أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - الشاعر احمد علي السالم أبو كوثر.. والهيام في الموصل الحدباء














المزيد.....

الشاعر احمد علي السالم أبو كوثر.. والهيام في الموصل الحدباء


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 6266 - 2019 / 6 / 20 - 17:38
المحور: الادب والفن
    



ظلت الموصل على الدوام حاضرة في اذهان من عاشوا تفاصيل بيئتها الثرية، تحضرا، ورقيا، وحسا مرهفا.. فتغنوا بأمجادها.

ولعل لتموضعها المكاني على ضفاف دجلة الخالد،قبالة ربوة البوسيف بالتواءاتها المتهدجة،في توأمية عجيبة مع شطآن النهر الساحرة، وطقسها الخلاب، ذي الرببعين ،أثرا بالغا، في تثوير إبداعات،وشحن مشاعر ابنائها من الشعراء والأدباء، بإرهاصات الرقة،والإبداع، وانثيالات فيوضات انتمائهم للمكان، والبيئة،والإنسان معا.

على أن غابات الغرب، وأحراش الطرفا،وأسراب النوارس، ربما شكلت هي الأخرى بامتدادها الطبيعي على ضفتي النهر الازلي، المنساب من جوانح الموصل حتى اطراف ديرة جنوب الموصل، بتماثل يرتقي الى درجة التطابق، آصرة تواصل مكاني وجداني، فكانت بتلك الشواخص الساحرة، مصدر إيحاء غني لمشاعر الشعراء الجياشة،التي تفاعلت مع عناصر هذا الفضاء المفتوح، بتناسل صور جميلة، من الغزل العذري بتلك الميساء الممشوقة.

والشاعر المبدع.. احمد علي السالم.. ابوكوثر..كعنصر حي من عناصر كائنات تلك البيئة، ببعدها الريفي من أطراف جنوب الموصل، المتعاشق عضويا مع بعدها الحضري،قد تفاعل ابداعيا مع مشهد حركة ذلك الحال،ما جعل عشقه للموصل الحدباء ايقونة حب أزلي، استقرت في صلب عملية التشكل الشعري لتجلياته الوجدانية،التي تجسدت في نظم قصيدته الرائعة (سينية الحدباء)،لتعكس اندماجه، وتماهيه العاطفي، مع كائنات بيئته الموحية له، ريفا، ومدينة ،وتوازيه الروحي مع مجسمات المكان، التي تفوح بصدق انتماء الشاعر لموصله الحبيبة، عندما يقول: 


وفي عيوني ترى الحدباء شاخصـة    ام الرمــاح وعهــدي ناسـها ناســي

حورية الجيد في سـيمائها حــــدب      كأنـــها مــلك يـرنــو لـجــلاســــي

غفت على النهر واهتزت جوانبها      بالورد والكرم والصفصاف والاس

ام الربيعين مــا ابهــى مــرابعــها      ومــــا ارق هـــواها والـهوى قاسي

ويبدو انه عندما اراد استحضار الماضي كنوع من الحنين الى مرموزاته الموصلية، يوم كان يسكنها للدراسة ،فذلك لأنه لا يريد لماضيه أن يغادر عالم حاضره، لاسيما وان ماضيه الجميل قد سكن الذاكرة،واستطاب الإقامة الدائمة في دهاليزها العميقة، فاستحال عليه الإفلات منها،حتى مع حقيقة يقينه بأن الماضي بهيئته التي يحن اليها لن يعود، فهو مثل ماء نهر دجلتها المنساب مع مجراه الازلي، لا يرجع اليها بعد ان غادر الى اطرافها باتجاه المصب، الى حيث لا رجعة،بعد ان تزاحمت خيالاته بالخواطر الموجعة : 

وهمت واحتشد الماضي بـذاكرتــي      وزاحمـتني خيالاتـي وأحـداسـي

وعاد بي خاطري والقلب يوجعنـي      الى عهود الصبا والراح والكاس

ولا جرم ان استغراق الشاعر احمد علي السالم،في الماضي بهذه الارتجاعية التلقائية،يضمر رغبته الصريحة لتعويض حاضره المقفر بانزياحه المكاني بمرور الزمن عن فضاء لوحة المدينة الجميلة،والتشبث بالماضي كحلم وردي يتطلع اليه،حتى ولو جاء بصيغة استذكار عاطفي ،مع يقينه بصعوبة الوصول اليه. لكن حبه للموصل الحدباء يظل متلبسا ذاته الوجدانية،حيث نتلمس ذلك بوضوح في قوله :

يميل قلبي لها والروح تعشقها     ممشوقة القد مثل الغصن مياس

اميرة كالزلال العذب صافية       كأنـها درة في كــف غطـــاس

انها إلفة عجيبة بين الشاعر احمد علي السالم،ومحبوبته الموصل الحدباء،التي يميل اليها دوما قلبه،وتعشقها ابدا روحه،فلا ينفك يتغنى ببهائها في مجالس الدواوين،وفي المقابسات الشعرية التي تجري عادة في المناسبات العامة في ربوع ديرته جنوب الموصل. ولعلها ظاهرة اجتماعية ثقافية،تستحق التأمل،وتسليط الضوء عليها من قبل المهتمين بالأدب، والثقافة، والتراث،من الباحثين، والأكاديميين، والكتاب، وغيرهم .



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديب إبراهيم المحجوب..موهبة متوقدة وحس مرهف
- الشاعر أبو يعرب.. يسح دمعا رثاءا وثناءا
- المرأة نصف المجتمع.. واذن فالحياة ليست رجلاً فقط
- تقنية متمركزة النشأة أفقية الإستخدام
- عباس حمدان خلف .. بين الحب والحنين والشقاء والأنين
- أسعار سوق النفط دالة في أكثر من متغير
- الشاعر أبو يعرب.. جدلية الرثاء والاطراء في مرثية آل زويد
- يضيق فيك المدى.. وتراتيل وجع الشاعر حسين اليوسف الزويد
- الجولان محتلة نعم.. ولكنها أرض عربية سورية
- العراق وصناعة النفط والغاز.. كتاب مرجعي قيم يستحق التنويه
- تيسير القرآن للذكر
- دور الإشراف التربوي في النهوض بالعملية التعليمية
- القهوة العربية في الموروث الشعبي.. تقاليد التقديم وآداب التن ...
- التأويلية الحداثية للقرآن الكريم.. بين معيارية المعرفة الإسل ...
- الشاعر أبو يعرب.. طاقة إبداعية متوقدة
- الكاتب ابراهيم المحجوب.. ومنهجية القص الواقعي في طريق الهلاك ...
- حول استحضار متطلبات النهوض المعاصر وصنع الحاضر
- ترشيد استخدام الأطفال والصبيان للأجهزة الرقمية الذكية
- عصرنة جارفة ومتمركزة
- العلم اللدني.. بين الحقيقة القرآنية والأسطرة المضللة


المزيد.....




- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف عبوش - الشاعر احمد علي السالم أبو كوثر.. والهيام في الموصل الحدباء