أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مفيد ديوب - الديمقراطية العربية وصعود التيارات الإسلامية: هزيمة أم نصر ؟















المزيد.....

الديمقراطية العربية وصعود التيارات الإسلامية: هزيمة أم نصر ؟


مفيد ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 1549 - 2006 / 5 / 13 - 11:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد استعصاء دام قرونا كثيرة بين الشعوب العربية وإسهامها في المشاركة السياسية وتقرير مصيرها والذي ساهم بإقصائها خارج التاريخ الإنساني والتفاعل مع تطوراته, والتأثير أو التأثر بها طيلة تلك القرون, وجعلها اليوم أمام بون هائل في تخّلفها وتحضر الحضارات الأخرى,ومكّن بالوقت ذاته تلك الحضارات الأقوى من التدخل القوي وتقرير مصير ومستقبل هذه الشعوب والتحكم بمصائرها حربا أو سلما0 وعوضا عن أن يؤدي هذا الحال المتردي وهذا التدخل الخارجي إلى استفزاز طاقات أبناءها الذهنية والعقلية ومن ثم كامل طاقات الشعب لإنتاج مشاريع نهضة جديدة مستقلة, وتجنيد الطاقات لإنجاحها , فقد تعاطت مع التحديات الكبرى بردات الفعل والانكفاء إلى الوراء, بعد أن خانتها ثقافتها العاجزة والمعاقة هذا من جانب, وافتقادها إلى الحوامل الاجتماعية الاقتصادية القادرة على حمل رايات النهضة والتغيير من جانب آخر0
إن ردات الفعل وحالة الانكفاء تلك جعلها ساحة فارغة مناسبة للتسابق بين الأقطاب العالمية من أجل تمدد النفوذ والهيمنة , واعتماد مبدأ تشجيع الانقلابات العسكرية ودعم الديكتاتوريات الشمولية التي قبضت على الاقتصاد ـ قاطعة بذلك الطريق على تطور البرجوازية الوطنية ـ والسياسة والإعلام والثقافة إضافة إلى تطويع المؤسسة الدينية لحسابها, تلك التي أعادت إنتاج مفاهيم وثقافة العبودية وقتل العقل , كما بالغت الديكتاتوريات الناشئة بتضخيم مؤسسات القمع التي استخدمتها في قمع عنيف ضد شعوبها , وهذا كله منحها كل تلك القوة وكل ذاك الجبروت طيلة عقود هيمنتها 0إلا أن ذلك أفضى بالنهاية إلى هزائم وطبية وقومية كبرى, وبذلك عادت الشعوب إلى المربع الأول مربع الصفر, والحد الذي جعلها خارج التاريخ من جديد0 منكفئة على ذاتها ومتمسكة بهوية اهترأت بفعل تقادم العصور وعدم قدرتها على تجديد ذاتها, وعادت تلك الشعوب إلى الدين المكون الأساس في ثقافتها ووعيها,ولأنه كان تاريخيا المدافع والحامل لتلك الهوية وكان الحامل الأيديولوجي والغطاء الثقافي لحضارة قديمة ذات " أمجاد" عريقة في التاريخ العالمي ما تزال الذاكرة الحالية لهذه الشعوب تحلم بها ومشدودة إلى تلك الحقبة الذهبية أملا بالعودة إليها 0
لقد بدأ تفكك المؤسسة الدينية ـ الحليف التاريخي للسلطة الديكتاتورية ـ منذ أن بدأت الشعوب محو أميتها وتوّفر النص المقدس الأصيل بين يديها, وتمكنها من تناوله والتعرف عليه دون وسيط , دون رجل الدين المخصص من قبل المؤسسة الدينية الرسمية ,ومن ثم إعادة تفسير أو تأويل تلك النصوص بما بناسب سويتها المعرفية البسيطة وبما يناسب أيضا مصالحهاـ كما تدركهاـ من جهة ثانية0
إلا أن تلك المصالح لم تكن واضحة في ذهنية تلك الفئات المهمشة على أساس الحقوق وما تحقق منها, بقدر ما حددتها المشاريع الأسلاموية في كل طور من أطوار مسارها والذي أخذ طابع رد الفعل تجاه تدخل الإدارات الرأسمالية الداعمة لإسرائيل وللديكتاتوريات المحلية , والمعادي بالوقت ذاته للشعوب وقضاياها الكبرى هذا من جهة, و لفشل مشاريع التنمية وفشل المشاريع القومية في تحقيق أي نصر على العدو الغاصب وتحرير الأرض المغتصبة 0 وعلى هذه المكونات نمت الموجات الإسلامية في أوساط الطبقات الشعبية بطريقة مستقلة عن المؤسسات الرسمية و منفلتة منها وباتت حركات جماهيرية, و الخيارات مفتوحة أمامها و أمام مروحتها الواسعة . بدءاً من الاقتصار على طقوس العبادة مروراً بالعمل السياسي وصولاً إلى دوائر العنف المسلح المتشدد التفكيري .
و كانت السبل الأنجع هي تلك المناخات المتاحة من الحرية لتمكينها من التعبير عن ذاتها سلماً0 و من ثم صناديق الاقتراع التي جذبتها بقوة وشهية وأبعدتها بعيداً عن الاستقطاب مع موجات العنف الخطيرة. و ما أظهرته التجارب الجديدة في ممارسة استخدام صناديق الاقتراع في مصر و العراق و فلسطين و حصول الإسلاميين على الأغلبية في العراق و فلسطين و كادت أن تحصل في مصر لولا قمع السلطة هو انتصارات حقيقية لهذه الشعوب, و على عكس ما يراه الكثيرين من التيارات الأخرى، و يمكن تقدير أهميتها من الزوايا التالية:
أ – إن انخراط الأغلبية الشعبية الدائرة في فلك الإسلام السياسي الذي قبل اللعبة الانتخابية و اندفاعهم إلى الانتخابات و ممارسة الخطوة الأولى على مسار الديمقراطية ، هو بمثابة توفير عن آلام الدخول في موجة العنف و الاقتتال الأهلي المدمر لكل شيء و ( قطع الطريق عليها ) 0 و النتائج المشجعة بحصولهم على الأغلبية البرلمانية0
- ستكون بمثابة الجدوى و الحصيلة و المكافأة المشجعة للمتابعة في مسيرة الديمقراطية . و هذا سيكون على حساب تراجع موجة العنف. و حصرها في الزاوية الضيقة و الصعبة .
ب – إن هزيمة التيارات الأخرى القومية منها و اليسارية و الليبرالية و العلمانية عموماً بهذه المعركة السلمية هي الهزيمة التي لا بد منها لهم جميعاً. لكي يفككوا ذهنيتهم ومفاهيمهم ، و يبدؤوا من جديد بمشاريع جديدة قابلة للحياة ، و قابلة للاستقطاب حولها . و إن هذه الهزيمة السليمة هي بمثابة توفير لهم من هزيمة شنيعة في دائرة العنف يدفعون فيها رقابهم أيضاً إضافة إلى مستقبلهم الفكري و السياسي. .
ج ـ - إن إقحام التيارات الإسلامية السياسية في ممارسة السياسية ( اليومية ) وفي موقع المسؤولية ، و ضرورة معالجة المشكلات المجتمعية الصغيرة والكبيرة , اليومية والبعيدة و المتجددة دوماً . هو من أهم عمليات عقلنة الدين, بمعنى الضرورة التي تلغي طغيان الايدولوجيا على الذهنية, لحساب السياسة و التفكر بالمشكلات و بحلولها بطريقة براغماتية و سياسة, و تدفع باتجاه الانزياح من الموقع ألأممي إلى الموقع الوطني و مصالحة العليا و ما يستوجبه ذلك من معالجة عقلانية للعلاقة مع الأقليات ومع الآخر في الداخل الوطني و للعلاقة مع العالم و دوله المختلفة و مع الآخر في الخارج0 و هذا سيفتح آفاق جديدة لصياغة مفاهيم جديدة و قواعد فكرية و سياسية داخل المؤسسة الدينية الثقافية ذات الحضور الكثيف في الوعي والسلوك المجتمعي وستتحول البرامج لمعالجة المشكلات الأرضية والتنافس بها إلى أولويات, على حساب الرؤى السماوية وحضورها0
لقد استطاعت الموجة القومية استنهاض طاقة الشعب بحدود معينة إلا أن فشلها شكل إعادة الشلل إلى تلك الطاقة ومن الصعب على أي تيار إعادة استنهاض تلك الطاقة في البداية كإقلاعه أولى غير الإسلاميين حيث يحظون بحكم قوة الحضور بحظوظ وافرة تمكنهم من إضعاف دور و تدخل المرجعيات " الفوق وطنية" والإقليمية في توجيه المسار العام للحركات السياسية الإسلامية في هذا البلد أو ذاك 0



#مفيد_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العصبية السورية والانتماء إلى سورية
- مؤتمر المحامين العرب في دمشق و الواقع العربي -القروسطي
- القوس الملتهب (من بيروت إلى طهران) والموجة الإيرانية والخطر ...
- اليسار الحالم وطغيان الأيديولوجيا المجموعات اليسارية الناقمة ...
- مخاوف السوريون والتنازلات المؤلمة للمعرضة الوطنية الديمقراطي ...
- النداء الأخير للرئيس السوري .. تحذيرا من الخطأ الأخير
- اغتيال الكلمة فارزة عصر ــ سمير القصير شهيدا
- خطر الاقتتال الأهلي في سورية , والمهمة الإنقاذية
- الجيل القومي الثالث .. وإعادة إنتاج الهزائم
- انشطا ر العقل العربي, وفشل المشروع القومي, ولعنة الثنائيات
- الأخوان المسلمون.. والديمقراطية,والحوار الدائر
- ما بين العقدة من الغرب ومن الشرق .. ضاعت حدود الأوطان
- المعركة ليست في الفلوّجة الفلسطينية.. بل في القاهرة
- إعاقات العمل الوطني الديمقراطي المشترك
- مانديلا سوري .. يحكم عليه بالسجن عاما جديدا
- العودة إلى السياسة.. مهمة وطنية بامتياز
- الخوف من الديموقراطية.. الخوف من المستقبل
- المدنية العربية .. بين الموجات الرعوية والموجات الريفية
- الديموقراطية.. العصية على العقل العربي
- المعّوقات والإعاقات .. المتجددة


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مفيد ديوب - الديمقراطية العربية وصعود التيارات الإسلامية: هزيمة أم نصر ؟