دفاع قوي ...عن الهشاشة

ليلي عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1477 - 2006 / 3 / 2 - 10:22
المحور: المجتمع المدني
    

صاحب المبدأ , والواثق من صحة مبدأه ,لا يبقى رهينة كل كلمة أو ملاحظة أو حتى موقف يتخذ ضد ذلك المبدأ ...ليمتشق سيفه و يلبس الدرع و يمتطي البعير, ويهجم في معركة كأنه قدم للتو من داحس و الغبراء..مدافعا" وشاتما" كل من تعّرض لفكره ...من يفعل هذا غالبا ما يكون صاحب فكر هش متبنيا" مبدأ"يحتاج دوما لجيوش من حملة السيوف و ربما لمدفعيات ثقيلة تفني كل مهاجم ...
أشخاص خرجوا لنا من عصور غابرة هم و أفكارهم و حتى أزيائهم البدائية التي لا تتعدى خرقة مهمة جدا" تغطي الرأس ظاهريا ..لكنها توقف الفكر عمليا" ...و رداء يعود لأيام الملابس الأولى في العهود التي بدأ الأنسان فيها يطور ما يغطي جسده ..و الهيئة تعبر عن الجوهر و الفكر الرجعي الذي لم يتعدى تلك المراحل العتيقة ...أشخاص لا يمكن ان يقبلوا المختلف ..لأن المختلف و الجديد تهديد يومي .. يضع أصحاب الفكر البدائي على هاوية الزوال و الأنقراض...كما زالت من قبلهم حضارات و أقوام مع أفكار و معتقدات سبقتهم و عبرتهم في فهم الحياة و الآخر.. لكن أين هي الآن..لذلك تمسكوا بكل ما هو جاهز من فكر متوارث و تبنوه كما هو لأن نقاشه أو تغييره كفر يأخذهم الى جحيمهم الموهوم الموعودكما يهددون به كل عدو لهم يناقش أو يحاجج أو يفضح ...
أقول لهم اليوم و من الموقع الذي أستمد منه القوّة..موقع الحوار المتمدن .. بما يتعرض له دوما من هجوم من هولاء ..أننا باقون و الفكر المتحرر الخالي من العقد تجاه الآخر و المتقبل للمختلف ...الفكر الذي يعتمد النقاش و التحليل و البحث الدائم عن الحقيقة و تمييزها .. رافضا" الوهم..رافضا" تبني أفكارا متوارثة جاهزة لا تنسجم مع المستوى الذي وصل اليه العقل البشري اليوم هو الوحيد الباقي.
أقول أنظروا أين وصل الفكر و الثقافة و التطور العلمي في العالم المتقدم , الذي يستحق أن يسمى متقدما..بينما بقيت شعوبنا التي تتبع أفكاركم البدائية تناقش الحلال و الحرام ..ولا يسعفها عقلا" للتمييز بين الصح و الخطأ و لا بد لها من إفتاء.
أهنيكم و أهنيء فكركم المغلق الذي صنع مستنقعا" لشعوب لن ينقذها منه غير معجزة كونية تنتشلهم من البدائية و التخلف وتخلصهم من أصحاب غطاء العقل و رداء الرمل .

#ليلي_عادل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات