أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد أغ أبو اليسر - الثاقة الإسفيرية وتشتيت وعي الطوارق














المزيد.....

الثاقة الإسفيرية وتشتيت وعي الطوارق


أحمد أغ أبو اليسر
(Ahmed Ag Aboulyousri)


الحوار المتمدن-العدد: 6301 - 2019 / 7 / 25 - 20:37
المحور: المجتمع المدني
    


في محاضرة شهيرة مسجلة على اليوتيوب جرت في أواخر الثمانينيات بين العالم البريطاني ستيفن هوكنج، وروائي الخيال العلمي آرثر كلارك، إضافة إلى الفلكي الأمريكي العظيم كارل سيجان، يقول ستيفن هوكنج متحدثا عن محدودية إدراكاتنا لماهية بعض الظواهر الكونية، والثقوب السوداء التي لم تلتقطها المسابير الفضائية حينها بعد: "إن ما يمثل الخطورة على وعينا البشري ليس الجهل، وإنما هو وهم المعرفة".. المقصود بوهم المعرفة هنا ليس ادعاء الجاهل المطلق، فالجاهل المطلق لا يستطيع أن يدعي المعرفة إلا خارج حدود المعرفة، وبالتالي لا يمثل أية خطورة لا على المتلقي ولا على المجتمع.. وهْمُ المعرفة هو ما نمارسه نحن هنا بصفتنا كُتابا غير منهجيين، وغير استقرائيين يمارسون التحليل اللغوي العنيف، الذي لا يترك مجالا للحقيقة المعرفية المفارقة حتى يصبح كل متلقٍّ هو نسخة ثانية من الكاتب، وهذا دجل ثقافي شديد الخطورة من ناحية تشتيته للتفكير الفينومنولوجي المتنوِّع لمجتمعٍ بالكاد يقترب من عتبة أميَّة القرن الواحد والعشرين كمجتمع الطوارق.. كلنا هنا نمارس نوعا خطيرا جدا وفاشلا جدا، من تفلسف ترانسندنتالي معكوس يهبط بوعي قراء مجتمعنا لدرجات خطيرة من الصفرية بدل الارتفاع به، وننشئ بذلك قطيعا من الخانعين والخاضعين لثقافاتنا الفردية ولمكبوتاتنا النفسية غير العلمية دون أن ندري بذلك أصلا؛ البعض يمارسه بشكل وصايا أو ترغيبات أو ترهيبات، والوصية لم تكن يوما علما، بقدر ما هي إرادة عاطفية للوصيِّ الذي يريدك أن تتمسك بها، والبعض الآخر يمارسه بدعوة الناس للعودة نحو التاريخ، والاستمساك بما صنعه الأسلاف من أعراف وتقاليد، وأمجاد، وترهات لا تساوي شيئا أمام الزحف الآلي للعالم نحو تسييل الوجود، وكذلك هناك من يمارس هذا التشتيت الدماغي والوجداني لمجتمع الطوارق الذي يُعتبَر كإحدى أضعف المجتمعات في العالم بتشجيع الانقسامات الطائفية الدينية فيه، وهو ينطلق من فهم تقليدي مهلهل ومتخلف جدا للنصوص، دون استخدامه في هذه النصوص لأية مناهج استقرائية أو إبستمولوجية، أو تفكيكية، أو بنيوية، يمكن أن تحول بينه وبين تعنيف المخالف في اللفظ أو الحوار، وهذا هو ما سيؤدي إلى صراعات طائفية دموية مستقبلا، لا قبل للطوارق بها تحت ذريعة "بدعة المخالف" و"ضلال المخالف الآخر"، ولا يستفيد المجتمع سوى التشتت والدمار الهيكلي والذهني معا، وهناك النوع الآخر والأكثر قبحا تقريبا، وهو الذي يتجرؤ على تتفيه معارف إنسانية متجذرة في العمق لا يعرف منها أي شيء كالفلسفة على سبيل المثال، التي رفعت أمما كاملة إلى الارتقاء الكامل في كل مجالات الحياة، بل ولا يمكن أصلا أن يتولد الوعي الوجودي الكافي لاستمرار البقاء في الحياة بقوة لدى أي مجتمع ما لم يتفلسف، أو ينجب فلاسفة حقيقيين، ولم يسبق في التاريخ البشري المتطور أيضا ذاك المجتمع حتى الآن، وبالتالي أي طارقي يحارب ميلاد الفلسفة في مجتمع الطوارق هو أكبر عدو لتماسك الدماغ الطارقي نحو إنتاجية الذات الطارقية المفارقة للذوات الأخرى، وينبغي أن يتم تجاهله فورا على الأقل، حتى لا ينتج لدينا فوبيا غبية تجاه أي معرفة من المعارف الإنسانية، فالإنترنت وسيلة تواصل بالعالم الآخر فقط، أو على الأقل هكذا يستخدمه مخترعوه وليس وسيلة لتجهيل الناس أو نشر استغباء الانتماءات كما نستخدمه نحن، وهذه هي كارثة استخدام منتجات دولٍ اكتمل لديها الوعي منذ قرون.. فحتى قبل اختراع الإنترنت كان الوعي الغربي المنتِج له وعيا مكتملا، لدرجةٍ جعلت كُتابا عالميين عظماء من أمثال عالم الاجتماع فرانسيس فوكايوما يتنبأ في كتابه: "نهاية التاريخ" أن الحضارة الغربية وصلت حد السقف والامتلاء، وبالتالي عليها أن تتراجع، وكذلك الكاتب الألماني الشهير اسفالد اشبينغلير في مجلداته الضخمة: "تدهور الحضارة الغربية" يتوقع الأمر ذاته، فحاوِلوا توليد الوعي العالمي لديكم رجاء قبل استخدام منتجاته للقضاء على وعيكم بأنفسكم بالمجان، فتلعنكم أحفادكم اللاحقة..!



#أحمد_أغ_أبو_اليسر (هاشتاغ)       Ahmed_Ag_Aboulyousri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهازيج في رثاء توماست / قصة قصيرة
- إلى أين يتجه الموت البشري؟
- فردوس الكبار / قصة سخيفة
- لماذا فشل الطوارق في إقامة دولة؟


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد أغ أبو اليسر - الثاقة الإسفيرية وتشتيت وعي الطوارق