أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - الجوع الحضاري














المزيد.....

الجوع الحضاري


عادل الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 6296 - 2019 / 7 / 20 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تستشف من تقرير عن الحرب العالمية الثانية أن قادة النازية كانوا يطلقون عبارة : الموت جوعا , على سبيل المثال تجد تلك العبارة بحق الروس الذين أسروا في أوكرانيا , أو بحق الأوكرانيين الذين خدموا الألمان بعد خسارة الروس في تلك المنطقة .
لست بصدد إستحضار ما حدث في تلك الحرب , إنما بصدد أسلوب الجوع الذي
كان يمارسه قادة النازية ..هذا الأسلوب تجده مطابقا للإسلوب الأميركي في التعامل مع الدول , ليس في عصر ترامب اليوم , إنما ممتد على المديات , نموذج لذلك على سبيل المثال , ان أحد مساعدي بيل كلنتون قد تفوه بنشوة عن حصار العراق في التسعينات عن كون الحصار الأشرس في التاريخ البشري .. أكرر تفوه عن ذلك بنشوة !!

حصار العراق هذا قد حصلت فيه فظائع فوق الخيال , من ضمن ذلك انني قرأت في صحيفة تابعة للحزب الشيوعي العراقي نهاية التسعينات , ان شخصا في مدينة البصرة يمتلك خمسة أطفال قد بلغ بهم الجوع حد الإنهيار التام , حينها توجه رب العائلة لمحل يبيع الدجاج المُجمد , وطلب منه دجاجتين والثمن سوف يدفعه نهاية الشهر عندما يستلم الراتب .. يقول صاحب المحل : ان راتب الشخص أصلا غير كاف لثمن الدجاجتين , فكيف سيدفع , ورغم ذلك - يواصل - أعطيته الدجاجتين .. بعد خمسة أيام لم يظهر الشخص ولا أحد من عائلته .. حينها إنتاب الشك أهالي المحلة وبالذات صاحب محل الدجاج , فأخبروا الشرطة بذلك , وعندما قدمت الشرطة وكسرت باب الدار وجدوا العائلة بكاملها الزوج والزوجة والخمس أطفال ملقية على الأرض وهم موتى .. تبين بعد ذلك ان صاحب العائلة قد رش الطبخة بنوع من السُم ليقتل نفسه وعائلته ويضع حدا لتضور العائلة من الجوع على المدار ! .. وهذه الحادثة بالطبع واحدة من عشرات آلاف الحوادث بطرق مختلفة لكنها على الشاكلة .. وحصار التسعينات المُدمر ذاك لم يهدم الحالة المعيشية للناس فقط , إنما هدم الأخلاق والبنيان النفسي للمجتمع العراقي و.. و .. لتتفتق قريحة أحد مسؤولي إدارة بيل كلنتون بنشوة سياسية أم فلسفية أم نازية بالقول : انه الأشرس على طول مراحل التاريخ.. هكذا يجب أن يكون التوصيف الساخر من حياة البشر على هذه الأرض .. وعلى ماذا ؟ فقط لأجل سلوك ديكتاتور مجنون بالقتل والحروب , ولم يخز صهيل الحصار وتراجيدياته لا فخذيه ولا أفخاذ لفيفه المتحور حوله وتواصلت الليالي الحمراء وسط أهوال الجزر البشري العراقي !

وقد قيل سابقا ان السياسي الأميركي لا يخجل , لكون تبريره مثل فعله القبيح , فعلى الدوام كان هذا التبرير فجا وغير أخلاقي وعدواني وإجرامي تستحي منه حتى جرائم عصابات المخدرات في المكسيك وكولومبيا !

أعتقد من الممكن إيجاز المحتوى النازي للسياسي الأميركي الذي هو صُلب لتلك الموضوعة على النحو التالي :
في فيلم " القيامة الآن أو الرؤيا الآن " لـ المخرج " فرانسيس كوبولا " .. تُحلق طائرات مروحية فوق قُرى فيتنامية , وتُشاهد مجاميع من النساء والأطفال وهُم يركضون متوقعين قصفا من تلك المروحيات , في إحدى المروحيات أحد العسكريين يمتنع يتقزز عن إلقاء القنابل على تلك المجاميع وهو يقول : لا .. لا , لا أستطيع أن أفعل ذلك .. , فيقول له قائد المروحية : إفعلها , سوف تنال صندوقة بيرة على ذلك !!
على هذا النحو الخرافي من الرُخص لجنس البشر تُدار تلك اللعبة المميتة !

يقول هتلر : الناس تعاني , تتعذب من الحروب , لماذا لا نقتلهم لكي يرتاحوا من العذاب ههههه .. شر السُقم ما يبعث على الفكاهة المُطلقة حقا !



#عادل_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى مع ترامب الشهواني
- خُرافة بارجة أميركية !
- عن الحوار المتمدن
- بريطانيا وأميركا بين 2017 - 2019
- صفقة الهجن
- دونالد ترامب الغلماني
- رؤى سريالية
- آل سعود كسروا خاطري
- بومبيو السمين يُحذر سويسرا ههه
- ترامب وبولتون والحرب القادمة
- عولمة البداوة
- الطيور على أشكالها تقع
- لماذا ساسة أميركا لا يخجلون ؟
- السعودية والإمارات إلى أين ؟
- - ترامب - لا يعرف أين تقع مرتفعات الجولان !
- - ترامب - بومبيو - يصادق , ونتنياهو يُبارك !
- لا تتحدث في السياسة
- السيسي بلاستيكي وليس بالستي
- هل - ماكرون - غلام سياسة أم ماذا ؟
- ترامب يعشق العنف


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل الخياط - الجوع الحضاري