أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الكلمة عند سمير التميمي














المزيد.....

الكلمة عند سمير التميمي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6306 - 2019 / 7 / 30 - 00:53
المحور: الادب والفن
    


الكلمة عند سمير التميمي
هناك شعراء تُكتبهم القصيدة، فيكونوا (أسرى) لها، فنجد كلمات بعينها حاضرة في القصيدة، تخدم الحالة/الظرف/الفكرة التي نضجت (وحان قطافها) تتبعت أكثر من قصيدة ضمن "طقوس قابلة للتأويل" فوجدت أن الكلمات التي يستخدمها الشاعر لا تخرج عن فكرة/حالة القصيدة، ففي قصيدة "سكين على رقبة وقتي" نجد مجموعة ألفاظ لها علاقة بالسكين، منها "تسيل، دمه، الوجع، شهود، يحتمل، الانتظار، بالألم، فاهتز السكين، يسل، الدم" الملفت للنظر أن فاتحة القصيدة:
"ولا تسيل دمه فيستريح"
وخاتمتها: "فاهتزت السكين
ولم يسل الدم" جاءت قاسية، وكأن الشاعر لم يكتف بسواد الفاتحة، فأراد تأكيد استمراريته في الخاتمة، ووحدة الفاتحة والخاتمة نجدها في حرف النفي "لا" المكرر في:
"لا تتركه ينام في حضن الورد
ولا تسيل دمه فيستريح"
وحرف الجزم "لم" في الخاتمة:
"ولم يسل الدم"
ونجد العلاقة بين الفاتحة والخاتمة من خلال حديثه في الفاتحة عن المرأة وفي الخاتمة عن الطفل:
"طفل صغير
رأى المشهد وضحك
فاهتزت السكين
ولم يسل الدم"
، فكلاهما يمنح السكينة والأمل، وكلاهما ساهم بمنع سيل الدم، لهذا نقول أن وحدة القصيدة كاملة ومنسجمة.
لكن متن القصيدة يتحدث عن أربعة مشاهد، الأول متعلق بالحدث:
"لا تتركه ينام في حضن الورد
ولا تسيل دمه فيستريح
والوجد يبني مساحات شاسعة
من الوجع"
يستوقفنا فعل الأمر "لا تتركيه" الموجهة إلى امرأة/أنثى، فهي أنثى رقيقة فمن أين لها أن تسيل دمه ولا تتركه ينام؟، وهذا ما يجعلنا نقول أن العقل الباطن للشاعر استحضر الأنثى/المرأة لتخفف من وطأة العنوان: "سكين على رقبة وقتي" فالحدث متعلق بالشاعر وبالسكين على رقبته، لهذا دفعه العقل الباطن للاحتماء بالمرأة، ولهذا نجد بعد فعل الأمر "لا تتركيه" يستخدم ألفاظ بيضاء "حضن الورد" الذي جاء بأثر حضور المرأة.
بعدها يأتي مشهد متعلق بشهود عيان:
"قال شهود عيان :
كيف له ان يحتمل كل هذا الانتظار؟"
يستوقفنا الجمع في "شهود عيان" حيث جاء الحديث في البداية متعلق بالمفرد/المرأة الأنثى، وهذا يعطي فكرة كثرة من يشاهدون الدم/القسوة/تألم الآخرين، فهم متعاطفون مع الضحية، لكنهم لا يقمون بأي فعل لحمايتها من السكين والدم الذي يسيل.
الحدث الثالث متعلق بعابر سبيل:
"وقال عابر سبيل:
سأجلس متكئاً على حلمي
واذب الفراشات
حتى لا تسطلي بالألم"
وهو مفرد، كحال المرأة، لكنه فاعل من خلال "سأجلس، وأذب، حتى لا تسطلي" أكثر من "شهود عيان" الذين اكتفوا بالتعاطف فقط، واعتقد ان الشاعر انحاز لموقف عابر السبيل عندما استخدم "متكئا، حلمي، الفراشات" فهذا الألفاظ البياض تشير إلى انحياز الشاعر لموقف "عابر سبيل" وكما أن نجد أثر الأفعال "سأجلس، وأذب، حتى لا تسطلي" التي قام بها عابر سبيل من خلال: "حتى لا تسطلي بالألم"
والحدث الرابع متعلق بالطفل الذي رأى:
"طفل صغير
رأى المشهد وضحك
فاهتزت السكين
ولم يسل الدم"
لمثير فذ هذا المشهد أن الأثر الروي/المعنوي/النفسي الذي تركته "ضحكة الطفل" تجاوز المرأة شاهدي العيان، عابر السبيل، وهذا ما كان ليأتي/ليكون لو ان الشاعر استخدم حالة الوعي، فكان الأولى أن تتغلب المشاهد الثلاث السابقة على الطفل، لكن العقل الباطن وحالة اللاوعي هي من جعلت الضحكة تزيل السكين وتمحو المشهد وتزيله.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس.
وهاك قصيدة أخير تشير إلى حالة (الأسر) التي يقع فيها الشاعر نجدها في "على جذع نخلة": والتي جاء فيها
" ١٥..
على جذع نخلة
رسمت قلبا
وكتبت
احبك
فتساقطَ عليَّ
رطبا جنيا
وشرقت بالعسل"
حجم البياض الناصع، وصفاء الالفاظ من الشوائب تجعل القصيدة مطلقة البياض: "رسمت، قلبا، وكتبت، أحبك، رطبا، جنيا، وشرقت، بالعسل" بحيث تجتمع الكلمة والمضمون في تقديم فكرة بيضاء، وقد يقول قائل أن "تساقط" فعل فيه القسوة، وهذا صحيح، لكن إذا ما ربطناه بالآية القرآنية من سورة مريم: " وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) نتأكد أن البياض هو المقصود "تساقط" والملفت للنظر أن الشاعر بدأ بفعل معنوي/روحي "أكتب" وانتهى بفعل حقيقي/مادي "تساقط رطبا، وشرقت بالعسل" وهذا الأمر نجده في ضحكة الطفل التي محت السكين والدم تماما، فهذا التناول للروحانيات/للجماليات يؤكد على أن الشاعر هو شاعر، لهذا يعطي الجمال أهمية أكبر من الفعل المادي.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأسد الصراع على الشرق الاوسط باتريك سيل
- الفواتح في مجموعة عن الحب والموت -هشام البستاني-
- الوطن في ديوان -ما يقلق الريح- سامر كحل
- عدم الرسوخ في ديوان -باقات ورد أوركيدية لها- خليل إبراهيم حس ...
- السلاسة في قصيدة -سيحنو عليك الله- ياسين البكالي
- لمقاطعة ونفايات
- السرد في -الحمامة- باتريك زوسكيند
- مناقشة ديوان سرايا في دار الفاروق
- رواية ثلاث عشرة ساعة سعادة أبو عراق
- الجنس في قصة السعيد بعد الغني
- عند باب حطة خليل إبراهيم حسونة
- مناقشة ديوان أرملة أمير في دار الفاروق
- الرعامسة الثلاثة الأوائل سامي سعيد الاحمد
- مهرجان الشعر ومؤتمر البحرين وأشياء أخرى
- ماجد درباس بعد الغسق
- إنسانية الأديب باسم خندقجي
- إنسانية الأديب باسم خندقجي
- نابلس تنشد الحرية والسلام بصوت شعرائها
- ديوان ناسوت خليل إبراهيم حسونة
- مناقشة كتاب ذاكرة المغلوبين للناقد المفكر فيصل دراج في دار ا ...


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الكلمة عند سمير التميمي