أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نيرمين ماجد البورنو - الرّمَقُ الأَخيْر !!!














المزيد.....

الرّمَقُ الأَخيْر !!!


نيرمين ماجد البورنو

الحوار المتمدن-العدد: 6272 - 2019 / 6 / 26 - 16:46
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


د. نيرمين ماجد البورنو
ما بين الأمس واليوم حكاية زمن لم نحسب حسابها يوما في حياتنا؛ ربما بسبب ضغوط الحياة المستمرة أو بسبب الصراعات والحروب والظروف النفسية والمادية التي تعصف بنا وربما بسبب العادات والتقاليد البالية ؛ ولكننا نعيش على مبدأ يجعلنا دوما سعداء ؛ الا وهو أن الله حي لا يموت وانه كريم لا يرد أحد ؛ ورحيم لا يقتل أملاً ما زال ينبض فينا ؛ فحتى الرمق الأخير من عمرك حافظ على إنسانيتك وغادر الحياة وأنت نبيل, فكن نبيلاً بخصومتك وفارساً بأخلاقك لان في لحظات الوفاق لا يمكن معرفة النبلاء فالنبلاء يظهرون في الخصومات ؛ وعش على مبدأ الكرم والعطاء والتسامح ؛ فما أجمل أن تجعل طفلاً باكياً يضحك ؛ ربما بقطعة من خبزك قد تشبع فقيرا ؛ وبابتسامة دافئة حنونة وطبطبة على كتفه قد تعطيه أملا ؛ فعندما تحل مصيبة وبلاء يقرنها الله برحمه الصبر من عنده فحتى هذه السلوى كلها عبارات محفوظه ومحفورة في عقولنا وقلوبنا ترددها أرواحنا ايمانا ويقينا فطرة من عند الله ؛ فكن نبيلاً في المواقف التي لا يراها أحد ولا يعلم عنها الناس شيء؛ وأرض بما قسمه الله لك ولا تحزن اذا ما كنت غير مرتبط ففي الكيمياء يسمي العنصر الغير مرتبط عنصراً ؛ وكن صادقاً حتى وهم يمارسون معك الكذب ؛ وكن متسامحا حتى لو تألمت من أخطاهم؛ ومبتسما حتى لو تكالبت عليك الظروف لأننا ما نحتاجه حقا عند كل ألم وحزن وفقد ووجع هو الإحسان وفقط الإحسان ؛ فأن تعلمني كيف أتخطاه وكيف أجد سبيلا للخروج منه خيرا وأعظم عند الله من أن تتلو على كل أحاديث المواساة وعبارات التشجيع التي تستفز ذاك الثبات ؛ولا تسمعني عبارات الشفقة والأسطوانة المعتادة " الحياة صعبة , حال الدنيا ؛ هونها بتهون"؛ قويني وعلمني وخذ بيدي لكي أواجه أي مصيبة وكيف أسترد عافيتي وأحافظ عليها وكيف أكون إنسانا فاعل وناجح وكيف أعود ان ضللت الطريق؛ فلا تعلمني كيف امتطي الخيل كفارس بل علمني كيف لا أقع عنه كنبيل فليس مهماً أن تكون نبيلا بعطاءك بل كن راقياً بإحساسك ؛ وكن نموذجاً رائعاً تتباهي به الأمم في العطاء والانسانية ؛ فما أجمل أن تكون من الشخصيات النادرة الجميلة طيبة الشمائل و التي وان مر ذكر اسمها تذكر بالخير فلا تنسي ؛ تعطي حتى الرمق الأخير من حياتها , وكن قويا فالحياة تميت الضعيف قهراً ؛ وكن في حياة الاخرين كحبات السكر حتى وإن اختفيت تركت طعما حلواً ؛ لان أرقي المشاعر الانسانية الحب وأجملها العطاء بلا حدود وأعظمها جبر الخواطر ؛ عِش دائماً راقيا معطاءً جابراً للخواطر؛ ما أجمل إحساسك أنتَ وقد ساهمت ولو بالقليل في نجاح إنسان, في فرحة كونيّة, في ابتسامة من دواخل الروح, في ضحكة تعالت من أعماق القلب لهو شعور رائع لا تضاهيه ثروات وكنوز العالم..
لذلك كن راقياً بفكرك بتعاملك بأخلاقك بخطابك بسلوكك بقلمك بكل ما تخط وتكتب؛ وفي تغريداتك ونقاشاتك فأنت تخبر المغردين من حولك أنك تلقيت تربية عظيمة دون أن تتكلم ؛ ولأنك بذلك ستجذب قلوب الناس حتى وإن كانوا لا يعرفون عنك شيئا فاذا راقت العقول بأفكارها طابت الألسن بأحاديثها ؛ ولأنك ستقدم صورة مصغرة للبيئة التي ترعرعت فيها فأحرص كل الحرص على أن تعكس صورة رائعة ندية لمن تعبوا من أجلك ؛ فلقد صدق القول حينما قال تكلم لكي أراك وسافر معي حتى أتعرف عليك وصافحني حتى أعرف حجمي لديك ؛ فاذا قابلت وتعرفت على لئيم فكن أنت مصدر أخلاق وساهم في تربيته ؛ وإن قابلت راقيا فتعلم الرقي منه وارتق؛ لأن الأسلوب ذوق وتربية قبل أن يكون مجرد كلام يقال هنا وهناك , فمن كان أسلوبه راقيا أدركت أخلاقه قبل أن تعرفه.
يجب علينا إذن أن نتعلم فنون العيش وقواعده وأن نعلم أسس لعبة الحياة المتمثّلة في حياكة نسيج علائقيّ نظيف نقي من كل الشوائب؛ أن نحيا بقلب صادق ناصع نقي منفتح متقبل ومحترم للأخر يفرح بنجاح الاخرين ولا يفرض القطيعة والبغض ويؤمن بأن الاختلاف رحمة والعطاء نبل؛ ويعلم بأن البسمة والكلمة الطيبة صدقة وان الرقة واللين والحب حياة ؛ وأن أمسح الدمعة عن وجوه الأطفال اليتامى والأرامل والمستضعفين بلين ؛ وان أربت على كتف الفقير والمحتاج بضحكه سواء بقراءة حكاية رواية بصدقة ؛ وأن الكره هو إفساد ودمار لكل ما هو إنساني وأن الشماتة والحقد يوقعان بصاحبهما وأن السماحة والإيثار فضيلة ؛ فعيشوا بسلام روحي ؛ وبقلب طفل نقي معطاءين للخير حتى وإن كان مقدار حبة رمل وعيشوا للبذل والعطاء ؛ عيشوا للحب وبالحب لان الحب ثقافة عقل ونبض روح ؛ وعيشوا بسلام وأمان وتنفسوا الصباح دون هموم الأمس وعيشوا المساء دون القلق من الغد وتمسك بحلمك وأدعو ربك وانطلق بعزيمتك ولا تخف ولا تتردد وأبدأ من جديد خطوة نحو النجاح بأيمان وصبر وتحدي ولا تجعلوا همومكم وجل تفكيركم فيمن يبقي ومن يرحل ومن يحب ومن يكره ؛ عيشوا الحياة حب كل ساعة تمر هي من عمركم فلا تضيعوها في التفكير في من لا يستحق ؛ فقط ابتسموا من جديد وأحرصوا على نقاء نواياكم وصدق ضمائركم مهما اشتدت الجروح والصدمات ستشرق أرواحكم لأنكم الأجمل والأروع حتى الرمق الأخير...



#نيرمين_ماجد_البورنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام الذهني !!!
- كن محسناً وإن لم تلقى إحساناً !!!
- السند الوحيد !!!
- أشباهك الأربعون
- شماعة -الدنيا تغيرت- !!!
- كبرت وتعلمت !!!


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - نيرمين ماجد البورنو - الرّمَقُ الأَخيْر !!!