|
قانونية وقف الاتفاقيات مع اسرائيل، في وجهة نظر
سمير دويكات
الحوار المتمدن-العدد: 6304 - 2019 / 7 / 28 - 17:25
المحور:
الادب والفن
قانونية وقف الاتفاقيات مع اسرائيل، في وجهة نظر المحامي سمير دويكات مساء الخميس الماضي لن يكون كما بقية الايام، ففيه تم الاعلان رسميا عن قرار بوقف كل الاتفاقيات مع اسرائيل وهي الاتفاقيات التي نشات في ما سمي "اوسلو"، وبالتالي يشمل ما يشمل جميع الاتفاقيات دون استثناء ومنها الاجراءات المرافقة والخطابات واللقاءات وغيرها ويشمل كل الاعمال فوق الارض، ربما يكون القرار مجرد اعلان او ربما تم الاعلان عنه لتلقى الردود من اسرائيل وعبر العالم، لكن الاعلان له ابعاده القانونية والسياسية في انتهاء مرحلة اوسلو تماما، وفي اسرائيل وفي اروقتهم الصغيرة ربما فرحوا في هذا الاعلان، كون انهم يستندون على اجراءات ترامب التي تعزز الاحتلال وكون انهم مستعدون تماما لهذا الاجراء منذ عشرين عاما بانتهاء المرحلة الانتقالية وهي السقف القانوني والزمني لسير اوسلو، بالتالي فان اسرائيل لا تمارس اي عمل الا في كونها سلطة احتلال وقد قامت في اجراءات كثيرة لتكريس هذا الاحتلال واخرها ضرب الاتفاقات بعرض الحائط واعتبار القدس عاصمة لها وخارج اي تفاهمات او اتفاقات وتعمل ايضا على ممارسة احتلالها ليل ونهار. وبدأت في فرض علاقة المنسق على سكان المناطق المحتلة، واوصت الجهات الامنية في منح الاف التصاريح والتي ستكون ملاذ امن حتى لموظفي السلطة لاستمرار عيشهم الكريم، في ظل ان الامر كله في يد سلطات الاحتلال. اذ ان الاحتلال قادر على شل حركة الفلسطينيين خلال خمسة دقائق فقط، وهو امر لا اعرف ان كان في الحسبان ام لا لدى البعض، لكن نكتب ذلك وليس لدينا اي علم بخفايا بعض الامور. كان يمكن ان يعول جميع الاطراقف على قيادة اسرائيلية جديدة ولكن نفس الوجوه ونفس التجارب حالت دون الامر، والجميع يدرك ان الامر اصبح منتهيا الى ابعد حد، وما بقي سوى الرصاصة التي ستنطلق في ناحية ما لاشعال المنطقة. في العواصم المختلفة عبر العالم لم نسمع ردود بحجم الاعلان، حتى في اوروبا ادركوا ان المسألة صارت اكبر من مجرد الكلام وبالتالي التزموا الصمت سوى من تصريحات فردية هنا او هناك، وفي امريكا كانوا يتوقعون كل هذه الاجراءات ولكن يعولون على ان القيادة الفلسطينية لن تنجر الى تطبيق مباشر للاعلان وبالتالي حدوث مواجهة فورية، ذلك بان الرئيس ابو مازن يعتبر ان الامر ما يزال في طور المعالجة الممكنة. العرب كذلك يدركون ان اجراءات امريكا هي السبب وان القضية الفلسطينية اخذت ابعاد كبيرة وان الوضع العربي لا يسمح بضغط اكبر على امريكا واسرائيل من اجل التراجع عن اجراءاتها التي كانت سببا في الاعلان، وان حركات المقاومة هي السبيل لضبط الامور في الايام القادمة لكن يريدون المحافظة على العروش حتى الرمق الاخير وان العرب ليس كما الشعوب العربية، فلديهم اي النظام الرسمي العربي حسابات بعيدة نوعا ما. فلسطينيا، سواء المستوى الرسمي او الشعبي، ليس هناك ما يخسرونه، لكن يدركون ان الامور اصبحت على شفير الهاوية، وان المواطن مرهق ويشعر بتعب السنين وخاصة ان الامر مترافق مع حصار مالي شديد ووضع داخلي اشبه بانه منهار وخاصة في مرافق الدولة الاساسية مثل القضاء والصحة في ظل قطع التحويلات الطبية وتوقف العجلة الاقتصادية المحلي وغيرها من الاساباب، وغياب الشرعية عن المؤسسات وتصارع قوى داخلية حول الادارة المقبلة، ويدركون ان اي مواجهة في وجه اسرائيل ستكون صعبة في ظل جاهزية سلطات الاحتلال، ولكن نعرف امكانيات الشعب الفلسطيني وادارته الداخلية في مواجهة الاحتلال وانه اشبه بالغريق الذي لا يهمه الامر بقدر ما يهمه زوال الاحتلال، وان المواجهة وان كان صعبة ستكون شاملة وان اسرائيل ومستوطنيها لن يتحملوا ان تفرض مواجهة عنيفة وخاصة انهم من الناحية الجغرافية والسكانية يشعرون ان الامر اصبح معقد، وخاصة انهم من الشمال والجنوب يواجهون تهديدات قد تصل الى حد التهديد بالبقاء. في المحصلة، فان الامر اتخذ ولاقى قبول نوعا ما مع التحفظ الكبير من الشارع، ودون البحث في الابعاد التاريخية ولكن في ظل عدم نيل اوسلو الثقة يوما ما من الشعب الفلسطيني فان الامر لا يبدوا غريبا، وان القيادة تدرك ان الامور اكثر تعقيدا من مجرد اتخاذ امر بهذا الحجم، لكن الجميع ومنذ زمن ليس بقصير اعتبروا الامر خارج حساباتهم. لكن، ماذا على الفلسطينين ان يعملوا؟ هذا الامر ليس بجديد في رفض اسرائيل منح الفلسطينيين حقوقهم، وهدم البيوت والقتل والاعتقال والتضييق على الناس، وبالتالي كان يلزم ان يكون لهم استراتيجية لمواجهة الرفض الاسرائيلي وعدم النزاهة والحيادية الامريكية وبالتالي فانهم مطالبون اليوم باشياء طلبت قبل ومن قت طويل وهي الوحدة وبناء قيادة وطنية، وتعزيز صمود الناس وتعزيز الوضع الداخلي، لكن الامر يحدث بالعكس وكأن احدا لا يريد الخير لشعبنا الفلسطيني، قبل الوقوع في قلب العاصفة، ومنها كما التزود ببعض الوسائل ولو على صعيد الاعلام والقانون والسياسة كسبيل اخير لعدم المواجهة الخاسرة وبالتالي تفويت الفرصة على الاحتلال واعوانه وهي تحتاج الى قرارات حاسمة ومصيرية، لكن نقلل من الخسارة الى حدها الادني بدل الخسارة الكلية لا سمح الله.
#سمير_دويكات (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجنسية الفلسطينية حق لكل فلسطيني
-
لا تكره وطنك
-
البحر
-
رسالة حربية
-
لماذا لا نطبق العلمانية الاسلامية؟
-
ذاك فلان ابن فلان
-
كذبة كبيرة
-
عين على القدس
-
نحن شعب
-
شهوة ليل
-
اصلاح
-
جوع سمين
-
بيان عسكري
-
لبنان ليس في مواجهة اللاجئين الفلسطينيين
-
في زنزانته
-
مجنون أنت
-
كأنه الموت يا سيدي
-
أمريكا الشر
-
أنا الشهيد غد
-
بقايا انثى
المزيد.....
-
مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عب
...
-
أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة
-
إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
-
قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
-
ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2
...
-
-الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج
...
-
الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع
...
-
رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو
...
-
السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
-
72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر
...
المزيد.....
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
المزيد.....
|