أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - دمشق في انتظار فجر يرسم بالقبل والسنابل !














المزيد.....

دمشق في انتظار فجر يرسم بالقبل والسنابل !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 6296 - 2019 / 7 / 20 - 00:18
المحور: الادب والفن
    


دمشق في انتظار فجر يرسم بالقبل والسنابل !
سبعة أعوام مرت بالأمس على خروجي من دمشق التي عشت فيها لأكثر من أربعين عاما ، مغدقة علي حليب أمومتها ، لتشارك القدس أمومتي ، لأغدو ابنها بالرضاعة . سبعة أعوام دون حضن دمشق ، دون عبير ياسمين دمشق، ودون أن تضمني جدران بيتي، ودون أن أكحل عيني بما يشكل نسيج روحي، من لوحات ومنحوتات وتحف وكتب ومؤلفات ومخطوطات .. سبعة أعوام مليئة بالحزن والألم والتشرد ، قاومت جورها بالعمل ليلا نهارا كي لا تهزمني وتحيلني إلى حطام ، على أمل أن يعود السلام يوما إلى دمشق ، لأعود إليها ، رغم يأسي من أي سلام تصنعه الحروب بالمطلق ، وتسفك فيه دماء مئات الآلاف ، ويشرّد الملايين .. فالسلام والمحبة والعدالة والجمال لا تصنع بالحروب بل بالقبل والسنابل ، كما أعلنت ذلك يوما خلال محاورتي لشاعرنا الراحل في مطوّلة شعرية ، رغم أنني لست شاعرا بالمعنى الاحترافي :
أي تلة أعدت لميلاد النيروز يا محمود؟
بعد أن غسلوا أيديهم بدماء الحلم
وأعدموا سنابل القمح
على المقصلة
وشنقوا اللوز على سياج الكرم
وصلبوا الزنبق على جدار الحديقة
وشبحوا الأيائل على أسلاك الحدود
وسيرونا حفاة في طريق
الجلجلة
فأي رياحين
وأي دخان لازوردي
وأي خبيزة وكنائس
ونساء صارخات
وسنديان وآلهة؟
فلن ينبثق في المدى فجر
ولن تتألق شمس
ولن يحلق في سمائك قمر
ولن تتمخض شقوق المكان
عن زنبقة
ولن نجد حتى سعف نخيل
نفيء به مواكب جنازاتنا
إلى المقبرة
لا تنتظر يا محمود ميلاد عشب
فالأديم لا يخفي حمله
ولا حورية تحل ضفائرها للغيوم
ولا مهرة تعدو في الضباب
ولا صهيلا يجلجل في الأودية
ولا برقا يلوح في الأفق
فلا خير في فجر ترسمه
قنبلة
لا خير في فجر يرسم بقنبلة
تقابلها قنبلة
ولا خير في أمم
صنعت التاريخ بالسيوف
فصار حاضرها
مهزلة
وأهلا بأمم قد تأتي يوما
لتصنع تاريخها بالقبل
وترسم خيوط فجرها بالسنابل
كل سنبلة تقابلها
سنبلة .
*****
محمود شاهين



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يصلّي العلماء ؟
- هل نصبح يوما الكلاب المدللة للبشر الآليين ؟
- الإنسان والطاقة الكونية إلى أين ؟
- إلكترونات عالمة ذكيّة !!
- حالة سُكْر
- زمن الخراب لا ينتج غير الخراب !
- عملية الخلق ما تزال في بداياتها!
- إلى متى نشغل عقولنا بالفروج والنساء والاستمناء ؟
- حول الجبر والاختيار في الفعل الانساني .
- ليس في الدار إلا الوحل والدود!
- فرح كوني بابن السماء!
- احتفاء كوني بابن السماء!
- طفولة ملائكية (مقطع من رواية زمن الخراب)
- -رسائل حب إلى ميلينا- بعد - العبد سعيد- إلى الانكليزية
- لاخير في فجر يرسم بقنبلة تقابلها قنبلة !
- وحدة الوجود في البابلية والمسيحية والصوفية !!
- الأديب الكبير محمود شقير يكتب عن رواية - عديقي اليهودي -
- عديقي اليهودي . رواية .
- أقوال في الثقافة
- هل الإله ( يهوه ) هو أحد أبناء الإله إيل ( الكنعاني ) ؟!


المزيد.....




- الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن ...
- من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني
- إطلاق متحف افتراضي في دمشق يوثّق ذاكرة السجون في سوريا
- رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود ...
- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - دمشق في انتظار فجر يرسم بالقبل والسنابل !