أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ليلي عادل - مجتمع الختان النفسي














المزيد.....

مجتمع الختان النفسي


ليلي عادل

الحوار المتمدن-العدد: 1049 - 2004 / 12 / 16 - 12:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الحديث عن الجنس في مجتمعنا هو من المحرمات , ولكل فتاة وصبي بالتأكيد أسئلة و استفهامات تخص هذا الموضوع لكن ليس كل عائلة تعرف كيف تتعامل مع هذا النوع من الاستفهامات و ترد عليها بموضوعية و تحافظ على المستوى المطلوب من البراءة لدى الطفل , وأغلب العوائل تنهر أبنائها و تقمعهم إذا ما تطرقوا لمثل هذه المواضيع و حاولوا أيجاد أجوبة لتساؤلاتهم , و قد يتعرضون للضرب جراء ذلك , فيكتسب هذا الموضوع الحيوي و الذي تتوقف عليه استمرارية الجنس البشري , صفات أخرى مثل العيب و الحرام , وتترسخ مع الأسف هذه الصفات بذهن الطفل و تبنى على أساسها مفاهيمه المستقبلية للحياة و للعلاقات الإنسانية, فضلا" عن سلامة صحته النفسية و الفيزياوية .
ان عدم الإجابة على تساؤلات الطفل تترك في ذهنه فراغات تظهر مستقبلا على شكل توقفات ..اقل من التأمل وإعمال الخيال , أما معاقبة الطفل و نهره عن الكلام بهذا الموضوع فيولد لديه إحساس بالذنب يستمر معه في الكبر كلما حاول معرفة شيء عن الجنس من خلال صديق او كتاب او أي مصدر آخر خارج المنزل , و عند وصوله لمرحلة النضوج الجنسي و يبدأ بالإحساس بغرائزه يتعمق لديه الشعور بالذنب و يتطور بأن يصبح شعورا بالخزي إذا ما استجاب للرغبة الملحة عليه , مع عدم وجود النصح و الإرشاد الصحيح للتعامل مع حاجات الجسد , ربما يجد الصبي تسامحا و بعض تشجيع من المجتمع لكن ما تعانيه الفتاة فيما يخص هذا الموضوع هو كارثة , فالعائلة تعلق شرفها و مكانتها برقبة هذه الفتاة رغم المعاملة الدونية من قبل العائلة و الإهمال الكامل لاحتياجاتها النفسية و الجسدية فيتحول هذا القمع الى عقدة مستقبلية تؤدي الى حرمانها من الإحساس بالمتعة و اللذة في علاقاتها الجنسية و إحساسها بالذنب و العيب كلما قامت باتصال جنسي مع الشريك والزوج
وبذلك لن تستطيع ان تحيا حياة طبيعية و ان تكون علاقة زوجية متكاملة و متكافئة و يبقى في داخلها الإحساس بالغبن والظلم والحرمان من معرفة الإشباع الحقيقي لهذه الغريزة البشرية .
قبل أسابيع لفت انتباهي خبر نشر في إحدى الصحف عن عدد ضحايا و مرضى الإيدز في السعودية وهو عدد كبير من المسجلين رسميا" , و يمكننا تخيل العدد الحقيقي إذا ما أخذنا في الحسبان ما يواجهه المريض في بلد مثل السعودية من حجر اجتماعي و قسوة الدولة لذا فمن المتوقع ان العدد الأكبر هو غير المعلن من اللذين يفضلون الموت في أسرّتهم على الاعتراف بمرضهم لغرض العلاج بسبب الإجراءات التي تتخذها الدولة تجاه من تثبت أصابته بالمرض و ما تتسم به من قسوة و تجريم …و بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز قامت إحدى الإذاعات بأجراء استفتاء لآراء المواطنين العرب في موضوع الثقافة الجنسية و أهمية إدخالها كمناهج دراسية بهدف حماية الأجيال الجديدة من الوقوع بسبب جهلهم ضحية لذلك المرض, وكانت الآراء معبرة عن ضيق و انغلاق العقل العربي و تمسكه بالوهم , فقد رفض الكثيرون هذه الفكرة و اعتبروها …عييييب..اما البعض الآخر وهم من المتمسكين بوهم اننا كاملون , محصنون من الوقوع بالخطأ , فقد استغربوا اهتمام الإذاعة بمثل هذا الموضوع و طرحه على المستمع العربي ,و تساءلوا : ما علاقتنا بهذا المرض ؟؟؟
هذا النهج العربي الذي يتهرب من الحقيقة التي تصدمه و يرسم صورة مثالية لحياته و يصدقها و يحاول التبجح بها أمام العالم , النهج الذي يحث على إخفاء الأخطاء و العيوب مهما كبرت و استشرت في المجتمعات والوقوف ضد الاعتراف و الكشف لغرض الإصلاح و توفير مستقبل أفضل لأجيال قادمة .



#ليلي_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخلوق درجة ثانية
- من الضلع الأعوج
- حجاب ANTI
- بيان الجهلاء
- غلمان ابن لادن ...و نساء اللطيفية
- جيلا آزادي ...وحكم الملالي
- قضية النساء..أولا
- سوق الرهائن...سوق النخاسة العراقي
- مقتدى...والأربعين حرامي
- أنا و من بعدي الطوفان
- مبروك ...الطاغية الجديدة
- العقل...والقفل
- الحوسمة
- الأفوكادو
- دماء عراقية مهدورة
- حكومة ..دون لكجة او عمامة
- عالم زبل
- حياة مؤجلة
- الثقافة لا تتجزأ ……..
- خارجه عن ………………….العمل !!!!!


المزيد.....




- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ليلي عادل - مجتمع الختان النفسي