أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلي عادل - الثقافة لا تتجزأ ……..














المزيد.....

الثقافة لا تتجزأ ……..


ليلي عادل

الحوار المتمدن-العدد: 824 - 2004 / 5 / 4 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من هو المثقف ..؟ وكيف يمكننا وصف الفئة المثقفة ضمن مجتمع و تمييزها عن باقي الفئات الأخرى … مع بدء الدولة العراقية الحديثة أطلق العراقيون على من نال قسطا من التعليم , ولو كان يسيرا", لقب مثقف ..ليميزوه عن الأمي , و بمرور الزمن و انتشار التعليم بين جميع فئات المجتمع أصبح هناك ضرورة للتمييز بين الثقافة و التعلم وصار هناك فئة متعلمة و فئة متعلمة – مثقفة , لكن على أي أساس يمكننا الحكم على الشخص و إدراجه تحت قائمة مثقف ..!
هل المثقف هو صانع الثقافة ؟ أم هو المستهلك لها !! وما هي ميزة المثقف …..كل تلك التساؤلات بحثت لها على إجابات من خلال مسيرة طويلة من متابعة النتاجات الثقافية و الاختلاط بصناع الثقافة و روادها ,و بشكل عام فأن الأدباء و الفنانين نادرا ما نجدهم مهتمين بنتاجات الغير , بينما نجد أشخاص من أصحاب المهن الأخرى مهتمون بمتابعة النشاطات الثقافية و حريصون كل الحرص على مواكبة آخر الأخبار و الإنجازات الثقافية و تتكون لديهم قدرة على تمييز العمل الجيد وتذوق الفن الراقي ,غير منقطعين عن الفن العالمي بمختلف أنواعه , بالنسبة لي هؤلاء من يمكن تسميتهم بالمثقفين , أما من نطلق عليهم هذه التسمية فهم في الحقيقة صناع الثقافة و المنتجون لها , وان بعض منهم , و أقول البعض , لا يمت لشخصية المثقف بأي صلة , لكن الله قد منحه موهبة , والبعض الآخر منقطع عن الحياة الثقافية و لا يحضر و لا يقرأ إلا بوصاية , فأنا لا أجد الشاعر الذي يملأ كتبه بكلمات لها صله بالموسيقى مثلا" مهتم فعلا بهذا الفن و مدركا لمعنى المصطلح الذي أستخدمه ….ولا أجد أساتذة الفن يحضرون المعارض و يستمتعون بالعمل الفني إلا مجاملة للفنان …..وأجد ما يملكه المسرحي العراقي من إدراك لفنون المسرح العالمي ومن دربه بصريه لتذوق جمال الصورة المسرحية فقير جدا نسبه للغته الفضفاضة التي يمتدح بها عمله , لذا فأن أغلب المسرحيين ينبهرون لأبسط خروج عن المألوف , حتى لو كان تافها او مشوها , وكثيرا ما كنت اسمع صيحاتهم …: الله , و تصفيقهم بدون ان أجد الداعي , في العروض المسرحية , و ذلك ينطبق على السينما أيضا" , عذرا" للجميع , لكن لو تعمقنا اكثر بشخصية هذا النموذج لوجدنا مرحلة متطورة من الازدواجية حيث ينادي بشعارات و يدعي الأيمان بها و نجده في حياته الخاصة يسير عكس الاتجاه الذي يدعو إليه , فهو يتحدث و يطالب بالحريات و الانفتاح و يبشر بحرية المرأة و يدعو الى منح الحقوق للطفل , بينما نجده يضطهد زوجته ويقمع أطفاله و يمارس دكتاتورية صغيرة داخل منزله , ويترك الفكر و الثقافة و التنظير و الحداثة خارج أسوار الدار , و الانكى من ذلك فهو ينادي و يتغزل بالحب و يدعي الأيمان بالعواطف الإنسانية و أهميتها لديمومة الحياة المشتركة بين الرجل و المرأة لكن عندما يفكر بالزواج فهو يتزوج بنت العم مضحيا بالحبيبة …أنها ازدواجية قاتله تلك التي يعيشها هذا النموذج , فنجده دون حياة اجتماعية .
هذه الازدواجية و عدم حقيقة ايمانات البعض .. من صناع الثقافة , أدت الى تراجع الثقافة العراقية كثيرا" عما وصلت إليه عالميا و يجعلنا دوما نبحث خارج بيئتنا عن نتاجات تشبع متطلباتنا الثقافية , فضلا عن اختفاء بعض أنواع الفنون من حيز الثقافة العراقية مثل الرقص الكلاسيكي و الحديث , العمارة , التأليف الموسيقي الكلاسيكي الحديث …وغيرها من الأنماط الأخرى …
إني أدعو الأدباء و الفنانين العراقيين , مع الاعتزاز بهم جميعا , ان يؤمنوا بما يشتغلون عليه و يتقبلوا الحداثة بعقل مفتوح ويحاولوا الإطلاع قدر المستطاع على كل ما هو جديد من نتاجات الثقافة العالمية , من اجل الارتقاء بعقلية الإنسان العراقي بعد عقود الظلام التي مررنا بها .



#ليلي_عادل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارجه عن ………………….العمل !!!!!
- إرهاب و حجاب….
- أكتب ما تشاء و لا تنظر في المرآة


المزيد.....




- إدانات دولية وتحذيرات بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد ا ...
- إيران: ضرباتنا ضد إسرائيل -استمرت حتى اللحظة الأخيرة-
- هجوم صاروخي إيراني جديد على إسرائيل
- البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيين قد يسقطو ...
- ترامب يعلن نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران
- كشف كواليس التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران ...
- مسؤول إيراني يؤكد موافقة طهران على وقف الحرب مع إسرائيل
- ترامب يتوقع استمرار وقف القتال بين إسرائيل وإيران -للأبد-
- فيديو: انفجارات قوية تهز العاصمة الإيرانية طهران
- وزير خارجية إيران: لا اتفاق على وقف إطلاق النار -حتى الآن- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ليلي عادل - الثقافة لا تتجزأ ……..