أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - قراءة في قصيدة -غرامُ الأفاعي- للشاعرة التونسية المتألقة هادية آمنة














المزيد.....

قراءة في قصيدة -غرامُ الأفاعي- للشاعرة التونسية المتألقة هادية آمنة


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6267 - 2019 / 6 / 21 - 23:02
المحور: الادب والفن
    


أفْعى قرطاجنيّة أكون
أتلوى أتمطّى
وأندسُّ في سكون
بين ذراعيك العتيّة
ابتسمت وقلت
” صارت هديّة”
أتلاعبُ فأنسيك وعن كلّ العالم أُلهيك
تتخدّرُ بِعطُوري
ساحرة أجتذبُكَ بطِيبِ بَخُوري
الكَونُ طلسمٌ ترَاه لا تَدْري كُنْهَهُ و لا تفهمُ مدَاه
بينَ شُموع الهَوى
أجعلُكَ تدُور
أُسكِركَ خمرًا عتيقةً من أبْعَدِ العُصور
تعيشُ ألف ليلة في ليلة
أجعلكَ شهريار
ترى النُّجومَ في وضح النّهار
انسحَبت الأفعى
بين الأطلال
طيفٌ كانت في عالم الأحلام …
هذه القصيدة للشاعرة التونسية المبدعة هادية آمنة،التي تكتب بقلبها وعواطفها وأحاسيسها الجياشة،وتحلق في فضاء عالية جميلة،وتسافر بنا الى القمر والنجوم والغيوم والحب والغرام،حيث الجمال وصفاء الذهن والدفء الانساني،فنحس بنصها كأنه عقد ماس أو ورد يعبق بشذى ياسمين الصباح القرطاجني .
هادية آمنة تتوجه بشعرها الى الجمهور ،فتعتمد الصورة البسيطة غير المعقدة ،التي تمس شغاف القلب وتلامس الوجدان.وما يميز كنابتها هو الصدق والعاطفة .
قصيدتها رومانسية وحديثة في شكلها وتموجاتها،وقريبة في طابعها واسلوبها الى الرومانسية والرومانتيكية ،وتجتمع فيها الصور والايحاءات الشعرية الخلابة والاستعارات الجديدة فضلا عن التكثيف والترميز(غرام الأفاعي نموذجا)
وهي بشكل عام قصيدة جميلة عذبة شجية وموسيقية ،اسلوبها رشيق وجذاب،وهي رنانة وساحرة وسلسة في تعابيرها واسلوبها الممتنع،وانسيابها اللفظي الايقاعي،وتصل بسرعة الى أعماق الروح ،تسكر القلب،وتدخل الدفء اليه بمعانيها والفاظها الرقيقة وموسيقاها الاخاذة .
إنها قصيدة وجدانية واضحة وصادقة مترعة بالاحاسيس والمشاعر،نابعة من أعماق الفؤاد بشكل عفوي وتلقائي،وهذا هو الشعر الحقيقي الصادق الخارج من سويداء القلب الى القلب وأعماق القارىء والمتلقي،يؤثر فيه ،ويترك انطباعاً خاصاً ،وهكذا هي هادية في كل قصائدها الوجدانية الانسانية الرومانسية الحالمة المموسقة الطافحة بالعذوبة والرقة والسحر والجمال اللفظي .

هادية آمنة شاعرة تونسية هادئة متميزة،استطاعت ببراعة واقتدارأن تغزو عالم الشعر من أوسع أبوابه ،مشاعر عالية ،وخواطر وجدانية ،ونصوص نثرية تستحق الاشادة والقراءة المتكررة ،والتفحص الدقيق لما وراء الكلمات والجمل والجماليات المبثوثة في قلب هذا الشعر الوجداني التأملي الناعم،الذي يتجاوز الصنعة الشعرية ليصل الى ذروة الصدق العاطفي،لولا أنها عاشقة فريدة ،وشاعرة جديرة بالشعر .

قصيدة هادية آمنة“غرام الأفاعي”هي حالة فريدة في العشق والانتماء والشوق..،حالة شعرية انسانية تبلغ أقصى درجات الجمال والروعة ،وتظل علامة فارقة في الشعر التونسي من حيث الجودة والسبك وقوة الالفاظ وما تحويه من حب وعشق وشجن ودفء احسا،وبراعة وصف وتصوير،وصور بلاغية ،وهي تعرف كيف ترص الكلمات الى بعضها بتناسق أخاذ والتئام مرهف .

وكأني بقصيدة الشاعرة الفلسطينية الراحلة فدوى طوقان ” الشاعرة والفراشة ” كتبت عن هادية آمنة ولها ،كيف لا وهي التي قالت :

هناك فوق الربوة العالية

هناك في الاصايل الساجية

فتاة احلام خالية

تسبح في اجوائها النائية

الصمت والظل وأفكارها

رفاقها ، والسرحة الحانية

حياتها قصيدة فذة

منبعها الحس ونيرانه

وحلم محير تائه

من قلق اللهجة ألوانه ..

حياتها بحر نأى غوره

وان بدت للعين شطآنه

رنت فتاة الشعر مأخوذة

بصور الطبيعة الخالية

والأفق الغربي تطفو به

ألوانه الوردية اللاهبة

كأنه أرض خرافية

هوت اليها شمسه الغاربة

ودت وفيها لهف كاسح

لو تأخذ الكون الى صدرها

تحضنه وتشبع الروح من

آياته الكبرى ومن سحرها

تعانق الأرض .. تضم السنا

تقبل الغيوم في سيرها

اليست الشاعرة الفراشة هي هادية آمنة الشاعرة التونسية المحلقة بكلماتها في الآقاصي..!!!
هي ذي الشاعرة هادية آمنة كما عرفتها تكتب الشعر بانفاس حارة واسئلة عميقة عن ماهية الجسد والروح..طفلة مصلوبة على حافة الشوق تشتعل كشعاع الشمس في خمرة البحر تبوح في الحب رغم الغلاف التابوي المسلط على عناق الحب بسيف الخطيئة والقبيلة ..نعم نص حار بلغته وبأسئلته الكبرى والحزينة وحرف حفيف ومشتعل كاشعة الشمس .. لغة متقنة وبلاغة صاخبة تزف الهوى على اجنحة الغمام تكتب بضوء القمر ما تعثر من وجد في طوق اليمام وتغزل من سنابل وطنها(تونس) ومن هذا السكون قصائد عشق صامتة رغم بوحها في اوردة الروح فيسيل الحبر الاحمر على قراطيس العشق المباح في الخطى السماوية ويحكي للعابثين بالحب وللراقصين على الجمر بان العشق كذب ان لم أمن بمن سواك هي لا تريد ان تدفن هذا الحب في طين الجاهلية في التوابيت فهي لا تخجل من ضوء الشمس وتغزل الفجر لحنا وتطرز المغيب وردا الف تحية لسيدة الشهب وشرفة الفجر..

أخيراً،تحية اليك شاعرتنا المتميزة-هادية آمنة-المحلقة في سماء القصيدة ،من ربى قرطاج،ودمت بعطائك ورقيك وألقك الشعري .



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تقيم المبدعة الألمعية التونسية هادية آمنة.. على تخوم الإ ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس بلدية تطاوين.. المثقف أوّل من يق ...
- عمر عبد القادر المستشار البلدي ببلدية تطاوين بالجنوب الشرقي ...
- أين نحن من تحديات الألفية الثالثة في ظل تهميش،إقصاء واستئجار ...
- أزمة المثقف العربي: كاتب هذه السطور نموذجا
- ..حتى لا ننسى الزعيم التاريخي للثورة الفلسطينية المجيدة الشه ...
- على هامش المشهد الديمقراطي التونسي:سيذهب في الأخير الخطاب ال ...
- هل آن الآوان للقطع مع شتاء الخمول العربي!؟
- حتى لا يهرول – البعض منا – خلف التطبيع مع الكيان الصهيوني
- كيف واجهت قطر بإرادة فذّة الحصار الغاشم وانتصرت عليه..؟
- حين يشدّد القطريون على أنّ سيادتهم ستظل خطا أحمر
- حصار قطر-جريمة أخلاقية في عصر كنا نظن أننا نؤسس فيه لوحدة عر ...
- المثقف بتونس..بين جهد وزير الشؤون الثقافية لتخليصه من عقال ا ...
- قم من سباتك يا -صلاح الدين-فقد نالت منا المواجع في نخاع العظ ...
- الكاتب الصحفي الدولي يثمّن رجالا ما هادنوا الدهر يوما بالقول ...
- رجل الأعمال والروائي التونسي المبدع المحسن بن هنية: للحوار ا ...
- محاسن التقوى،الورع والزكاة..وفوائد الصوم في شهر العبادات:رمض ...
- نشيج..في هدأة الليل
- باقة نرجس..وتحايا مفعمة بالإجلال والإكبار والتقدير إلى رجل ا ...
- تحية إجلال وإكبار ..إلى رجال أمن ما هادنوا الدهر يوما ولا حا ...


المزيد.....




- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - قراءة في قصيدة -غرامُ الأفاعي- للشاعرة التونسية المتألقة هادية آمنة