أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - المفكر طيب تيزيني














المزيد.....

المفكر طيب تيزيني


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 6247 - 2019 / 6 / 1 - 11:05
المحور: سيرة ذاتية
    


قوى الحداثة والتنوير فقدت المفكر والفيلسوف السوري الدكتور طبيب تيزيني الذي اعتمد الجدلية التاريخية في دراسة وتحليل بنية المجتمعات القديمة.

يقول الكاتب المستنير شاكر فريد حسن إن تيزني حاول إعادة قراءة الفكر العربي وصياغته من جديد من خلال عملية منهجية، والمشروع الذي حلم به، رؤية جديدة للفكر العربي - من خلال بواكير حتى المرحلة المعاصرة لم يكتمل، ولم يتحقق كغيره من المشاريع الفكرية كمشروع محمد عابد الجابري، ود. حسين مروة، ومحمد اركون، وكمشاريع النهضة والتنوير العربية، التي أخفقت بل وأجهضت.

كتاب تيزني «مشروع رؤية جديدة إلى الفكر العربي في العصر الوسيط» يطمح - كما أشار الناشر - في إثارة القضايا الخاصة بالفكر العربي الوسيط أكثر مما يطمح في الوصول إلى أحكام نهائية حوله، إلا أن تلك «الإثارة» تسمح لنفسها بالإدعاء المشروع بأنها على منهجية متماسكة قادرة على الإحاطة بالمشكلة بأبعادها ومضاعفاتها، هذا يعني أن «مشروع الرؤية الجديد للفكر العربي الوسيط» هو فعلاً «مشروع» عمل يمكن أن يستغرق سنوات لكن يكتمل في حدوده الدنيا.

لقد كتب حول الفكر العربي الوسيط حتى الآن من المجلدات أكثر مما كتب ممثلوا هذا الفكر. وبالرغم من هذا فلا تزال المشكلة قائمة.

إن معظم المستشرقين والباحثين العرب الذين تعرّضوا لهذه المشكلة قد وقعوا ضحية الانتقائية البين - بينه أو السطحية أو الذاتية اللاتاريخية.

ولذلك فإن أبحاثهم النهائية لا يمكن أن تمثل بالنسبة إلى الفكر العلمي التاريخية النقدي حتى ولا المقدمة أو التمهيد لدراسة تراثنا الفكري، أن تلك الأبحاث قد أثارت مجموعة من المشكلات الخاصة بهذا التراث، ولكنها ظلت - في الحدود العامة - تتراوح بين الانتقائية البين - بينه أو السطحية أو الذاتية أو اللاتاريخية.

إن إعادة النظر في تراثنا الفكري - والحضاري العام - على نحو معمّق لم يعد شأنًا من شؤون «المفكرين والمثقفين» فقط، بل تحوّلت في عصرنا هذا النابض بالتحولات والمفاجآت والتوقعات الخصبة المعقدة إلى إحدى مهمات الثورة الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية.

من هذا المنطلق كان من أهداف الإصدار الأساسية اكتشاف «الجسور» التي تصل بين الجوانب الحية الثورية في تراثنا وبين الفكر الثوري المعاصر. وهي محاولة أو مشروع، ولكنها محاولة يجد لها مبرر وجوده ونمائه وتطوره في الوجه الجديد الآخذ في التكوين في الدول العربية.

عند الحديث عن الحضارة العربية وأزمة التحوّل لتيزين وجهه نظر نشرها في الاتحاد الإماراتية ديسمبر 2018 يقول فيها: حاولنا في مقالات تبيان ما تتحمله فكرة أو أفكار الحضارة العربية من استخلاصات منهجية، وفي عصرنا الذي يقدم نفسه كحصيلة للأحداث العظمى التي مرّت على التاريخ العربي فإن هموم العالم العربي «ممتزجة» بما واجهه من صعوبات واضطرابات وانكسارات. وعلينا أن نشير إلى مثل هذه البنية المركبة الخاضعة لاضطرابات مفتوحة، تفصح عن نفسها بمثابتها منتمية إلى تلك البنية، وليس بمثابتها حالات من التخمّر والتكوّن المبشرة بنتائج إيجابية.

إن ما حدث ويحدث في العالم العربي تعبير عن أزمة بنيوية تاريخية تعكس الاختراقات التي أصابت وتصيب ذلك العالم في عصر مضطرب وفي معظم البنى الراهنة، ما قد يكون خطوة كبيرة إلى الوراء. فمشاريع التنمية الاقتصادية والثقافية والعلمية والحضارية تكاد تكون مضطربة وفاشلة في معظم البلدان العربية، حيث لا تكاد الاضطرابات الاقتصادية الأمنية تتوقف في مناطق عربية عديدة، مما يقود إلى أزمة بنيوية عامة مغلقة على الحلول العقلانية، ناهيك عن الحلول السلمية.

وهنا نجد أنفسنا وقد أصبحنا خارج الحقل العقلاني الواقعي المعتدل، خصوصًا مع اتكاء بعض الحلول العربية إلى بلدان أخرى غير عربية، مع العلم بأن هذا الاتكاء خاضع للنتائج المتأتية عن الشعور الواقعي بالإخفاق أنه فشل مركّب يقف في وجه دعاة التآخي العربي.

إذا كانت مسألة الحداثة والتنوير تجسد حالة تاريخية مشخصة، فإنها كما يشخصها تيزيني حالة مفتوحة وفق خصوصيتها المحددة اجتماعيًا وتاريخيًا، وتخرج من كونها حالة عامة ذات حيثيات عمومية مفتوحة. ومن ثم نجد أنفسنا أمام حالات عدة تتصل بالحقول الإنسانية المجتمعية التي تظهر وتبرز فيها المسألة المذكورة وفق ما تسمح به الأوضاع القائمة.

ويرى أن ثنائية الحداثة والتنوير ظهرت في العالم العربي تحت مؤثرات حملها مثقفون عرب وأجانب، لكنها لم تحمل طابعًا استراتيجيًا أو مؤسسيًا إلا بنسبة ضئيلة، لتصبح سياسة تهتز في مناسبات كثيرة، لكنها لم تصل إلى أن تصبح خطة عربية ملزمة باتجاه إقامة مجتمع عصري مدني متطور، دون أن ننسى ما نشأ بعض جهات العالم العربي من ظهور لبعض أسس المجتمع المدني، وإن أخفقت في نسبة ليست ضئيلة منها، وهذا ما يترك الباب مفتوحًا أمام أجيال الدول العربية الصاعدة والمقبلة، لكن مع الانتباه إلى أن الثنائية المذكورة ما تزال تمثل ضرورة مفتوحة وستبقى كذلك كي تأخذ المسألة مجراها التاريخي.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلة الفيصل: الفلسفة أسئلة مشروعة وتفكير بلا قيود
- ابراهيم المصري
- الإسلام السياسي والسلطة!
- تقارير عن انتهاك حقوق الأطفال!
- الإعلام وثقافة الاستهلاك (2)
- ثقافة الاستهلاك
- الدول العربية وهجرة العقول!
- ترامب وانتهاك الشرعية الدولية!
- المدير الفاشل!
- المرأة في الدول العربية وسوق العمل!
- أرقام حول المرأة في يومها العالمي
- تقارير عن الجوع وسوء التغذية!
- الإسلام السياسي والاغتيالات السياسية!
- ترامب وريغان
- صراع الطوائف والطبقات في المشرق العربي وإيران
- التدخل الأمريكي في أمريكا اللاتينية!
- «نقمة النفط».. كيف تؤثر الثروة النفطية على نمو الأمم
- بعض توقعات ستراتفور لعام 2019
- المثقف وهاوية الطائفية!
- الإمارات وعام التسامح


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فهد المضحكي - المفكر طيب تيزيني