ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1103 - 2005 / 2 / 8 - 11:15
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ما أستفز في داخلي رغبة الكتابة بعد انقطاع سبّبه وضع صحي سيئ, و نفسية يائسة ..لقائي بإحدى السيدات من المعارف في أحد أسواق بغداد حين أخبرتني أنها قد خطبت لأبنها الذي كان برفقتها و هما بصحبة أم العروس يختارون ملابس الخطوبة للعروس… باركت لها و لأبنها و مضيت و سؤال يلح في داخلي …أين العروس إذا" ؟؟ أين صاحبة الشأن ؟؟هل هؤلاء الناس مدركون اننا في العام 2005 , لن أقول حرية و حقوق و كلام ضجرنا من كثر ما رددنا ..سأقول ما الضير في خروج الفتاة المسكينة برفقتهم لتختار بنفسها لنفسها ما سترتديه ليلة خطوبتها ! لهذا الحد وصل المحو في المجتمع , الذي حرم هذه الفتاة من أبسط الحقوق و أتفهها ؟.. إذا" كيف ستحصل على الحقوق الأهم و الأكبر ..كيف ستتحمل مسؤولية زوج و من ثم عائلة و تربية أطفال من لم يسمح لها حتى ان تبدي رأي في ما ترتدي !!
ربما البعض سيقول ان المسألة تافهة و لا تستحق بحثها , لكني أقول ان الحدث كان بالنسبة لي كالكارثة لأنه كشف لي مدى التراجع الذي يصيب المجتمع , ففي مجتمع الستينات و ما قبلها كان الأب البسيط يقول لأبنته لا تكوني كأمك و لا تتشبهي بها بل انظري الى معلمتك و قلدي جارتنا الأستاذة و أطمحي للأفضل …أما اليوم فالأب يرتدي دشداشة يعود تصميمها الى قرون , ويجبر ابنته ان تتشبه بجدته هو ,و ترتدي زي أكل عليه الدهر و شرب وتكتفي بشهادة المراحل المتدنية و تفكر بالزوج الموعود …فصرنا نرى البوشي الذي يغطي الوجه بأكمله و صار شكل بعض النساء عبارة عن قطعة سوداء متحركة كأنهن قد خرجن من مسلسل يصور الحقب الغابرة …
زي يمثل صورة حقيقية للمحو الكامل الذي عانت منه و تعانيه اليوم بقوة المرأة العراقية في مجتمع الذكورة الصارخة , وما المنظمات النسوية الكثيرة و أصواتها التي تطالب بمجتمع مدني يحقق طموحات المرأة و يكرس وجودها و يمنحها حق المشاركة و إبداء الرأي , إلا زيف و وهم , مجرد صورة هشة تختفي خلفها الرجعية و الصورة الحقيقية لانسحاب المرأة القسري و إذا ما وجدت فهي خانعة خاضعة عورة مغطاة لا تنفع و لا تضر, هذه هي صورة المرأة اليوم في عراق الحرية و الديمقراطية لكن …للرجال فقط .
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟