أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مفيد ديوب - المعركة ليست في الفلوّجة الفلسطينية.. بل في القاهرة














المزيد.....

المعركة ليست في الفلوّجة الفلسطينية.. بل في القاهرة


مفيد ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 812 - 2004 / 4 / 22 - 08:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هكذا قال قائد الكتيبة المقاتلة في الفلوّجة الفلسطينية ضد العدو
الصهيوني, الضابط الشاب جمال عبد الناصر.. بعدما خبر العدو الأسرائيلي بمعركة
مباشرة, وتبين له أن هذا العدو هو رأس حربة المشروع الاستعماري الأوروـ أمريكي
,وتبين له بالوقت نفسه عجز النظام الرسمي المصري والعربي عموما على مواجهة
ذلك المشروع الكبير والمستمر .. لذا قرر نقل معركته إلى العاصمة..
لم يتمكن القائد العروبي من إبداع الحلول لمواجهة ذاك المشروع . ربما لم
تكن الظروف الموضوعية والعالمية ولا حتى الداخلية توفر المناخ الملائم
لذلك... فوقع القائد العربي في فخ وهج الدولة الشموليّة, وولج في نفق صناعتها
بعدما انتصر في معركته الثانية في القاهرة .. ذلك النموذج المستلهم من
التجربة السوفييتية التي كانت قد خرجت لتوّها منتصرة على القوى العالمية
العظمى ( النازية والفاشية)..
وكان ذاك الانتصار مذهلا ومدوّيا ,وآسرا للعقل العربي الذي خرج لتوّه
مهزوما في نكبة فلسطين و العرب ... و كان بأمّس الحاجة إلى نصر مشابه مهما
كانت التضحيات سواء كانت الحرّيات أو كانت دماء الشهداء من أبناء الأمة
الشبّان.
لكن نماذج الدول الشموليّة في المنطقة العربية فشلت في تحقيق النصر
المأمول, كما لم تفسح المجال للشعوب بأخذ فرصتها, و إبداع الأشكال النضالية ضد
ذاك العدوان المستمّر. بل تحوّلت الشموليّات إلى إعاقة شديدة لأي نهضة من
أي نوع و لأي نصر في أي مجال, و تحوّلت إلى نظام رسمي عربي عاجز و عائق,
مثلما كان النظام الذي طالب عبد الناصر بفتح المعركة معه . و أصبح لا بد من
الإطاحة بهذا النظام لكي تتمكن الشعوب من السير بخياراتها بالتصدي
للمشاريع العدوانية المتوالية ...
لكن هل وعت شعوبنا دروس التاريخ ؟ هل وصلت إلى وعي كامل بالسبل و الآليات
التي تمّكنها من تحقيق النصر المأمول ؟ هل توضّح نموذج الدولة و السلطة
السياسية التي تمّكنها من إجراء النقلة الحضارّية الكفيلة برفع راية النصر ؟
! و الأهم هل توضّح نموذج الدولة و السلطة التي ترسي قواعد الحريات و تلغي
الاستبداد الممتد جذوره في الماضي إلى قرون طويلة, و تؤهّل الشروط لخلق
مواطنين أحرار و شعوب حرة تتمكن من الدفاع عن حرية أوطانها و مستقبل
أجيالها, و بالوقت ذاته تؤسّس لاندماج المجتمعات و دخولها الأوطان, عوضا عما هو
قائم و تحوّل انتماءات فئات المجتمع من إلى طوائفها و قبائلها و عشائرها و
إثنياتها إلى الوطن و وحدته و همومه و تحدياته ؟
أم أن العرب مازالوا كما كانوا معهودا عنهم, يسهل عليهم هدم وتدمير ما
يريدون هدمه لكنه يصعب عليهم بناء البدائل الأفضل؟
هل قررّت النخّب الثقافية و السياسية و الوطنية استبدال ثقافتها الرعويّة
الماضويّة الإنشائيّة - و الشفاهيّة, بثقافة تواكب العصر, ثقافة احترام
الآخر, عوضا عن ثقافة إلغاء الآخر المختلف, و ثقافة تحترم العقل عوضا عن
ثقافة تحتقره و تكبّله و تشلّ قدراته و طاقاته . ثقافة تعيد للإنسان مكانته,
عوضا عن ثقافة تريده و تصنع منه عبد طائع للغيب و للسلطان ؟ هل قررت تلك
النخب البحث عن الجذور العميقة للإعاقة عن التحضر و أسباب العجز الذاتي, و
إبداع الحلول لتجاوز العجز و الإعاقة ,عوضا عن مفاهيم المؤامرة و ثقافة
النواح أو ثقافة السباب و الشتائم, و تحميل أسباب الهزائم إلى الآخر, الذي
لم يكن يوما تاريخ العلاقات بين الحضارات و الدول سوى مصالح يفرض شروطها
منطق قوة الحضارة الأقوى, و تتحد الأسباب الحقيقية لضعفنا و عجزنا و
عدائيتنا لبعضنا, أولا و قبل أي شيء آخر؟
هل تستطيع أن نثبت للعالم بأثره أننا أصحّاء و متلاحمون مع بعضنا و قادرون
على إدارة الاختلاف بين بعضنا بالسلم, عوضا عن تأكيدنا للعالم مقولات يرغب
بها و يرغب بتوكيدها : إننا شعوب همجيّة و جاهلة و تحتاج إلى حماية ورعاية
و قوّات فصل بين بعضنا, أو قوّات وصاية, أو تشكيل جمعياته التي ترفق
بالإنسان أو بالحيوان ؟!
على هذه المفاصل يتوقف دخولنا إلى التاريخ الحديث أو البقاء خارجه على
مزابل الحضارات الأخرى؟
على هذه الأسئلة و طبيعة الإجابات عليها يتوقف مصير الأجيال اللاحقة ...
لذا قبل أن نكرر خطأ القائد العربي عبد الناصر الذي نقل معركته من الجبهة
مع العدو إلى القاهرة " أم الدنيا" و تمّكن من هدم النظام السياسي العاجز
الذي كان, دون أن يحمل المشروع و الرؤيا الصحيحة في بناء وطن لن يهزم أبدا.
لن تغيّر معاركنا مع بعضنا أو مع الأعداء, أو في الجبهات الخارجية, أو
الجبهات الداخلية, أو العواصم, و نقلها إلى أي مكان, قبل أن يتمحور في وعينا
رؤيا البدائل الصحيحة للأوطان البديلة, و آليّات بنائها الراسخة. وبذلك
ستكون الأجيال القادمة مكفّلة و كفيلة لاستكمالها, و رسم مشاريعها في
الاستثمار الأمثل للطاقات و الموارد و إبداع الحلول الدائمة للمشكلات المتجددة
دوما .




#مفيد_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعاقات العمل الوطني الديمقراطي المشترك
- مانديلا سوري .. يحكم عليه بالسجن عاما جديدا
- العودة إلى السياسة.. مهمة وطنية بامتياز
- الخوف من الديموقراطية.. الخوف من المستقبل
- المدنية العربية .. بين الموجات الرعوية والموجات الريفية
- الديموقراطية.. العصية على العقل العربي
- المعّوقات والإعاقات .. المتجددة
- المعّوقات والإعاقات .. المتجددة
- الديموقراطية.. العصية على العقل العربي
- حول ورقة الموضوعات المقدمة إلى المؤتمر السادس للحزب الشيوعي ...
- متى يرزقنا الله بأفضلهم...؟ مفارقات صادمة .. وجلد الذات
- ثورة الحجاب
- حلب ... يا مجمع الأحرار


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي ردا على تصريحات بايدن: لا يمكن إخضاعن ...
- مطالبات بالتحقيق في واقعة الجدة نايفة
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن ينتج برامج تلفزيونية ناجحة في ال ...
- سويسرا: الحوار بدل القمع... الجامعات تتخذ نهجًا مختلفًا في ا ...
- ردًا على بايدن وفي رسالة إلى -الأعداء والأصدقاء-.. غالانت: س ...
- ألمانيا ـ تنديد بدعم أساتذة محاضرين لاحتجاجات طلابية ضد حرب ...
- -كتائب القسام- تعلن استهداف قوة هندسية إسرائيلية في رفح (فيد ...
- موسكو: مسار واشنطن والغرب التصعيدي يدفع روسيا لتعزيز قدراتها ...
- مخاطر تناول الأطعمة النيئة وغير المطبوخة جيدا
- بوتين: نعمل لمنع وقوع صدام عالمي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مفيد ديوب - المعركة ليست في الفلوّجة الفلسطينية.. بل في القاهرة