أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - حرية الصحافة لا تقل أهمية عن التعددية الحزبية














المزيد.....

حرية الصحافة لا تقل أهمية عن التعددية الحزبية


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6306 - 2019 / 7 / 30 - 15:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال زعيم ومفجر ثورة أكتوبر الشيوعية لينين " أعطني جريدة ومسرحا اعطيك شعباً " . رغم الايجاز والبلاغة والعمق الفكري في هذا القول فإنه يتماشى مع الحقيقة التي تنطبق وتناسب كل الأزمنة والفترات ، فحرية الصحافة ليست وقفاً على فئة معينة من المواطنين ، أو وقفاً محدداً على شعب من الشعوب ، حرية الصحافة يجب أن تنال اهتمام الجماهير على اختلاف فئاتهم أو طبقاتهم.
حرية الصحافة هي محصلة من محصلات حرية الاعتقاد ، ويقول أحد المفكرين الفرنسيين الذي عاش في النصف الأول من القرن التاسع عشر ، أن الحكومة عندما تخضع الصحف لسلطانها ، تجعل نفسها مسؤولة عن كل ما تكتبه هذه الصحف .
ان الضمان الوحيد للمواطنين ضد التعسف والظلم هو النشر ، واكثر أنواع النشر وأسهلها وأكثرها وضوحاً هو ما تنشره الصحف ، وحرية الصحافة لا يمكن ان تنفصل عن الديمقراطية ، لعلها تعكس ارادة الشعب ، ويذهب بعض السياسيين الى القول " خيرٌ لنا أن نكون بدون برلمان من أن نكون بلا حرية صحافة " والأفضل لنا أن نُحرم من المسؤولية الوزارية ومن حق التصويت على قانون الضرائب ، على أن لا نُحرم من حرية الصحافة ، لأن الصحافة وحريتها بمثابة لسان كل مظلوم وحارس للحريات، وهناك من يسلم بالمقولة " ان حرية الصحافة تعيد جميع الحريات المصادرة ، وكتب " ويكهام ستيد : أحد رؤساء تحرير جريدة التايمز البريطانية السابقين عن حرية الصحافة " ان وجود صحافة حرة تقوم على روح وطنية وتهتم بمسؤولياتها ، وتتناول تظلمات المواطنين وتعالج مشاكلهم فهي المشكلة الرئيسية للديمقراطية الحديثة ، وخير ضمان لها . ان حرية الصحافة هي أهم الأوعية والمقاييس التي تحدد حرية الكلمة .
هناك محطتان هامتان في تاريخ حرية الصحافة ، فقد وقف القطار الذي رفع علم المطالبة بحريتها عام 1695 عندما قدم " جون لوك " بيانه المشهور ضد حرية الصحافة ، وجون لوك فيلسوف ومفكر سياسي انجليزي ، ثم أصبح طبيباً توفي عام 1704 ، من أهم المبادئ التي نادى بها تنمية روح الحرية في النفس .
وكان قد سبقه الى ذلك جون ميلتون عندما طلب بالدفاع عن حرية التفكير وحرية الصحافة ، ومما هو جدير بالذكر ان جون ميلتون انجليزي الأصل وشاعر ويعرف أكثر بقصيدته " الفردوس المفقود " توفي عام 1674 ، من أهم نتائج نداءاته بتوفير حرية الصحافة ، استجابة البرلمان البريطاني لهذا النداء وقراره بإلغاء القانون الذي حدد حرية الصحافة .
أما المحطة الزمنية الثانية التي شهدت نشاطاً لتوفير حرية الصحافة ، فكانت بقيام برلمان باريس بإصدار بيان اعترف من خلاله بضرورة حرية الصحافة ، وقد تم ذلك عام 1788 ، أي قبل قيام الثورة الفرنسية بسنة ، وقد قبل نائب الملك لويس السادس عشر هذا المبدأ ، ودافع " ميرابو " خطيب الثورة الفرنسية عن هذه الحرية ، وعملاً بمبادىء حقوق الانسان التي نادت بها الثورة الفرنسية ، بعدها أخذت حرية التعبير تفرض نفسها باللين تارة وبالعنف تارة أخرى .
وقد ضمن دستور الولايات المتحدة الامريكية في نصوصه حرية الصحافة ، وحُرم على الكونغرس اصدار أية تشريعات تحد من هذه الحرية ، أو ضع قيوداً على حق الشعب التمتع بها .
وفي البلاد التي كانت تطبق النظرية الاشتراكية العلمية ، يعتبر الشعب مالكاً للصحافة من حيث المبدأ ، أما من حيث الواقع فقد كان الحزب الشيوعي هو الذي يرسم سياسة الاعلام ، ويحدد أهدافه ، والحرية كانت في هذا النظام مرتبطة بالضرورة ، وقد كتب لينين عن حرية الصحافة عام 1917 قائلاً :
إن حرية الصحافة في المجتمع البورجوازي تقوم على قدرة الأغنياء دون غيرهم على افساد الطبقة الفقيرة والسخرية منها يومياً بطريقة منظمة ومستمرة ، بطبع الملايين من الصحف الخاضعة لهم ، لذلك يرى لينين أن افضل الدواء لمنع احتكار الوسائل التي تستخدمها هذه الطبقة ، ضد الطبقة الكادحة هي السيطرة على هذه الوسائل.
لقد أصبح واضحاً بعد مرور مدة طويلة على فتح أبواب حرية الصحافة في الأنظمة الديمقراطية ، ان هذه الحرية سببت مشاكل ليس من السهل حلها ، وتنحصر بالتوفيق بين الحريات الفردية وبين أسس الحياة الجماعية ، فمن واجبات الفرد عدم استغلال الحرية للاساءة لغيره ، بل يجب ان نفهم الحرية ونمارسها مع الالتزام بقيود بديهية تحافظ على كرامة الفرد والجماعة ، كما ان حرية التعبير والتعددية الحزبية ، يجب أن تكون ضمن الحرص على أمن الدولة الداخلي والخارجي ، كما يجب أن لا تؤدي هذه الحرية وتذهب الى التحريض على اقتراف الجرائم .
اذا توفرت حرية الصحافة في مناخ ديمقراطي فإنها تتحول الى رقيب يحافظ على مقدرات الشعب ، وتصبح العين الساهرة في محاربة الظلم والاستبداد والاستغلال والجريمة ، كما أنها تصبح لسان حال المواطنين ، وهناك من يعتبرها السلطة الرابعة في كل دولة ديمقراطية ، بعد السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية.
بعد مرور عقود طويلة على ظهور وانتشار الصحافة عالمياً ، فقد تطورت كثيراً ، وظهرت الصحافة الالكترونية الى جانب الصحافة الورقية وهناك من يعتبر حرية الصحافة وانتشارها وعدد القراء لها مقياس لمنسوب الحضارة في الأقطار التي تستعملها ، ونقول بكل الم ان درجة هذا المنسوب لا تزال منخفضة داخل الأقطار العربية ، فعلى الرغم من حصولها على الاستقلال منذ عشرات السنين ، فإن حرية الصحافة والى جانبها التعددية الحزبية لا زالت معدومة ، فالصحف في هذه الأقطار لا تترجم رأي المواطنين ، بل تعكس تتحدث باسم النظام المسيطر ، ورئيس النظام ، هي عنوان سلطته وهو عنوان ما تصدره ، كل ما تقوم به رصد تحركاته ساعة بعد ساعة ، جميع الصحف الصادرة في الأقطار العربية اليوم وقبلها تذكرنا بكبار المؤرخين العرب الذين نقلوا للقارىء تاريخ الامبراطوريات العربية مثل – الاموية و العباسية – فقد كانت النصوص غالبا ما تدور حول اعمال وتحركات الحاكم او الخليفة وربط الاحداث به ، وهذا ما يدور اليوم .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتفاع منسوب مخزون العنف في داخلنا
- تموز يا تكوز عد الى الوراء وتجدد
- لا جديد تحت شمس المذابح الصهيونية
- القدس تركل ترامب وتصيب نتنياهو بخيبات الامل
- أوجه الشبه بين نظم الانكشارية والفكر الصهيوني
- من أول السطر إلى آخره - الحل هو القائمة المشتركة
- أكثر من وجهة نظر
- السيسي وصفقة القرن
- يهودية يهود الفلاشا في خانة الشك
- ارادة الفلسطيني أقوى من صواريخهم
- مدرسون عرب يعملون داخل أتون العنصرية
- من أجل ابعاد نتنياهو عن السلطة يجب تغيير الشعب
- المستعرب الياهو ساسون 2
- المستعرب الياهو ساسون
- في كل صراع دامي هناك أصابع اسرائيلية
- وداعا ماما تسيبورا
- سياسة العنصرية غب اسرائيل = استشهاد المزيد من الطلاب العرب ف ...
- صراخ في فضاء الانتخابات
- لكل حزب صهيوني جديد رقصة عنصرية
- عندما كانت مصر قبلة العرب الوطنية والسياسية


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - حرية الصحافة لا تقل أهمية عن التعددية الحزبية