أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعّوب محمود علي - الازميل وخارطة الجسد














المزيد.....

الازميل وخارطة الجسد


شعّوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 6318 - 2019 / 8 / 12 - 00:01
المحور: الادب والفن
    


(الإزميل وخارطة الجسد)
1
أبحث عن ذاتي وعن ماهيّة الأشياء
وكلّما حدّقت في السماء
أري ظلال طائر العنقاء
يدور في الفضاء
يكاد أن يغطّي في جنحيه
الشمس والقمر
أفرّ مرعوباً
أراني ساقطاً
عن السرير خائفاً مذهول
أصيح يا (بهلول)
من ساعة الإشراق حتّى ساعة الافول
حكّامنا كانوا لنا مغول
2
أعود يا (أيّوب)..
لوطني
وسفني
سرّحتها أعطيت
زمامها لسائق القدر
ضيّعت حتّى البوصلة
والقفل
ضلّ بلا مفتاح
سألت يا حبيبتي عن شارع الصباح
من دونما جواب
تطارد الكلاب
ظلّي فيا أحباب
في هذه الأرض التي عاث بها الأنجاس
وزحزحوا الأساس
وضيّعوا القياس
وسلبوا تحت قبور الناس
ما كان من إحساس
في وطن يموت كلّ ليلة
وتقرع الأجراس في القبور
كأنّني أسمع صوت (الصور)
آذن بالنشور
3
ضيّعني الشرّاح..
وطاردتني الليل والنهار يا حبيبتي الأشباح
سرّحت ما أملك من جياد
ودرت تحت الشمس
رغم ليالي النحس
أرسم أفراحي مع الرنين
لتلكم الأجراس
غنّيت ألف ليلة
وبلبلي يخرسّْ
في داخل القفص
تدركه كلّ ليالي الضيم
وصفحات تلكم القصص
عن ألف يأجوج ومأجوج وعن
رحلات سندباد
وعصبة الزناة
هم شوّه الحياة
4
الوطن..
الوطن..
كلّ الرواة كانوا ينهلون من معينه
وليله اليتيم
كان رفيق عمره
يدور في الخانات
والغابات
والكهوف
من دونما نجم ولا قمر
أيّتها الغيوم
ليسقطِ المطر
من بَرَدٍ ام من حجر
عقارباً صقر
يأكل كل ّليلة من لحمنا المنذور
على مدى الدهور
لم يبقي للإنسان من حضور
في بحر ألف ليلة سوداء
مرّت ولم ترسو على ضفاف
جمرة أم مصباح
في هذه المدينة القتيلة
أصيح يا (شمشون)
ما كنتَ يوماً جسداً ثلجي
تأكل منك النار
لكنّما (دليلة)
شدّت على زنديك
جديلة جميلة
في ساعة الغدر وقتل العشق
حتفك كان العشق
ليسقط العالم تحت معبد الأوغاد
لينزل الجلّاد
سيفه حتّى تسقط الرؤوس
بين يديّ سيد البسوس
رأيت ما رأيت
حرباً على طهران
حرباً على الكويت
غنّيت ما بكيت
يوم سقوط الوثن الكابوس
يلعب في الساحات
والكرة الرؤوس
5
لتنهي الأعياد
لأنّ هذا وطني يعود
يوماً على مطالع الشمس
ويوماً تحت سكّين بنيه خائراً مذبوح
يا أمّة عانت
من الغدر
من النكث
من الأفول
تأكل كلّ ليلة من لحمها
ويستحيل الصبح
وشمسه عمياء
فاقدة اليقين
تأكل من تراثها الثعالب
وتارة تركض في عيونها الأرانب
فيسقط الإنسان في فجر شباطٍ
يحرق القرآن
في كهف الإمارة
يسقط كلّ شيء
في ساعة الفطور والصيام
وغرف الإعدام
تكتظّ بالرجال
والأطفال
والنساء
في دولة البغاء
يفرّ منها آدم
يفرّ عن حوّاء
حتّى طيور الحب
فرّت عن السماء
بكيت يا حبيبتي بغداد
وسالت الدموع
سالت على الخدّين
6
درت وراء هذه الصور
انتظر المطر
عاماً فعامين على ترابي الدماء
اصيح يا هدير هذي الريح
لنحصد البغضاء
ولنتطهّر عندما ندور
حول (حراء) النور
7
لن تقرع الأجراس
مساء كان السيد المسيح
معلّقاً على صليب الموت
8
قد اُجهضت أشجارنا
وأسقطت أوراقها
واحترق الزهر
والتحفت كل البساتين بقفطان من الرماد
بكيت يا بغداد
حتّى أورق الحزن على جبيني
غادرت يا حبيبتي القطار
ومرفأ السفين
يأخذني الحنين
لتربة الوطن
في الليلة الليلاء
توحشني الظلماء
ظمآن يا حبيبتي
أركض خلف منهل السراب
تضيق بي الصحراء مثل قمقم
وتارة فنجان
من دونما خمور
أدور كالسكران
وتارة أحس كالسلعة في الميدان
اُباع بالمجّان
في وطن تجهض فيه همّة الانسان
وهذه الأفكار
تفيض في كأسي وفي جمجمتي
تفيض كالطوفان
تفيض في الرغيف حتى ساعة الصيام
كثيرة حبيبتي الاحلام
في هذه الأرض التي تفتقد الأمان
في هذه الأرض التي نعيش في سرابها
وموجة الدخان
أدور في الأحلام في تقلّبات الطقس
أحسّ أن النفس
ترسم لي أزقّة مجهولة
في ساعة الصحو وفي القيلولة
من أين أستقصي سمو الروح
وسلّم الرفعة في المجاز







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول نجم لامع في سماء الوطنفهمت سبب
- االكهف
- ساعة تنهارالتيجان
- دوران في المجهول
- كوابيس


المزيد.....




- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...
- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...
- الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنو ...
- الجيش الباكستاني ينتقد تصريحات نيودلهي: متى ستنتقل الهند من ...
- انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعّوب محمود علي - الازميل وخارطة الجسد