أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - التشريع بين:التنميط والتجديد














المزيد.....

التشريع بين:التنميط والتجديد


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1548 - 2006 / 5 / 12 - 10:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يطرح التجديد الفقهي في إطار الفكر الإسلامي إشكالا استراتيجيا يصب في عمق إشكالية التجديد الديني داخل المجتمع المغربي. ففي الوقت الذي يطرح البعض التساؤل عريضا حول ما إذا كان هذا التجديد نابعا من داخل التطور النسقي الذي يعرفه الفكر الإسلامي ذاته، أم هو تجديد آت من خارج هذا النسق، بالنظر لما عرفه العالم من أحداث إجرامية باسم "المرجعية الدينية"، وما تلا ذلك من نقاش حول مسألة الدين والتدين في علاقتهما بالغلو والتطرف على المستوى الدولي، يطرح البعض الآخر إشكالية المجال الذي يشكل صلب هذا التجديد الفقهي داخل دائرة التفكير الإسلامي؛ بمعنى آخر: أهو تجديد ينصب على الجوانب الشكلية، أم أنه ينكب على الجوانب الموضوعاتية.
وبالرغم من الأهمية التي يمكن أن يتخذها هذا النوع من الأسئلة على المستوى الشكلي، إلا أن الانطلاق من مثل هذه التساؤلات على المستوى المنهجي لا يخدم مسار التجديد الفقهي المنشود في مثل حالتنا الوطنية، على اعتبار أن الإشكال ينطلق من السؤال المركزي؛ حول إمكانية تطور الواقع المغربي واتساعه إلى حدود قيام الفكر التشريعي بعمليات التعديل والتغيير الممكنة أو الضرورية للقواعد التشريعية الناظمة لمختلف أنواع العلاقات السائدة. فالقواعد التشريعية ليست ثابتة ولا شاملة، بل هي قابلة للتغيير، وبالتالي فهي غير مطلوبة لذاتها، بل لتنظيم العلاقات، سواء في إطارها العام أو الخاص.
وهو المدخل الذي يسعفنا في فهم بروز الاجتهاد في إطار المقاصد الشرعية العامة، فهو تعبير عن أثر التطورات التاريخية التي عرفتها مختلف المجتمعات التي كانت تتخذ من المرجعية الفقهية الإسلامية قاعدة لتنظيم علاقاتها، وهو تكثيف للوعي المتطور الذي استطاع إدراك ـ بشكل مبكر ـ أن الحكم الشرعي الخاص ( المستخلص من النص، أو من القواعد الأصولية الشرعية واللغوية ) غير قادر لوحده على تأطير مختلف الظواهر والعلاقات الناتجة عن تطور أحوال المجتمعات.
لهذا، يطرح السؤال على من لا يزال متشبثا بالتمسك بالفهوم التأويلية التي أنتجها الفقه الكلاسيكي في القرون السابقة؛ هل المصلحة الدينية تتعارض وتتناقض مع المنظومة القيمية التي أنتجها الفكر الإنساني عبر سيرورة تطوره، وبمشاركة مختلف الثقافات والحضارات المتعاقبة، و مع طرق العقلنة الراهنة، التي استطاع الإنسان أن يصل إليها عبر مسيرة طويلة وشاقة من الاجتهاد على المستويات الفكرية والعلمية، أم أن المقاصد التشريعية العامة التي ساهم الفكر الإسلامي في إنتاج جزء لا بأس به، إلى جانب باقي تجارب الشعوب والحضارات الأخرى، تكمن أساسا في مصلحة الإنسان الموضوعية، إذ توجد بوجودها وتنعدم بانعدامها؟
إن منطق التطور يفرض على المجتمع المغربي اليوم التكيف مع مستجداته، والاستفادة من إيجابيات الفكر الإنساني والكوني بصفة عامة. لذلك، لا غرابة في أن تعترينا الرغبة في الإجابة على إشكال الملاءمة بين الواقع والقاعدة والتشريعية، وفق منطق العلاقة الجدلية القائمة؛ إذ كلما سارت القاعدة التشريعية في اتجاه تنميط الواقع وضبطه والحد من السلوكات الخارجة عن نطاق قيمه وأعرافه، كلما اتسع الواقع وتطور ليفرض بذاته إعادة النظر في القواعد التشريعية ذاتها، بما يضمن مراعاة كل مستجداته الكلية والجزئية، وهنا يكمن دور الفقيه/المجتهد، بل الغرابة تكمن فيمن يأبى إلا أن يعمل على تنميط الواقع الراهن على مقاس القواعد التشريعية المنتجة في القرن السابع للميلاد.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الخلاص- في التجديد لا في التنديد
- الاجتهاد الفقهي ومنطق الافتراض
- علاقة الإيمان بالله بمفاهيم العلم والاجتماع
- الجبر والاختيار
- مادة التربية الإسلامية
- منزلق نعت المخالفين ب-الخوارج- عن المذهب المالكي
- بعض العوامل المؤدية إلى إنماء شروط الغلو والتطرف
- المواصفات والكفايات مدخل أساسي لتجديد التفكير الإسلامي
- السياسة فعل يهدف التقرب إلى معاني الصلاح
- المنظومة القيمية المغربية بين: الحاجات الشخصية والحاجات المج ...
- الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه
- ضرورة استئناف النظر في مناهج الاجتهاد المغربي
- مهام منظومة التربية والتكوين وتحديات التعبئة والإدماج الاجتم ...
- الواقعية السياسية وواقع الممارسات الحزبية
- أي دور للدين في سياق التطور التنموي والديموقراطي الشامل؟
- هل العلمانية تعبير عن تحول دخيل منحرف ؟
- التيار السياسي الديني وإشكالية الجنوح إلى الإرهاب
- الديمقراطية بين:واقع التدين المصلحي ومطلب التغيير المجتمعي
- الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه
- حين تتحجر الأفكار أو تتطرف أو تحلق في الغيب


المزيد.....




- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - التشريع بين:التنميط والتجديد