أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نيرمين ماجد البورنو - كن محسناً وإن لم تلقى إحساناً !!!














المزيد.....

كن محسناً وإن لم تلقى إحساناً !!!


نيرمين ماجد البورنو

الحوار المتمدن-العدد: 6260 - 2019 / 6 / 14 - 17:52
المحور: الادب والفن
    


د. نيرمين ماجد البورنو
لن ينسى الله خيراً قدمته , ولا عينا كادت أن تبكي فأسعدتها ولا خيرا قدمته ؛ عش حياتك على مبدأ كُن محسناً حتى وإن لم تلق إحساناً؛ لأن الله يحب المحُسنين؛ وكن صاحب فكر وأيقونة عطاء ؛ فقط كن إنسانا تسلم ؛ فربما تكون إنسان بسيط أميّ لا تمتلك مواهب وإنجازات وشهاداتك عليا لكنك لم تقتلع شجرة واحدة ولم تؤذي أحد من البشر ؛ ولم تعتدي على ممتلكات غيرك ولم تسرق ولم تكذب ولم تخدع ؛ وربما لا تملك المال الكافي لقوت يومك لكنك بشوش متفاءل لا تجزع ؛ وربما لا تمتلك مال لتؤسس مأوي لقطط وكلاب ضالة في الشوارع لكنك لم تؤذيهم يوما ؛ وربما لم تمتلك مال لتقدم لوالدتك سيارة فاخرة في يوم الأم ولكنك باراً بها عطوفا كريما ؛ وربما تحاكي نفسك يوما لماذا لا أملك مواهب ولا إنجازات لدي ؛ فهل أنا ضائع حقا !!! ولكن ما يسعدك ويخفف عنك تفكيرك عندما تقارن نفسك بغيرك بأنك تملك ضمير حي ما زال متيقظا في عالم غطت ضمائره في سبات عميق ؛ يجب علينا أن نحارب ضمائرنا قبل أن نحارب الاخرين ؛ إذن كن محسناً فيما بقي فلربما تجزى عن الإحسان بالإحسان ؛ لأنه إذا ارتاح الضمير ارتفع المقام ؛ فلقد قال الشاعر : أحسن الى الناس تستعبد قلوبهم ... فطالما استعبد الانسان إحسان؛ فمالك من سبيل الا أن تعفو وتصفح عما أخذ لك حق وسلبه منك عنوة أو بخديعة ؛ ومالك من سبيل الا أن تكلهم الي ضمائرهم , لأن الحياة لا تطول بهم ؛ فالحياة ممر قصير مهما ظن ان له عمر مديد ؛ فعاند وتجمل بخلقك وأحسن الي نفسك ولا تلومها فتحرمها من العطاء فالدنيا اخرها شقاء ومرها صغار فأنت لست بحاجة الي شعلة من لوع أحزان ومحاربة النفوس اللئام وقتل السلام والأمان الذي في داخلك وانتظار بزوغ شمس الصباح بعد أداء الفلاح بعد الأصباح ؛ فما عليك سوى أن تتأمل وجهك في المرآة كل صباح وأمعن النظر في تقاسيم وجهك وأحمد الله على نعمة وكرمه فهل رأيت أحد من الظالمين عاش حياته سعيدا بلا كدر أو مرض أو باكيا محزونا لفقد ...
هناك صور عديدة للإحسان في حياتنا فلو تمعنا النظر في جمال الكون وتعدد الألوان وجمال الاحسان في الخلق , فأداء الصلاة عبادة ولكن احسانك أدائها خلق ؛ والاحسان بالوالدين عبادة لان خلق الاحسان ليست محدودة وليس لها نهاية ؛ والاحسان في التحية فحتي عند التحية انت مطالب بالإحسان فاذا مد يده فمدها أنت ايضا وإذا ابتسم فرد له ابتسامة أوسع ؛ والاحسان في الجدال فاذا ابدي صديقك لي رأي مخالف فبماذا سترد عليه ؟؟؟ فكيف ستكون محسنا هنا ؟؟؟ فبإمكانك أن ترد بكلام جميل كأن اقول عندي رأي اخر ؛ أريد أن أقوله لك فأسرد رأيك بكل صراحة وبلا تجريح ؛ والاحسان مع الحيوان فلنتعلم الرفق بالحيوان من النبي عليه الصلاة والسلام فلقد جاء في الحديث الذى رواه الإمام مسلم في مسنده
( أنه بينما رجل قد أضجع شاته ـ أي أنامها لكي يذبحها ـ ثم أخذ شفرته يحدها ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أتريد أن تميتها مرتين ؟ فقال : وكيف ذلك ؟ قال : هل حددتَ شفرتك ، ثم أضجعتها ؟ ) أليس عظيما هذا الدين الذي طبّق في كل أمور حياتنا وعلمنا الإحسان في كل شيءٍ ؛ والاحسان في المهنة ؛ فالإحسان إذن صورة عديدة ومتنوعة فلنكن محسنين ما حيينا ولنكن قدوة يحتذي بها بالعطاء والإحسان والرحمة والإنسانية والضمير الحي .
اعتن بنفسك واحمها، ودللها ولا تعطي الأحداث أكثر مما تستحق ؛ سيسيئ اليك بعضهم فلا تبغضهم بل اشفق على أخطائهم وانظر لهم كمساكين يحتاجون لعلاج وكنت أنت دواءهم بتسامحك وعفوك ؛وستقابل ممن تحسن اليهم فلا تجد منهم الا الاساءة ونكران الجميل ، فلا تغضب ولا تتغير ليست المشكلة فيك بل فيهم ، استمر كما أنت نهر عطاء لا ينضب وطاقة بذل لكل البشر؛ فقط كن انسانا؛ عش مع البسطاء والمهمشين والفقراء فانهم سيتعاملون معك بفطرتهم البريئة النقية وعقولهم البسيطة وانت تحتاج كثيرا لهذا ليتزن بناءك الانساني ؛ واستمع لآراء متوسطي العلم والفكر فقد يكونون أصحاب بصيرة مشرقة تخرج منها أروع حقيقة. وحاول أن تنام كل يوم راضيا عن نفسك حتي تهدا نفسك ويهنأ بالك الانساني ما زال في العمر بقية طالما انك لا تتوقف ؛ وطالما ما زال قلبك ينبض .
كن أصفر أسود، كن أبيض...كن مختلفا كن مشابها كن كل شيء ؛ أي شيء بل لا شيء حتى ؛ فقط لا تنسي أنك إنسان؛ كن مغربيا، كن سنغاليا، كن أمريكيا ؛ كن وكن كائنا ما تكون وأعلم أن الحدود لا تضعف الإنسان ؛ كن صانعا وعامل نظافة و مبدعا و مفكرا ومعلما ؛ كن منفتحا، كن منغلقا، كن متزمتا... فقط لا تنسي أنك إنسان ؛ وأعلم وقبل كل هذا أنك ولدت لتكون إنسانا فكن ذاك الإنسان الرحيم المحسن الكريم ؛ فما أكثر البشر و ما أقل الإنسان فكن إنسانا أو مت وأنت تحاول...



#نيرمين_ماجد_البورنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السند الوحيد !!!
- أشباهك الأربعون
- شماعة -الدنيا تغيرت- !!!
- كبرت وتعلمت !!!


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نيرمين ماجد البورنو - كن محسناً وإن لم تلقى إحساناً !!!