أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - تفشي ظاهرة التملق البخس في كوردستان














المزيد.....

تفشي ظاهرة التملق البخس في كوردستان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6312 - 2019 / 8 / 6 - 16:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الصفات والسمات التي تميز بها الشعب الكوردستاني فريدة و لم نر يوما ما يدعنا ان نشك فيما نحمل من الصفات الحسنة او نراجع امرنا في اي سلوك نراه غير لائق في التعامل مع الواقع و ما موجود في اية مرحلة كانت، فكانت عزة النفس والكبرياء والشموخ و التسامح و الشهامة و الثقة بما نحمل من الخلق الحسن و النظرة الى الاخر بعين رحومة و العفو عند المقدرة و الكرم من اهم ما يميزنا لقرون رغم المراحل اليائسة التي شهدها التاريخ الكوردي و ظلمه منذ غزوه اسلاميا او مغوليا من قبل ذلك. لم يتزحزح اخلاقياته و تربيته العفوية و المعيشة البسيطة و البحث عن السلام و الامان على العكس من القاطنين في المناطق القاحلة المتحاربة لابسط الامور. القوة البدنية و الفروسية و المثابرة و قوة الارادة و محاربة الصعاب من صفات اهل الجبل، و كم من قصة تروى لنا عن التضحية بالنفس لمجرد عدم التنازل عن سمة وصفة و قيمة معينة اتسم بها اصحاب الشهامة و التفاني بالنفس من اجل الالتزام بقيم سامية و صفة معتبرة اخلاقيا.
هذا ما كان عليه الشعب الكوردستاني في بقاع وطنه دون تمييز بين مناطقها و اجزائها المنقسمة بين البلدان جورا، و هذا ما وحد الكورد و هو القاسم المشترك و الصفات المتميزة لجميع ابناء هذه الامة، و هو رابط حتى لقضيتهم و يدل على وحدتهم وطنا و شعبا و امة و تاريخا و جغرافيا. و الثقافة المتوحدة و التعاون و السمات المشتركة مع الطقوس و المناسبات و الالتزام بالموروث التاريخي الحسن من الجاني الثقافي او الاجتماعي و منه اصبحنا غنيا من التراث والفلكلورو هو العامل القوية لتوحيد الكورد و تعاونهم و تماسكهم في الصعاب رغم محاولات الاعداء و المحتلين على تشتيته و تقسيمه و محاولا استئصال ما يتميز به جذريا دون ان ينجحوا.
اليوم دون ان ننتظر او نعتقد ان نصل اليه، فاننا نلمس تغييرا واضحا في سلوك الناس سواء كان بشكل عفوي و نتيجة التمازج مع المتغيرات المتعددة او نتيجة العوامل السياسية كانت ام الاقتصادية المؤثرة على اخلاقياتهم وصفاتهم و سماتهم و قيمهم و حتى على كيانهم و تعاملهم مع البعض في المجتمع. عندما ترى سلوكا شاذا سواء كان مؤثرا على الواقع المعيشي للمتصرف و السالك به.
عندما ترى تملقا خارج المعقول و بعيد عن الاصالة الكوردستانية لدى البعض و في وضع غير المتصف بتلك السمة، عندما ترى تنازلا بخسا و ضربا على قيمة الانسان و تركيبته السلوكية الاجتماعية بشكل كامل و ناقلا له كيانا و انسانا الى الضفة الاخرى التي لا يمكن ان تضعه في صفوف الكورد و تاريخهم، و هذا ما يجعل التعجب و الاستغراب واقعا و مؤثرا على المتابع العالم بما يتميز به الكوردي.
من المعيب ان تتنازل عن الصفات الانسانية بثمن بخس و تخرج من اصالة شعبك بمجرد ضمان مصلحة وقتية في مرحلة معينة مهما كانت صعبة عليك، او لم تكن هناك صعوبة بل الواقع هو المؤثر و المغيّر بشكل سهل على معيشة و سلوك الناس نتيجة الانقلابات و التغييرات الجذرية و التنقلات في كيفية و نوعية معيشة و حياة الناس نتيجة التحولات و الانعطافات المتعددة المثرة على كل صغيرة و كبيرة في وضع الناس. و يحتاج هذا الى بحث عميق و متابعة لبيان السبب و العلة الاساسية الحقيقية لما يحصل خارج المتوقع وليس ما يؤثر ظاهريا على الناس. ليس من المعقول ان تكتسب سمات و صفات من الاخرين بمجرد الاختلاط اوالتماس بهم، وليس من المعقول ان تؤثر العلاقات الواسعة و الوسائل الكثيرة المتوفرة للتواصل و التلاقي و التعايش على السمات المعتبرة المتوارثة من تاريخك.
ما اريد التحدث عنه و حثني على ما اكتبه هو مشاهدتي لتصرف و سلوك لم اكن اتوقع ان اراه و اصادفه حتى في حياتي من قبل من اعبتره منذ اليوم ابخس انسان و لا يمكن ان يعتبر هو من ولد من رحم هذه الامة المتميزة بصفاتها الحسنة الايجابية، و هو اخر درجة من السفالة و الخسة و التملق خارج الحدود المعقولة لدى من له اقل معلومة عن الحياة في كوردسنتان و ما تميزت به. انني رايت بام عيني التابع او الخسيس الذي مصلحته لدى رئيسة الوظيفي و هو المرؤس عنده و انكان له موقعا خاصا به ايضا، رايته وهو يشد خيط حذاءه امام الناس تملقا و اعتباره احتراما، و قبول هذا المحتسب على القائد و المحسوب على المسؤل ان يتصرف تابعه الخانع ذلك التصرف دون ان يرف له الجفن و هو يتشدق و يتبختر و يتباهى بانه لديه من يتنازل له بهذه الدرجة امام الناس، ياله من سفالة و من بخس السلوك و العقلية و التصرف من التابع و المتبوع ايضا. انه سلوك يحتاج للتمعن و التامل و البحث عن الاسباب التي اثرت على حياة الناس و عقليتهم و سلوكهم و نظرتهم للامور بهذه الدرجة، فهل من مصلحة مهما كانت صغيرة او كبيرة او وسيلة مهمة و ان حولت حياتك الى الجنة و النعيم تستحق هذا التصرف على حساب الشخصية و الكرامة و العزة و الحياة كلها بمعنى الكلمة؟ انه سؤال و يحتاج لمن لهم باع في البحث عن الاوضاع الاجتماعية و ما فيها ان يدلوا بدلوهم. وانه لمن المؤسفف اننا نفتقد اليوم الى امثال الدكتور علي الوردي كي يستنتجوا لنا السبب العلمي و مكامن العلة التي ادت الى هذه الحال التي لم يتسم به اي فرد في المجتمع في اية مرحلة من تاريخه. ربما للمادة هذا التاثير الكبير على الواقع و السمات و القيم بهذه الدرجة من القرن الحادي و العشرين، و ربما تكون هذه بداية الانحلال الخلقي، و ربما لم يحتسبه بعض من الجيل الجديد على شي مهم يمكن انتقاده مقارنة بما يهتمون و ما يؤمنون دون حساب للقيم الاخلاقية و السلوكية و المميزات الانسانية البعيدة عن المادة و متطلبات الحياة العصرية.



#عماد_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يرفض باباجان ان يكون داوداوغلو نائبا له في حزبه الجديد
- ما تحمله عاشوراء الكوردي من الفلسفة في قصة هذا الطفل
- هل توجد مرحلة اتعس من اليوم على الشعب العراقي ؟
- وضح ما بعد المقبرة الجماعية ما يعتريهم من مشاعر البعث
- لماذا التملص من تنفيذ المادة 140 لحد الآن
- الجامعات التجارية و نية السلطة الكوردستانية فی العمل ب ...
- من يلعب بكركوك دون ان يتلكم عنه احد ؟
- هل من المحتمل ان ينفلت الوضع في العراق؟
- كلما يضعف موقفهم يزايدون على حساب القضية الكوردية
- المناكفات و الصراعات الحزبية الكوردية مصيبة على المناطق المس ...
- خشونة الحوارات و الصراعات في منطقتنا ؟!
- المقابر الجماعية و المواقف العجيبة
- هل العلم ضد الدين ام العكس؟
- فوضى التصريحات العراقية تجاه كوردستان
- تبدا مراجعة الذات من خلال تصحيح الافكار
- الخنوع لحد فقدان الشخصية
- الجيل الكوردستاني المغبون
- ستكون مرارة هزيمة اردوغان علقما
- هل نسي التركمان انفسهم ؟
- اهل الصحافة و مسار السياسة في كوردستان


المزيد.....




- أمير الموسوي في بلا قيود: تخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60% ...
- بعد مرور شهر على نظام المساعدات الجديد في غزة، أصبح إطلاق ال ...
- حكم للمحكمة العليا الأمريكية يُوسّع صلاحيات ترامب، والأخير ي ...
- عاجل: ترامب يقول إن وقف إطلاق النار في غزة بات قريباً، ويأمل ...
- ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي: لقد هزمت شرّ هزيمة
- سوريا تعلن ضبط نحو 3 ملايين حبة كبتاغون بعد اشتباك مع مهربين ...
- إعلام إسرائيلي: جثث 3 أسرى في غزة أعادها عناصر من مجموعة أبو ...
- القلق يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية استهدفت سجن إيفين... مصير سج ...
- موقفا تخفيف العقوبات عن إيران.. ترامب لخامنئي: أنقذتك من -مو ...
- جيش الاحتلال يقتحم كفر مالك والمستوطنون يصعّدون بالضفة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - تفشي ظاهرة التملق البخس في كوردستان