حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6312 - 2019 / 8 / 6 - 22:19
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ابن رشد محطة بسيطة من تاريخ طويل و عريض و تضخيمها أكثر من حجمها الحقيقي و جعلها مرجعا حيدا في الفهم و التفسير و التوظيف خطأ جسيم ...
و الزعم بأننا أمام عقلين إثنين تداولا على ثقافتنا هما ابن رشد ثم الغزالي كلام اختزالي و ذرري و تبعيضي و غير سليم عندي..
و لأن عقولنا منهزمة نحن نبحث عن مخارج لا تكرس الإنهزام بالتبعية و الإستلاب ..
هنالك عقول متيقظة و متبصرة تنتجها الأزمات بل نعيب على أنفسنا قلة وجود و ظهور هذه العقول..
في أمريكا اللاتينية و في عز أزمتها كان هنالك أدب و فكر و فلسفة أنتجتها الأزمة و ولدت من رحم الأزمة....
العقل الجمعي مسحوق لكن هنالك العقل الفردي الذي يتحرر و ينفلت من سطوة الأزمة الدائرية و تداعياتها ليكسر طوقها..
فهو يحقق المعنى من أن الأزمة تلد الهمة بدرجات متفاوتة و يحقق كيف يكون معنى الإستخلاف في الأرض و مقتضياته و معنى تجديد أمر الدين كل قرن و بصفة دورية ...
و كل الأزمات كانت مولدة للخلاصات و كل الأمم التي بها نخب بوفرة ( إن لم تكن فلتنتجها ) تصنع خلاصها و تنتج الأفكار العظيمة و الحركات القوية لتغيير ما بحالها ..
أنظر التاريخ القديم و الحديث....
لا شيء محسوم سلفا ...
فقط الانسان العربي يتحدث عن الروحانيات و الروح و الأخلاق لكن نراه لا يبادر نحو التغيير و الفعالية ..
و إن بادر بطريقة منقوصة و رديئة تعجل تعجل قطف الثمار لأنه أناني و ريعي و إستئنافي و غير تواصلي و متعجل و سطحي....
إسرائيل يخطط لها علماؤها و نخبتها لأزيد من مائة عام و أغلبهم يعلم أنه لن يرى الثمار لكنه يشتغل للأمة و لبناء أمة و للحضارة وللأجيال وللدولة و للمهمة النبيلة وللوطن و للأرض الموعودة ...
نحن ندفع برئيس دولة طفرة نظيف و هي حالات نادرة في أجواء عتمة ثم يطالبه شعبه بعصا سحرية ان يجعله في أوج السعادة ..
بل إن شعبه من ينقلب عليه و يتضامن ضده مع الأوليغارشية الدولية ...
نحن نختزل الأزمة بإرجاعها لتناظر نموذجين متعارضين ابن رشد و الغزالي ...
خلاصنا في مراجعة التراث كله من غير مفاضلة و تبعيض ..
فلا الغزالي هو من قتل الفلسفة و لا ابن رشد هو من اعلى من مكانة العقل ..
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟