أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - إمام عبدالفتاح إمام














المزيد.....

إمام عبدالفتاح إمام


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6282 - 2019 / 7 / 6 - 12:02
المحور: سيرة ذاتية
    


اذا كان الفيلسوف المصري امام عبدالفتاح امام قد مات، فإن كتابه - كما يقول احد النقاد الفلسطينيين - (الطاغية) - لم يمت، وسيظل حياً يلهم انصار الحرية الوعي والايمان لمواصلة محاربة الطغيان والاستبداد والدكتاتورية، كتاب (الطاغية.. دراسة فلسفية لصور الاستبداد السياسي) بدءًا بإهداء يُعبر عن خلاصة مضمون الكتاب جاء فيه «إلى الذين يعانون من ظلم الطغيان ووطأة الاستبداد ويتوقون إلى الخلاص.. إلى الذين يشعرون أن الحرية ماهية الانسان، اذا فقدها فقد وجوده معها.. إلى الذين يؤمنون ان احداً منا ليس معصوماً من الخطأ، ومن ثم يتقبلون الرأي الآخر برحابة صدر وسعة افق».
للراحل إمام آراء فكرية وسياسية كثيرة من بينها ان الحكم لا يستقيم طالما تداخلت معه امور من قبيل الدولة الدينية والمستبدة. كما آمن بضرورة الفصل التام بين السياسة والاخلاق، فلكل منهما مضماره في حين اعتبر ان التاريخ الاسلامي قد حفل بمفارقات فساد السلطة، وانه لا سبيل للتقدم العلمي أو الاجتماعي أو الانساني في العالم العربي سوى بتربية اجيال قادرة على التفكير النقدي، وبعبارة أخرى ان كتابه «الطاغية» الذي طبع عدة طبعات يعتبر من وجهه نظر العديد من الكتاب ايقونة الفهم السياسي لأنظمة الحكم المستبدة لعدة اجيال في مصر والعالم العربي، وصاحبه احد اوائل من حذروا من تسييس الدين عبر مقولاته الفلسفية التي ترى ان الحكم لا يستقيم ابداً طالما اختلط بفكرة الدولة الدينية.
في هذا الكتاب «الطاغية» يشرح امام كيف ان «المواطن ما لم يحصل على حقوقه السياسية كاملة غير منقوصة، وعلى نحو طبيعي، فلا تكون منةً او هبةً او منحةً من أحد، وبالشكل الذي اشار إليه هيجل (العبقري هو من يعرف متطلبات العصر ويلبيها) من تلقاء ذاته، فيعامل على انه غاية في ذاته وليس وسيلة لشيء آخر، بل سيؤدي ما يؤديه منها بسبب الخوف من العقاب والخوف هو مبدأ الذي يرتكز عليه حكم الطغيان والاستبداد»، بحيث تظهر كل الرذائل في سلوكه اذا آمن شر العقاب: فلا مانع من ان يكذب ويسرق وينافق ويغش ويخون.. الخ كلما سنحت له الفرصة، هذا ما بينه الكاتب علي حسين في جريدة المدى الالكترونية يونيه 2019.
تتسم أعمال امام عبدالفتاح امام (1934-2019) في مجال التأليف والترجمة والتي تجاوزت الـ «مئة كتاب» بأنها تُعلى من شأن العقل، وفي جميع هذه الكتب كان الراحل يسعى لان تكون الفلسفة في متناول الجميع، لأنها وحدها التي تحرض على «أعمال العقل» ولأن الفلسفة تبحث في نشاط العقل كما يتجلى ذلك في تاريخ الفكر، إذن «فالمنهج الفلسفي هو منهج عقلي - مادي - او هو المنهج الذي يعبر عن نسيج العقل نفسه».
وبين ايضاً ان الشاب الذي انحرم في صباه من كتابات العقاد وطه حسين، وجد نفسه وهو يدرس الفلسفة وجهاً لوجه امام معلم من طراز خاص اسمه زكي نجيب محمود، استاذ فلسفة يعشق الشعر ويكتب في النقد والرواية ويناقش اصعب المسائل الفكرية، وكان امام قد اعجب بأسلوب زكي نجيب محمود في مناقشة معظم مفاهيم الأدب والفن والفلسفة والنقد، مناقشة جادة ومنطقية.
في نهاية الخمسينات، يصدر زكي نجيب محمود كتابه «قشور ولباب في الأدب والنقد» ويكتب امام عبدالفتاح امام، أول مقالاته التي نشرت في مجلة المجلة، وفيه يشيد بأستاذه زكي نجيب محمود الذي يناقش كل شيء ولا يفوته شيء ويغريه ان يعيد صياغة مفاهيم الادب والفكر ويطالب بتجديدها، وستنشأ علاقة بين الاستاذ والتلميذ، وفي قاعة الدرس سيشرح الاستاذ معنى مفردة «الطاغية» وسيشير الاستاذ إلى ان الفيلسوف الالماني هيجل اشار منذ عام 1840 إلى ان: «أهل الشرق لا يعرفون، ان الانسان حر لمجرد كونه إنساناً عاقلاً، انهم لا يعرفون الا ان تكون الحرية لرجل واحد، ثم لا تكون حرية هذا الرجل الواحد الا اندفاعه وراء نزواته» وبشيء من الوضوح يذكر ان معظم اعمال امام عبدالفتاح امام تتسم بالنبرة التساؤلية القلقة جراء الازمات التي تعاني منها مجتمعاتنا، حيث تأتي قيود الفكر في صدارة اوجاع عصرنا الراهن، ليس فقط لأنها تعكس حقيقة التخلف الذي تعيش فيه هذه المجتمعات، بل انها شاهد على نمط القمع الذي تتعرض له الثقافة الحقيقية، وفي تصديه لمشكل الفكر والحرية يحاول ان يصبح امتداداً لأستاذه زكي نجيب محمود الذي لم يكلف يوماً منذ عودته من انجلترا في الاربعينات بعد حصوله على درجة الدكتوراه في الفلسفة لدعوة إلى المنهج العلمي.
من بين الموضوعات التي شغلت امام عبدالفتاح امام هي مسألة ذكورية الفلسفة. وهل ان المرأة لم تكن تعرف الفلسفة في عصور اليونان والرومان، وينشر اكثر من بحث وكتاب عن هذا الموضوع يناقش فيه النظرة الدونية إلى المرأة التي كرسها الكثير من الفلاسفة، ولا سيما فلاسفة اليونان من امثال افلاطون وارسطو، بل وبعض الفلاسفة المحدثين، مثل جون لوك ورسو وكانط وغيرهم، وهي النظرة التي تقول بعجز المرأة ونقص في قدراتها العقلية وان العاطفة تحكمها اكثر من العقل، فلا تقوى بذلك على ممارسة الفكر النظري التجريدي، وغير ذلك من المواقف والآراء، التي يحاول امام عبدالفتاح يدحضها بالموقف العلمي ويفندها فيصدر موسوعته الشهرة المرأة في الفلسفة بأجزائها العشرة.
من إصداراته المنهج الجدلي عند هيغل، مدخل إلى الفلسفة، افكار ومواقف، الديمقراطية والوعي السياسي، تطور الجدل عند هيغل (3 اجزاء). ترجم امام عبدالفتاح امام الكثير من الأعمال من اللغة الانجليزية إلى العربية كما يُعد مدرسة في الترجمة، حيث قام بمراجعة ترجمات عديدة لمترجمين.
لقد كان الدكتور امام عبدالفتاح امام مفكر تصدى لمشكلة الاستبداد والتخلف والديمقراطية، مثلما تصدى لمشكلات الفلسفة بجميع جوانبها بوعي فلسفي وفكري منظم ويقظ.. وكان - كما يؤكد النقاد - كل كتبه ومقالاته وعمله الأكاديمي انموذجاً للمثقف الملتزم بقضية الإنسان والوطن.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضطهاد المرأة في إيران!
- إشكالية الأقليات والتعدد الإثني!
- مناهج التعليم والتفكير النقدي!
- التطرف والإرهاب حالتان متلازمتان!
- المفكر طيب تيزيني
- مجلة الفيصل: الفلسفة أسئلة مشروعة وتفكير بلا قيود
- ابراهيم المصري
- الإسلام السياسي والسلطة!
- تقارير عن انتهاك حقوق الأطفال!
- الإعلام وثقافة الاستهلاك (2)
- ثقافة الاستهلاك
- الدول العربية وهجرة العقول!
- ترامب وانتهاك الشرعية الدولية!
- المدير الفاشل!
- المرأة في الدول العربية وسوق العمل!
- أرقام حول المرأة في يومها العالمي
- تقارير عن الجوع وسوء التغذية!
- الإسلام السياسي والاغتيالات السياسية!
- ترامب وريغان
- صراع الطوائف والطبقات في المشرق العربي وإيران


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - إمام عبدالفتاح إمام