أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - المنظومة القيمية المغربية بين: الحاجات الشخصية والحاجات المجتمعية المتجددة














المزيد.....

المنظومة القيمية المغربية بين: الحاجات الشخصية والحاجات المجتمعية المتجددة


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1487 - 2006 / 3 / 12 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا كان تفعيل الثقافة القيمية في المنظومة التربوية، وتدعيم وتعزيز مسألة تعددية القيم في البرامج التربوية، ورصد مختلف الظواهر والسلوكات المرتبطة بالقيم، وتتبعها والعمل على تقويمها داخل الحياة المدرسية اليومية، ومن خلالها داخل النسق الاجتماعي المغربي بشكل عام. إذا كان كل ذلك يشكل دافعا تربويا أساسيا للنهوض بعملية التنشئة الاجتماعية، داخل الإطار العام المتمثل في إرساء أسس المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، فإن الوقوف بشكل جدي ومسئول على مجموع الإشكالات المرتبطة بالنقاش حول منظومة القيم لمن شأنه أن يشكل مدخلا رئيسيا لذلك، سواء من حيث توضيح الأبعاد المفاهيمية، أو من حيث تحديد طبيعة وشكل الارتباط الفكري بتأطير تصور تربوي لمنظومة القيم المتوخاة.
هناك من ينطلق من كون القيم تشكل منظومة مطلقة، إذ هي تشكل ذاك الملتقى العام لمختلف الغايات والمقاصد الأخلاقية لجميع المجتمعات البشرية، ومن ثمة يجزم بأن هذه القيم لا تتغير ولا تتبدل بتبدل الأحوال والظروف، بل هي تتخذ شكل منظومة كونية للقيم.
وهناك من يعتبر أن لكل ثقافة معاييرها الخاصة، والمرغوب من القيم يختلف من ثقافة إلى أخرى، ومن ثمة لا يمكن لهذه القيم في كل الأحوال والظروف أن تصير مطلقة وثابتة. فهي إذا متغيرة بتغير منطلقات كل ثقافة أو حضارة أو إيديولوجية، سواء في أبعادها الدينية أو الفكرية أو السياسية أو الاجتماعية.
وبين هذا الانفتاح الكلي على العالم، بمختلف أشكال وأنواع تجاربه الشرقية والغربية، الشمالية والجنوبية، والذي أدى في حالاته القصوى إلى ظهور دعاة التنميط العالمي، وبين هذا الانغلاق الكلي على الذات المحلية، بمختلف أشكال وأنواع الذرائع الدينية والعرقية والسياسية، والذي أدى في أقصى درجاته إلى بروز دعاة الخصوصية والتميز والشمول. فبين هؤلاء وأولئك تكمن الصعوبة في مقاربة إشكال المنظومة القيمية المتوخاة لإنجاح أي مشروع إصلاحي يروم تحقيق أهدافه ورهاناته المجتمعية.
وبما أن الاختلاف والتغيير هما خاصيتان من خصائص المجتمع الواحد، بالنظر لما يقع لنظمه وأطره العامة من تطور وتغير، وبما أن هذه النظم والأطر تخضع لمسارات وتحولات اجتماعية في التاريخ، وبما أنها تخضع لظروف وملابسات المحيط الثقافي التي توجد فيه، فإن القيم منها ما يثبت قدرته على الثبات وعدم التحول، وإن كان ذلك على مستوى التأطير النظري الذي يعد منطلق أي مشروع مجتمعي طموح، يتغيى تحقيق أو القرب من تحقيق المثل، ومنها ما يثبت خضوعه للاختلاف والتغير باختلاف وتغير النظم والأطر الاجتماعية العامة داخل المجتمع الواحد.
لذلك فمن المشروع أن يطرح التساؤل حول ما إذا كانت "منظومة القيم الإسلامية" ثابتة أم متحولة، كما أنه من المنطقي أن يتم التساؤل حول ما إذا كانت هذه المنظومة مرتبطة بالمشيئة الإلهية أم بالإرادة الإنسانية.
بصيغة أخرى يمكننا التساؤل مع مرصد القيم، الذي تم إحداثه تحت رعاية وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، حول إمكانيات التمييز والفصل بين ما يرجع إلى قيم العقيدة الإسلامية من جهة أولى، وقيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية من جهة ثانية، وقيم المواطنة من جهة ثالثة، وقيم حقوق الإنسان ومبادئها الكونية من جهة رابعة، وطريقة تكييف ذلك مع الحاجات المتجددة للمجتمع المغربي بصفة عامة، والحاجات الشخصية للأجيال الناشئة بصفة خاصة.
والشيء بالشيء يذكر، ألا يمكننا التركيز اليوم على مراجعة القيم التي تشكل مضمون مادة التربية الإسلامية في المدرسة الوطنية، وذلك في اتجاه إعطاء الناشئة المغربية رؤية نسبية ومتجددة للعالم؛ رؤية تقبل بشكل أفضل قيم التعدد والاختلاف، وتمكن الأجيال الصاعدة من تملك ولو أفكار أولية حول المعتقدات الدينية الأخرى، وحول أهمية الحوار بين الأديان والمذاهب؟



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه
- ضرورة استئناف النظر في مناهج الاجتهاد المغربي
- مهام منظومة التربية والتكوين وتحديات التعبئة والإدماج الاجتم ...
- الواقعية السياسية وواقع الممارسات الحزبية
- أي دور للدين في سياق التطور التنموي والديموقراطي الشامل؟
- هل العلمانية تعبير عن تحول دخيل منحرف ؟
- التيار السياسي الديني وإشكالية الجنوح إلى الإرهاب
- الديمقراطية بين:واقع التدين المصلحي ومطلب التغيير المجتمعي
- الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه
- حين تتحجر الأفكار أو تتطرف أو تحلق في الغيب
- تغيير المناهج التعليمية
- إصلاح التعليم الديني جزء من
- الجابري وإشكالية الفصل والوصل بين الدين والسياسة
- الحقل التربوي وإكراهات واقع التدين ومتطلبات إرادة التحديث
- القوى الديمقراطية بين واقع التدين ومطلب التغيير الاجتماعي
- الأحزاب السياسية وضرورة توفير مناخ المصالحة بين الفرد والمجت ...
- حين تتحجر الأفكار


المزيد.....




- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة
- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - المنظومة القيمية المغربية بين: الحاجات الشخصية والحاجات المجتمعية المتجددة