شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6314 - 2019 / 8 / 8 - 09:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعيش في زمن الضياع والتيه العربي ، وفي مرحلة غير مسبوقة من السقوط واليأس والبؤس والانحطاط السياسي والفكري والاجتماعي والاخلاقي .
لننظر إلى ما يحدث ويجري في مجتمعاتنا العربية ، فالصراعات الطائفية والعشائرية والمذهبية تعمها من محيطها حتى خليجها ، والارهاب الديني ينتشر فيها ، فضلًا عن انتشار الفوضى والكراهية والتفكك العميق على امتداد رقعة الجسد العربي ، حتى ما وراء البحار ، وهذا بالطبع خدمة لأجندات خارجية هدفها استمرار الابتزاز الغربي الامبريالي بغية نهب الثروات الطبيعية والسيطرة عليها .
هذا ناهيك عن الهرولة والتطبيع العربي الخليجي مع دولة الاحتلال ، والعداء لنظام بشار الأسد وتحييد سورية ، وانخراط أنظمة العار والذل العربية الرجعية في المشاريع والمخططات الامبريالية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية عبر خطة ترامب المرتقبة والمعروفة بـ " صفقة القرن " .
والحقيقة أن النظام العربي المتجسد في الجامعة والقمم العربية بات في حالة موت سريري ، وبتنا في انتظار الاجابة عن سؤال الشاعر السوري الراحل نزار قباني في قصيدته الشهيرة المعروفة " متى يعلنون وفاة العرب ؟ " ، التي استشرف فيها مستقبل ومصير الأمة العربية ، وكانه تنبأ بما آلت إليه الحالة العربية في هذه الأيام ، وهو مصير حتمي يلحق بكل من هو غير قادر على المواجهة ، ومرآة لذاته المتصدعة التي لا تملك خيارًا لها سوى الاعلان عن وفاتها ، وهي نهاية تؤكد عمق التيه العربي في هذه المرحلة البائسة بفعل ما سمي " الربيع العربي " ، وعمق الجرح من هذا الواقع المتردي الذي وصل إليه حال الأمة العربية في راهننا .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟