ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1548 - 2006 / 5 / 12 - 10:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بعد سيل من فتاوى القتل و التحريم التي صدرت بحق أصحاب بعض المهن في العام المنصرم من فرق طالبان العراق و فعلا" مورس القتل المنظم ضد هؤلاء من أصحاب صالونات الحلاقة و باعة الثلج و محلات بيع و تأجير الأقراص الليزرية ...و العديد من الفتاوى الأخرى و التحريمات التي تقف بوجه كل ما هو حديث ...صدرت هذه الأيام مجموعة جديدة من تلك الأعاجيب و الدرر التي ستنقذ البشرية من الوقوع في شرك الرجس و أعمال الشيطان ...و للمرأة الحصة الأكبر في هذه الوجبة الجديدة ...فبشرى لكم يا نساء و بنات بغداد فلا سياقة بعد اليوم فسياقة المرأة لسيارتها حرام ..ولا سفور ومن ضبطت سافرة" تقتل و لا بنطلون فأرتداءه من الكبائر ...ها هم طالبان بغداد يربّون المرأة البغدادية التي حادت كثيرا" عن جادة الأيمان و ساهمت في نشر الفتنة و أفساد الرجال و الهائهم عن دينهم بسياقتها السيارة و أرتدائها البنطلون عدو الله و المسلمين ...أما( الشورت ) و الذي هو السروال القصير الذي يرتديه بعض الشباب هربا" من الحر العراقي اللاهب فقد أعلنت عليه الحرب أيضا" و الويل لمن يرتديه جهرا" ...ومن يدخن سيكارة" تقطع يده ...أما ما أفحمني من كل تلك الفتاوى فهي الحرب الجهادية العظمى ضدّ( السلطة) ...و هي الخلطة الكافرة من قطع الخيار و الطماطة و ربما بعض البصل ...معصور عليها القليل من الليمون الحامض و يزاد ربما القليل من زيت الزيتون ...هل رأيتم كفر أكبر من أكل خلطة شيطانية مثل هذه و التي تجر البشرية نحو الهاوية....
ما سبق من فتاوى ليست طرائف بل هي فتاوى حقيقية روّج لها و وزعت على شكل منشورات في مناطق من العاصمة بغداد ..
فهنيئا"لنا فتاوانا التي تفتح لنا أبواب الجنة مشرعة ...أما السرقة و الغدر و القتل و الكذب و الأعتداء على أعراض الناس و الرشوة و التحشيش و اللواط و غيرها فهي ممارسات عادية لا تؤثر على أخلاقنا بل أصبحت من أساسيات الأيمان ...فدمتم للعراق يا طالبان العراق الجديد يا من تجرّون العراق الى قرون أكل عليها الدهر و شرب ...يا من تخشون الحداثة و تعادون كل جديد ....شفاكم ربكم مما أنتم فيه ...هذا فقط ما يمكنني قوله
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟