أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - الديمقراطية والحكم الرشيد














المزيد.....

الديمقراطية والحكم الرشيد


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 6273 - 2019 / 6 / 27 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية والحكم الرشيد
-
فى الديمقراطيات الراسخة تخضع سياسات وممارسات الحكومات الى عدة معايير تهدف الى المحاسبة والتقييم, منها معايير الحوكمة او الحكم الرشيد. وتلك المعايير لا تسعى فقط الى مراقبة تنفيذ السياسات بل تصبو كذلك الى معرفة الاليات التي استخدمت لاتخاذ القرارات وأدوات التنفيذ. ولان الحكومة المنتخبة ديمقراطيا تسعى الى خلق اجماع او شبه اجماع حول سياساتها وقراراتها فحرى بها ان تتوفر على معرفة واسعة لبنية ودوافع وتوجهات الفاعلين الرئيسيين حتى تتفادى العراقيل واهدار الوقت في ما لا طائل منه

يعد الاجماع احد اهم مبادئ الحوكمة. ولكى يتحقق الاجماع تسعى الحكومة الى التعاون مع منظمات المجتمع المدنى وجماعات الضغط والمانحين ونحو ذلك, والهدف هو الخروج بقرارت ذات تأييد واسع. كمثال لذلك قرارات الخصخصة والتي تؤثر بلا شك على العاملين في المؤسسات المعنية وكذلك على الجمهور المستفيد من الخدمات او المنتجات, التي تقدمها تلك المؤسسات. لذلك فالامر البديهى هو ان تستشار النقابات وأصحاب المصلحة وكذلك تجرى مناقشات واستطلاعات لمعرفة وقياس اراء الجمهور او يجرى استفتاء اذا اقتضت الضرورة. وفى نظام ديمقراطى حقيقى لن تقدم الحكومة على الخصخصة الا اذى حصلت على اجماع واسع النطاق

الحكم الرشيد يتضمن كذلك مبدأ الشفافية. والشفافية تعنى وضوح السياسات والقرارت وقابليتها للنقد والمراجعة والرفض. ويمكن للجمهور ان يعترض على قرارت الحكومة اذا شعر بانها حادت عن الشفافية. ويكون الاعتراض برفع العرائض او بالاعتصامات وغيرها من وسائل الاحتجاج. كذلك يمكن اللجوء الى الصحافة وشبكات التواصل الاجتماعى. اما الانتخابات فانها جهينة التي سوف تقطع قول كل خطيب. والمعروف عن الأنظمة الديمقراطية انها تعتمد على نظام الرقابة الإدارية لكى تضبط اى تجاوز او مخالفة ادراية. إضافة الى ذلك فان الحكومة مساءلة امام البرلمان والذى يستطيع ان يسحب منها الثقة. وأخيرا فان اى مواطن متضرر يمكنه ان يلجأ الى القضاء شاكيا المسؤول المعين او الإدارة التي تضرر منها. وتجدر الإشارة هنا الى ان الأنظمة التي تلتزم بالنهج الديمقراطى الحقيقى لا تعاقب الشخص الذى يدق ناقوس الخطر لافتا الأنظار الى ممارسات تضر بالصالح العام

ان الرقابة باشكالها المختلفة تعتنى كذلك بالاثار الكلية لمشاريع الحكومة وقراراتها. فاذا خططت الحكومة لمشروع لتوليد الكهرباء واتضح فيما بعد بان العائد من المشروع سوف لن يغطى التكلفة الكلية مثل تكلفة الوقود والعمالة وغيرها, فان الحكومة ستدفع من جيبها لسد العجز. لذلك فان المشروع يعد مشروعا غير فعال لان اثاره السلبية هى اكثر من الإيجابية. وفي ظل الحكومة السودانية السابقة كان هنالك عدد كبير من المشاريع غير الفعالة

كثيرا ما يشتكى الناس او يحتجون او يعترضون على بناء سجن او فندق على ارض زراعية او على إعطاء الحكومة موافقة ضمنية او صريحة للشركات الصناعية والتجارية بان ترمى بنفاياتها او تدلق مياه الصرف الصحى على مجارى الانهار وقنوات الرى. هذه السلوكيات تفتح الباب امام أسئلة مشروعة حول جدوى التنمية او الخدمات التي تؤدى الى تدمير الاراضى الزراعية وتتسبب في اهلاك الأشجار والاحياء المائية والبرية وتؤدى الى إصابة الناس بالامراض وموت بعضهم. واذا افترضنا ان تلك القرارت كانت قد اثمرت في وقتها فانها على المدى البعيد لن تستطيع ان تحفاظ على استدامة البيئة النظيفة المعافاة ولا على الحياة البرية او المائية او صحة الانسان والحيوان. ان نظام الرئيس المخلوع البشير كان افضل مثال للأنظمة التي لم تعر ابدا اى اهتمام لمستقبل المواطن او ارضه او ثروته او بيئته او صحته

لقد كان نظم الرئيس المخلوع البشير يعتمد اعتمادا مباشرا على الفساد لكى يجعل النافذين يزدادون غنى ويكسب بذلك المؤيدين ذوى النفوس الضعيفة والمواهب الفقيرة, لذلك فقد رفض المانحين والدائنين ان يقدموا له المساعدات والقروض بما فيهم البنك الدولى. والفساد يحدث بعدة طرق ووسائل منها نهب المال العام واستغلال النفوذ والمحسوبية والرشاوى وغسل الأموال وتجارة المخدرات والابتزاز والرقيق الأبيض وغيرها. والأنظمة التي تلتزم بالحكم الرشيد دائما تكون سباقة فتضع سياسات لمراقبة البنوك ومحاسبة المخالف منها وكذلك سياسات وبرامج وخطط لتتبع الأموال من منبعها الى مصبها حتى تقدر على رصد المخالفات وتقديم المخالفين الى العدالة. كذلك تتبع إجراءات ضبط الميزانيات واوجه الصرف من قبل الأجهزة المعنية, والتدقيق والتحرى عن أموال المسؤولين و ثراءهم غير المشروع وسلوكهم الادارى الذى يشتبه ان يكون مرتبطا ببؤر للفساد. ويجدر بالذكر ان الاقصاء المتعمد لفئة من فئات المجتمع او شريحة منه او مجموعة اثنية او ثقافية يعد نوعا من أنواع الفساد اذا استخدم لبذل هبة مادية او معنوية لفئة ما على حساب فئة أخرى



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اميرة
- ما هي المشاركة السياسية المطلوبة؟
- حتما عليك الرحيل
- من هم قادة تجمع المهنيين؟
- ما هى دوافع المترددين؟
- الانتفاضة تسير فى الاتجاه الصحيح
- ما لم تنجزه الانتفاضة حتى الان
- عوامل نجاح الانتفاضة السودانية
- بشريات
- التزمت الدينى فى السودان
- بعض صعوبات العمل الجماعى
- ليس للانسان الا ما سعى
- هل يمكن ان يسلب الانسان كرامته؟
- تساؤلات حول الهوية
- القناع
- الثريات الثلاثة
- سر الاسفندان ........ قصيدة جديدة
- حول الصراع المسلح فى السودان وافاق التسوية
- سالتنى ..... شعر
- السمندل …...... قصة قصيرة


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مهاجر - الديمقراطية والحكم الرشيد