محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 6288 - 2019 / 7 / 12 - 16:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في عام 1936، أرسلت طفلة صغيرة من نيويورك اسمها (فيليس) رسالة إلى أحد أهم العلماء في التّاريخ الحديث – إن لم يكن الأهم؛ ألبرت أينشتاين، الذي غيّر من مفهومنا للكون، للزمان، وللمكان، وهو الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1921.
توجّهت فيليس إلى أينشتاين بسؤال قديم وهام:
كنيسة ريفرسايد،
19 يناير 1936
عزيزي د. آينشتاين
لقد خطر في بالنا سؤال: هل يصلّي العلماء؟ في صف مدرسة الأحد، وقد بدأ بالسؤال إن كان بإمكاننا الإيمان بالعلم والدين معًا.
ونحن نبعث برسائل إلى علماء وأشخاص مهمين آخرين، لنحاول الحصول على إجابة عن هذا السؤال.
*****
بعد خمسة أيام فقط، قام أينشتاين بالرد:
24 من يناير 1936
عزيزتي فيليس
سأحاول الرد على سؤالِك ببساطة قدر المستطاع، و هذا هو جوابي:
يعتقد العلماء أن كل حدث، بما في ذلك أحداث وشؤون البشر، هو بسبب قوانين الطبيعة.
لذا لا يمكن للعالِم أن يميل إلى الاعتقاد بأن مسار الأحداث يمكن أن يتأثر بالصلاة، الرغبة أو الأمنية التي تتجلّى بشكل خارق.
ومع ذلك، لابد لنا من الاعتراف بأن معرفتنا الفعلية بهذه القوى و قوانين الطبيعة هي غير متكاملة، وبالتالي فإن الاعتقاد بوجود روح نهائية يعتمد على نوع من الإيمان.
مثل هذا الاعتقاد يبقى حاضرًا على نطاق واسع حتى في ظل الإنجازات الحالية في مجال العلوم.
ولكن في نفس الوقت، كل من يطمح بجدّية في السعي وراء العلم، يصبح مقتنعًا بأن بعضًا من تلك “الروح” يتجلّى في قوانين الكون، روح بمفهوم آخر يفوق مفهوم الروح المعهود عند الإنسان.
بهذه الطريقة، السعي وراء العلم يقود بنا إلى شعور ديني من نوع خاص، والذي هو بالتأكيد يختلف تمامًا عن مفهوم التديّن عند شخص أكثر سذاجة.
مع تحياتي وودي
ألبرت أينشتاين
منقول عن النت .
*****
تعليق مني :
الشعور الديني الناتج عن العلم كما يراه آينشتاين .. هو التوحد بالوجود كوننا جزءا منه .. وبمعنى أكثر دقة . الإيمان بمذهب وحدة الوجود . ولا شك أن آينشتاين كان متأثرا بفكر سبينوزا في مذهب وحدة الوجود . المؤسف أن سبينوزا لم يكن يعتقد بوجود غاية للوجود حسب ما قرأت في بعض المصادر .. وهذا ما يتناقض مع فهمنا ، لأن كل ما في الوجود من جمال وتطور نحو الأجمل والأفضل والأرقى والأكثر عدالة وكمالا .. يشير إلى غاية للوجود وهي بناء حضارة انسانية بتحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والجمال . وبناء على هذا الفهم المشترك بيننا وبين آينشتاين . يمكننا أن نؤكد مقولتنا بأن الوجود أوجد نفسه بنفسه لنفسه وما زال يوجد نفسه بنفسه لنفسه إلى أن تتحقق غاياته . فما يحققه الانسان من تطور في الحياة الانسانية هو جزء من فعل الوجود نفسه . وتصبح الصلاة في هذه الحال هي صلاة الإنسان لنفسه ، لذلك لا يصلي العلماء!!
محمود شاهين
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟