حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6239 - 2019 / 5 / 24 - 19:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
صرخ " نيتشه " " مات الله " ..
و أعلن هايدغر تفكك الميتافيزيقا و قال بضرورة هدمها بالتموقع داخلها و تفجيرها...
فلا هي تفجرت و هدمت و تفككت
و لا مشاريع نيتشه و هايدغر و غيره تحققت
و لا الدين اختفى...
لا أحتاج من يشرح لي بأن نيتشه لم يكن يعني نفي اللاهوت و المطلق السماوي و الميتافيزيقا
بل إنني أتعمد هذا الموقف النقدي و الفهم اللانسقي و اللامنتظم لفلسفة نيتشه و لكل النسق الفهمي الغربي المهيمن..
نيتشه عدمي بامتياز Nihiliste و أفهم جيدا ما العدمية ..
أحالني أحدهم إلى " جياني فاتيمو" في تعريفه للعدمية كأنني لا أعرف " جياني " ولا أفهمها
فلما أصررت على فهمي و أخبرته بأنني قرأت "جياني" منذ عقود
و أن نيتشه نفى اللاهوت و ليس المسيحية
و أن هذا يتجلى في كل نصوصه و يبنيها كمكون رئيس
و لا علاقة بعدمية عرفها " جياني" بعدمية النص النيتشوي...
لما خالفته اختفى و انكمش و لم يعد يشارك حواراتي ..
و كف عن التلعيق فله ذلك أراح و ارتاح...
و ليس مستبعدا أن يعود إلى صحبه ليرميني بالعناد و القصور في الفهم و هو ديدن غالبية المتعلمين العرب..
لأن عقله متكلس مغلق على ما قرأ و نقل..
هذا الجامعي الفذ و هذا المتفلسف العظيم الواثق والمتيقن من نفسه
و أمثاله كثيرون للأسف لا ينتجون مستقبلا فلسفة مستقلة مبتكرة بل يكررون الناجز ..
و منهم دكاترة و أساتذة جامعيون في تخصصات علمية تجريبية أحيانا و علوم انسانية و علوم شرعية ...
متى تكون الفلسفة ابتكارا لا اجترارا في عالمنا العربي و متى تكون استقلالا ..
.
إنني لا أبخس الناس أشياءهم لكنني يوم أصادف في هذا الكون العربي البور و أرضه الجرداء شجرة مثمرة سأنحني إليها إكبارا و إجلالا..
أنى لهؤولاء أن يفهموا نيتشه و هايدغر و الكندي و الفارابي و الفقه و أصوله و المقاصد و التربية و مشكلاتها و غيرها...
القراءات التي تنتظم في ترديد المتون و الفهوم السائدة ليست من فعل التفلسف في شيء ..
بل هي تلخيصات و إعادة صياغات تعكس مدى الخوف و الإنكفاء و قلة الزاد و ضعف الشخصية و حالة الإستلاب و الإنبهار عند العرب و المسلمين ...
أسسوا تمايزكم و فلسفتكم أو اصمتوا و كفوا عن ترديد متون كتبت و دونت و اكتفى بها السامعون و القراء...
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟