أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رستم محمد حسن - طقوس الدفن لدى الزرداشتيين














المزيد.....

طقوس الدفن لدى الزرداشتيين


رستم محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6286 - 2019 / 7 / 10 - 18:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


طقوس الدفن لدى الزرداشتية :

يندهش المرء حقا من الحرص والحذر الشديد في مراسيم اجراء الدفن لدى الزرداشتيين، الموضحة في النصوص الآفستية والتي وضعت عقوبات مختلفة تصل الى الجلد بالسوط مئات مرات "حسب الحالة" لكل من يخالف تعاليمها في اجراء تلك المراسيم،. بل واحيانا يصبح المرء ملعونا الى ابد الابدين في حالات محددة كأكل قطعة من لحم جثة انسان، وعدا عن امور اخرى يختص بطهارة الاماكن والادوات ان مست بأية جثة ونرى تفاصيل تلك الوصايا في افيستا من فاركاد 5 الى 8

_ ما الذي يحصل بعد الموت :
تهاجم شياطين الموت الجسد مباشرة بعد مفارقة الروح له، على هيئة ذبان الجثث القبيحة الطائرة من الشمال، حيث يقع الجهنم الزرداشتي وهي تصيب الفراش والثياب الداخلية التي تلامس الجسد اضافة للمنزل واقرباء الميت والناس الذين يحيطون به في هذه اللحظة، ويتم اخراج النار وادوات المراسم كالكؤوس والمعاصر والهاوما واحزمة البارسمان الطقسية التي تستخدم في الطقوس من المنزل بالاضافة الى الجثة بالطبع.
وتوضع الجثة في مكان مرتفع حيث تلتهمها الطيور الجارحة والكلاب ويجب تثبيت الميت باحكام وذلك بوضع طوب او حجر على قدميه وشعره لكي لا تمتزج بقاياه مع النار والماء والارض والنباتات، ويجب ان يكون الميت عاريا من الثياب، ويشارك في عرض الجثث وتثبيتها رجال متمرسون.
ويتعرض الجميع للنجاسة اثناء الدفن بمن فيهم الكهنة وكذلك الكلاب المشاركة، وبالتالي فرض عليهم القيام بطقوس الطهارة.
وعند استحالة القيام بمراسم الدفن مباشرة بعد الموت، يتم وضع الميت في مقبرة مؤقتة.
وعند انتهاء الطيور الجارحة والكلاب بالتهام اللحم، تجمع العظام في صندوق وتدفن فيما بعد وفق الطقوس وسمي هذا الصندوق في افستا (astu,_dan اي مستودع او وعاء لحفظ العظام) وهذه الكلمة تحمل نفس الدلالة باللغة الكوردية، وقد عثر عالم الاثار مالكوم على هذه الصناديق في اثناء اجراء حفرياته في مدينة بوشهر كما انه عثر على الصناديق الطينية في سوزاء ومازال متحف اللوفر يحفظ تلك الصناديق، ويوضع الزرداشتيون موتاهم على الداهما (ابراج الصمت) بحيث تكون وجوههم متجهة نحو الشمس ولعل لهذا السبب ثقبوا تلك الصناديق ليتسرب الضوء اليه ومازال الكرد الايزيديين يحافظون على هذا التقليد اي توجيه وجه الميت الى الشمس.
وتبقى هذه الصناديق الذكرى المادية الوحيدة لطقوس الدفن الزرداشتية.
اما طقوس الدفن الجماعي عند الحروب والاوبئة وغيرها فهي غير واضحة، وهذه الطقوس وان وجدت فتكون شبه مستحيلة لاسباب موضوعية بحتة، ولهذا فكر الزرداشتيون بمراسيم وسطية سهلة، ولعلهم كانوا يدفنون الجثث في الارض بعد ان يتم عزلها عن الظواهر الطبيعية المقدسة مثلا :صب القبر بمادة قاسية شبيهة بالاسمنت كالصلصال او الحصى، ودهن الجثة بالشمع.

_رحلة الروح :
وهكذا نرى ان الزرداشتيون يتخلصون باقصى سرعة ممكنة من الجثة كمادة نجسة ولكن بالمقابل يفرض عليهم الاهتمام بالروح بعد الموت طيلة حياتهم، ويتم التحضير لمحكمة الروح حيث توزن اعمالها وافكارها وكلماتها الخيرة والشريرة ومن ثم تفتح امامها بوابة الجهنم او الجحيم، وفي اثناء ذلك يتصارع الجحيم والفردوس الابالسة والالهة لامتلاك روحه فيحاول استو فيدانو فيزراشا وفايو السيئة جره للجحيم بينما يأخذه ميثرا _سراوش وراشنو للفردوس ويستمر الصراع لثلاث ايام بلياليها وخلال هذه الفترة يقوم اهل الميت بتقديم الصلوات والقرابين لاجل ميثرا _سراوش وراشنو ليضمنوا له حمايتهم.

_انتهاء العمل بابراج الصمت :
توقف الدفن في ابراج الصمت منذ بدايات القرن العشرين، حيث أن تعاليم زرادشت تقتضي على أتباعه ان يتكيفوا مع أي مجتمع يعيشون فيه، إضافة إلى اختلاط الزرادشتيين مع المجتمع المسلم في إيران، والتوسع السكاني الذي جعل مواقع أبراج الصمت تقع في مناطق غير نائية وهو ضد تعاليم الزرادشتية، فبدأ الزرادشتيون بدفن موتاهم في توابيت معدنية محكمة الإغلاق وفي مقابر خاصة بالزرادشتيين مما يضمن عدم تلويث الجسد لعناصر الحياة الثلاثة حسب المعتقد الزرادشتي، رغم ذلك فإن أقلية من الزرادشتيين المتدينين بقيت تقوم بهذا الطقس لكن خلال سبعينيات القرن العشرين وتم إغلاقعا نهائياً بقرار رسمي من إيران، إلا أن هذا الطقس استمر بعد السبعينيات لدى المجتمعات الزرادشتية في الهند، ولايزال باقياً هناك حتى الآن.

- المصدر الرئيسي :
_ مقتطفات من كتاب افيستا ل خليل عبدالرحمن



#رستم_محمد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مختلف الاراء حول السومريين
- قصاصات من الذاكرة (ج2)
- قصاصات من الذاكرة (ج1)
- الدولة الكاكوية الكردية
- حكومة ملوك الكرد (الكرت)
- سمكو شكاك
- اكتشاف قصر ميتاني قرب دهوك
- فرافاشي في الزرداشتية
- مناقشة مزاعم الاصل العربي للكرد
- الاوضاع الدينية في الامارة البدرخانية
- الشيخ عبدالسلام البارزاني
- من هو الملك الطاووس
- الشيخ خالد الشهرزوري
- أهم نظريتين حول أصل الكورد في القرن العشرين
- ثورة كوجكري -Qoçgirî-
- الشبك
- الشيخ احمد البارزاني
- جمعية خويبون مالها وماعليها


المزيد.....




- جامعة ابن رشد في هولندا تصدر العدد التاسع و الخمسين من مجلة ...
- مكاتب متفحمة واستوديوهات مدمّرة.. مشاهد تُظهر الأضرار التي ل ...
- -أسطول الظل- الروسي تحت المجهر.. كارثة بيئية وشيكة في خليج ع ...
- ماذا تعرض موسكو لإنهاء المواجهة بين طهران وتل أبيب؟
- بعد تأجيل الزيارة مرات عدة: هل سيزور العاهل المغربي فرنسا قر ...
- إسبانيا: الإفراج المشروط عن شرطي إسباني في مدريد تسبب في وفا ...
- بعد تعثر رحلتها في ليبيا: قافلة الصمود المغاربية لكسر الحصار ...
- ما مدى اقتراب إيران من تطوير سلاح نووي؟
- تفاصيل بشأن مهلة ترامب لإيران وتأثيرها على مسار الحرب
- قد تستخدم لضرب -فوردو-.. تعرّف على خصائص قنبلة -جي بي يو 57- ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رستم محمد حسن - طقوس الدفن لدى الزرداشتيين