي تفتش عن مساحات لكي تطلق العنان لوجودها بدلاً من البقاء في جحر من الكيلو مترات .
الرئيس يؤكد للشعب وللمسؤولين ان صحراء بلادهم قاحلة والجبال جرداء والانهار قد جفت وبقايا المياه قد تلوثت ، ولم تعد صالحة للشرب و للسياحة والسباحة.
ضجت القاعة بتصفيق المسؤولين الذين وقفوا على اقدامهم مكبرين مهللين فقد وجدوا في البيع فرصة للتمتع بالمال و السفر خارج البلاد، وشراء كل ما يريدونه من مغريات حاملين شعار " اذا امطرت في بلاد بشروا بلاد " وها هو الرئيس يبشرهم بهذه البشرى التي ستفتح شهيتهم على الاقتناص.
اصطفت الطوابير .. جميعهم سيوقعون ويختمون ويبصمون للرئيس ، وحتى ينالوا رضى الرئيس ، كانوا بعد التوقيع يقفون ويسلمون عليه بحرارة معتبرين هذه الخطوة الجبارة صالحة للوطن والشعب وتطوير دولتهم الفتية .
بعد التوقيع على أوراق البيع وامام المسؤولين الذين جاءوا من الدولة المجاورة محملين بالأكياس المليئة بالمال وقاموا بوضعها امامهم انتظاراً للكاميرات التي ستنقل عملية التسليم ، نصبوا خيام الرقص والغناء والدبكات ومنصات للشعر وعلقوا مكبرات الصوت التي ستحمل رنين المدح وهمس الفرح الذي سيصدح ويملأ الأجواء .
في اليوم التالي اتصل الرئيس بكل مسؤول طالباً منه القدوم الى الجلسة الخاصة والتي سيقومون فيها بتسليم الجبال والصحراء والانهار لرئيس الدولة المجاورة ، دون ملابس رسمية، فقط على المسؤول وضع ورقة التوت على عورته .
وفي القاعة التي ضمت المسؤولين كان العري مترهلاً فوق الكراسي المخملية ، وأوراق التوت قد اتخذت عدة اشكال ، لكن جميعها لم تستطع إخفاء العورات ، الغريب ان العري لم يخجل ، بل وقف الرئيس مفتخراً بورقة التوت التي قام بتزينها بعدة الوان ، لأنه عندما تناولها صباحاً من الصندوق وجد أن أطرافها قد أصيبت بالاصفرار.
أثناء وقوف الرئيس على المنصة وبينما هو يلقي بخطبته العصماء ، سقطت ورقة التوت واخذت تهرول بسرعة خارج القاعة ، هاربة من المكان ، ولم يستطع أحدهم اللحاق بها ، فتشوا عنها في كتب التاريخ وفي معاهدات السلام وبين اقبية اللقاءات الدولية السرية واللقاءات الدولية العلنية التي لم تعد تخجل من إعلانها .
في الصباح الباكر حملت وسائل الاعلام والفضائيات اخباراً تؤكد ان ورقة التوت قد قدمت استقالتها أمام الجماهير بالبث المباشر، لكن الرئيس رفض الاستقالة وقد طالب الجيش ورجال الأمن ملاحقتها والقاء القبض عليها ، ثم ارجاعها الى مكانها ، لأنه لا يستطيع البقاء عارياً دون ورقة التوت .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثيران الهائجة والعجول المذبوحة وبينهما ابن نتنياهو
- حين يسرق الموت صندوق الاسرار
- الحفيد يشنق ساعة الجد
- العامل الأسود في الوطن الأبيض
- حدث في يوم العيد
- فنجان التطبيع ودف الرفض
- صالحة تفوز بالجائزة ونحن نركب الحنتوش
- اضربوا الرجال .. وبيضة على رأس كل مسؤول
- المرأة الفلسطينية وتوهج الثامن من آذار
- اطلعوا برة .. وجاء أبو عواد وقال : آه يا ديسكي
- يهودية وسعودية وبينهما طفلة يمنية
- الرقص في وارسو بعيدا عن طريق سموني
- مقتل الخاشقجي ودموع فرح
- هل ستقوم مصر بتصدير الكلاب
- أنا في دار الصياد
- عندما يموت البحر من الجوع
- حرب الدم في داخل حبة بندورة
- الزائر الفلسطيني دفنه الحنين والزائر الاسرائيلي شبع من الترح ...
- قانون القومية يرقص رقصة الكيكي في ذكرى المجزرة
- ما زلت انتظر عودة ساعة جدي


المزيد.....




- مسلسل المتوحش الحلقة 32 على قصة عشق باللغة العربية.. موت روي ...
- اخيرا HD.. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 ( مترجمة للعرب ...
- مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر قناة الفجر الج ...
- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...
- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان
- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...
- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقية عروق منصور - استقالة ورقة التوت - قصة قصيرة