أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - أهمية إجراء دراسات مقارنة بين المذاهب المختلفة














المزيد.....

أهمية إجراء دراسات مقارنة بين المذاهب المختلفة


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1547 - 2006 / 5 / 11 - 11:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ارتباطا بالرهان الملح، الذي يشدنا بقوة إلى الحرص على تحقيق المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي المنشود، وبالنظر إلى منظومة القيم التي يدافع عنها كل ديمقراطي نزيه بالمغرب، يمكننا الجزم بأنه كلما تمكن المجتهد من امتلاك حريته في البحث والتنقيب والفحص والتوسع والترجيح بين المتعدد من الآراء والمواقف بخصوص الموضوع أو المسألة الواحدة، كلما تمكن فعلا من التغلب على آفة التقليد والتحرر من الأحادية في النظر إلى القضايا والإشكالات ودحر كل مناحي التعصب والغلو والتطرف. وكلما تمكن من استيعاب مفهوم الاختلاف وترجمته على مستوى السلوك الفكري أمكنه دحض كل آليات ومناهج وطرق أصحاب الشك المطلق، الذين لا هم لهم سوى هدم كل المقومات التي يمكنها أن تؤسس لغد أفضل.
والفقيه ـ المجتهد في وقتنا الراهن لابد له، بالإضافة إلى ممارسة مهام التثقيف والتنوير على المستويات المعرفية، من المساهمة في خلق إمكانيات تسييد وترسيخ قيمتي الحرية والاختلاف في أوسع فضاء ممكن داخل نطاق وجغرافية اشتغاله، وحسب القدرة والاستطاعة والكفاءة والإمكانيات المتاحة، إذا ما كانت لدينا الإرادة الفعلية في تجاوز التعقيد الذي يتسم به وضعنا الفكري بشكل عام، ووضعنا الفقهي على وجه الخصوص.
لذلك، لا زال حديثنا موصولا مع دعاة التشبث بآراء ومواقف المذهب المالكي وحده، وممارسي الصمت حيال أي انفتاح ظاهر أو خفي على باقي المذاهب الفقهية الكثيرة والمتعددة، ولذلك يكون من اللازم التأكيد على بعض الأمور البديهية؛ من مثل أن التشريع الإسلامي الذي يتصل بالأمور الدنيوية؛ من اجتماعية وقضائية... لم يؤمر الرسول سوى بالمشورة في مسائله وقضاياه مع من يتواجد معه في نفس المحيط، حسب الظروف الزمنية والمكانية. على عكس أحكام العبادات، التي لم يكن التشريع بخصوصها يصدر إلا عن وحي الله، ولا تتجاوز مهمة الرسول في إطاره التبليغ والتبيين.
وبما أن الأمور الدنيوية هي خاضعة للاجتهاد والمشورة، فإنها ولا شك موضوع اختلاف وخلاف بين المتعدد من المجتهدين، الذين سلطوا أدوات قراءاتهم وفهمهم لمجريات الأحداث والوقائع من جهة، وتحليلهم وإعادة تركيبهم لمضامين وأحكام النصوص الشرعية المتاحة والمحتملة، طيلة هذه القرون السابقة، بل إن العقل ـ خصوصا في عصرنا وموقعنا هاذين ـ لا يدرك ولا يستوعب مشكل عدم انقراض دعاة "تجنب الوقوف على ذكر الخلاف أو الاختلاف في الأمور والمسائل الفقهية" لحدود الساعة.
ومن باب التنوير اللازم في هذا المجال، يتبين لنا أن دعاة الانغلاق، إما أنه لم يتبين لهم بشكل جيد حسنات وإيجابيات الانفتاح على كل المذاهب دون استثناء وحسب المتاح من مصادر ومراجع في هذا الباب أو ذاك، وإما أن لا مصلحة ملموسة ومباشرة يمكن تحصيلها من مثل هذه الدعوات الانفتاحية. والاحتمال الثاني ـ في اعتقادنا ـ هو الأرجح، بالنظر لما تراكم من امتيازات لدى أصحاب المآرب الخاصة، المتسترين بوحدة المذهب.
إيجابيات الانفتاح المبني على الحرية والإيمان بالاختلاف ـ في اعتقادنا ـ كفيلة بالتأثير على محيطنا العام ـ مجتمعا ودولة ـ ليصبح هذا الانفتاح الناضج والمسئول هو قاعدة الانطلاق في عملية توسيع دائرة الإنتاج الفقهي المغربي، وأساس الاشتغال على خلق شروط مناسبة لاستيعاب المنتوج الفقهي بالإقبال عليه والتفاعل معه من طرف المعنيين والمتلقين المعاصرين.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضريبة اختيار الدعوة إلى التجديد والانفتاح
- التجديد الفقهي ومنافع الحرية والاختلاف في المرجعية والاجتهاد
- التشريع بين:التنميط والتجديد
- -الخلاص- في التجديد لا في التنديد
- الاجتهاد الفقهي ومنطق الافتراض
- علاقة الإيمان بالله بمفاهيم العلم والاجتماع
- الجبر والاختيار
- مادة التربية الإسلامية
- منزلق نعت المخالفين ب-الخوارج- عن المذهب المالكي
- بعض العوامل المؤدية إلى إنماء شروط الغلو والتطرف
- المواصفات والكفايات مدخل أساسي لتجديد التفكير الإسلامي
- السياسة فعل يهدف التقرب إلى معاني الصلاح
- المنظومة القيمية المغربية بين: الحاجات الشخصية والحاجات المج ...
- الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه
- ضرورة استئناف النظر في مناهج الاجتهاد المغربي
- مهام منظومة التربية والتكوين وتحديات التعبئة والإدماج الاجتم ...
- الواقعية السياسية وواقع الممارسات الحزبية
- أي دور للدين في سياق التطور التنموي والديموقراطي الشامل؟
- هل العلمانية تعبير عن تحول دخيل منحرف ؟
- التيار السياسي الديني وإشكالية الجنوح إلى الإرهاب


المزيد.....




- انتهاك للحريات.. مدريد تطالب بلدية جوميلا بإلغاء حظر إقامة ا ...
- زيارة الأربعين تجدد روح المقاومة الإسلامية في مواجهة العدوان ...
- الطريق إلى سلفيت… حقل من الألغام البشرية تحت سطوة الحواجز ال ...
- إخماد حريق اندلع في مسجد-كاتدرائية قرطبة
- جدل وغضب بمنصات سوريا بعد دخول شخص بسيارته ساحة المسجد الأمو ...
- مستوطنون يطردون عائلة فلسطينية ويحرقون ممتلكاتها في الزاوية ...
- مستعمرون يحرقون ممتلكات مواطن ويطردونه بالقوة غرب سلفيت
- حرس الثورة الاسلامي يحذر علييف وباشينيان: ترامب المُقامر خدع ...
- 254 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- تجوال سيارة بالجامع الأموي يثير موجة انتقادات وتحقيقات رسمية ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - أهمية إجراء دراسات مقارنة بين المذاهب المختلفة