حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 02:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ربما يتعجب البعض كيف أقول بهذه الجرأة والحسم و اليقين أن الله خلق الإلحاد.
و هو قبح في نظر المؤمنين و مناف للإيمان..
إن الإنسان مخلوق و كائن لغوي " وعلم ادم الأسماء كلها "-قران-..
الإلحاد كالإيمان كالكفر كالشرك كالشك كاليقين مفردات ككل الثنائيات أيضا و المتقابلات التي ليست وهما و لا اختراعا بشريا إقتضته حاجة الإنسان ..
و المتصوفة في هذا الباب لم يقولوا باستواء المتناقضات في الماهية و الهوية و المعنى و الدلالة ...
بل قولهم تقويلا بعض البشر بفهومهم الإلتباسية للنص الصوفي على ما اجترحته بعض الأهواء و الرياح المشرٌقية من انجراحات في قلب الخطاب و المصطلح لكنه لم يقل باستواء الحالات و عدم وجود الأزواج ...
لذلك كان الإلحاد كالإيمان و غيره أسماء بثها الله في كون الانسان لكن مرفوقة بملكة العقل المميزالمستقل و بالنقيض و بمنحه حرية و إرادة مستقلة للإختيار .." من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر"-قران- ..
العقل هذا الإسم و الملكة الإنسانية المرتبطة بالإنسان هي أداة التمييز و الإختيار عبر وسائط عديدة منها العلم و التفلسف و التعقل و النظر و المقاربة الظاهراتية و الوجودية المؤمنة و الإستئناس الوجداني ...
فلا يهم أن يرثه الإنسان من بيئته " الإيمان" مثلا ثم يتخلص منه أو يدعمه و يعززه بما يجعله يستقر و يرتقي و يستنير و يصبح تأسيسا لا اتباعا من نوع " اغلق عينيك و اتبعني" " امن ثم اعلم" ..
أقصد هنا على حد التعبير و التعريف اللالاندي للعقل ..
" العقل المكون" بفتح الواو و الشدة و " العقل المكون" بكسرها مع الشدة..
أي مكتسبا و سائدا أو منتجا و مؤسسا و ناقدا و محللا و مركبا و مفككا..
بين الإيمان و الإلحاد فبصل هو العقل ملكة الإدراك و التمييز...الحجة ..البرهان اليقيني ..و الظاهراتي..
و من ثمة لم يخترع الإنسان الدين و لا الله و لا إثبات اللاهوت و لا نفيه ...
العقل السليم الذي يمارس جدليته التركيبية في النظر في كتاب الله المسطور و كتابه أو كونه المنظور جامعا بين قراءتين متلازمتين للكون و الوحي للمنجز المادي و للخطاب ..
و يجمع بين وعي ثلاثي متحرر أساسه الإستقلال و الحرية كالطائر في السماء ..
و يجمع بعد الإهتداء بين قراءة باسم الله و قراءة ثانية مع الله...
لا فصل بين الديني و الحياتي عندنا..
فليمارسه دعاة الوهم الموسوم " العقل المستقل عن اللاهوت المتصل بالعلم" أو " العقل المادي " ...
و دعاة التفكير بغيرالدين لإنتاج التنوير ...
فلنا تنويرنا و لهم تنويرهم..
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟