أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - القهوة العربية في الموروث الشعبي.. تقاليد التقديم وآداب التناول














المزيد.....

القهوة العربية في الموروث الشعبي.. تقاليد التقديم وآداب التناول


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 6165 - 2019 / 3 / 6 - 10:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


احتلت القهوة في موروثنا الشعبي، مكانة رمزية رفيعة، باعتبارها دليلا حسيا مباشراً على كرم الضيافة. وكان لطريقة إعدادها، وأسلوب تقديمها للضيوف، وأدب تناول الفنجان، تقاليد عريقة، ظلت راسخة، وقائمة إلى اليوم.

فعند تقديم القهوة، ينبغي أن تقدم  أولاً للضيف في صدر المجلس، على قاعدة (القهوة خص والشاي كص)، حيث يتم تجاوز الجميع، وصب القهوة للضيف أولاً. وتصب القهوة بعد ذلك للضيوف، من اليمين إلى اليسار. ولا يجوز لشارب القهوة مناولة الفنجان لجليسه،كما جرت عليه العادة في الماء، لأن الفنجان مخصوص له بالذات.

وفي تقاليد تقديم الفنجال، فإنه ينبغي ان يقدم للضيف باليد اليمنى من  قبل الكهوجي، وأن يمسك الكهوجي دلة القهوة باليد اليسرى. وينبغي على الكهوجي عندما يشرع بتقديم القهوة للضيوف، أن يحدث صوتا خفيفا ، باصكاك الفناجين ببعضها البعض، او الفنجال بالدلة، لتنبيه الضيف، إذا ما كان سارحاً، أو متكئا، وأن لا يعطى الضيف الفنجال، اذا تناوله بيده اليسرى،أو بقي متكئا .

أما فيما يتعلق بالكمية التي تصب في الفنجال، فإن تقليد(صبة الحشمة) في الفنجال، يقضي أن تكون بكمية تصل إلى ثلث الفنجال، حيث إذا زادت الكمية المصبوبة عن ذلك القدر، فإن ذلك يعني أن الضيف غير مرحب به، وعليه أن يُغادر المجلس .

ويلاحظ أن لكل فنجان مشروب من القهوة اسما خاصاً به، وله دلالته،فأول فنجال يُقدّم، يشربه المضيف، يسمى( فنجال الهيف)، ليُثبت للضيف، أن القهوة سليمة، وخالية من أي سوء يؤذيه، من سم أو غيره. في حين ان ثاني فنجال هو الذي يشربه الضيف، ويسمى( فنجال الضيف)، دلالة على الكرم، والاحتفاء، بينما يسمى الفنجال الثالث الذي يشربه الضيف ( فنجال الكيف)، ويدل على ان الضيف يستمتع بطعم القهوة، ويأنس بالمجلس. اما الفنجال الرابع الذي يشربه الضيف، فيسمى( فنجال السيف)، دلالة على أن الضيف يقف مع مُضيفه في حال تعرض لأذى، أو اعتداء.

وأما عادة( هز الفنجال) باليد ، فهي اشارة من الضيف تعني الاكتفاء من شرب القهوة،في حين ان لم يهز الضيف الفنجال، فإن على الكهوجي أن يعاود صب القهوة للضيف .

 ومن التقاليد الأخرى، فإن( عدم شرب الفنجال من قبل الضيف، ووضعه بالأرض)، يعني أن الضيف لديه طلب من صاحب المضيف، وان الضيف لن يشرب الفنجال المصبوب له ، إلا بعد أن يجيب صاحب المضيف طلبه.

أما تقليد ترك الدلة في الديوان، ووضع الفنجان مقلوبا عليها، بين غطاء الدلة ومصبها،فإنه يعني أنه لا يوجد أحد في المضيف، وان على الضيف في مثل هذه الحالة، ان يقوم يصب القهوة بنفسه، ويشرب فنجاله، وان يغادر الديوان بعد ذلك.

وقد جرت العادة، أن لا تعاب القهوة علنا، مهما كانت. حيث ان ذلك يثير حفيظة المضيف باعتبار أن قهوته فيها خلل، أو تغير في طعمها، واعتادوا التعبير عن مثل تلك الحالة بقولهم (كهوتك صايبة). وقد جرت العادة أن يتم اخبار المضيف بالخلل بلطف، ومن دون أن يشعر بالكلام أحد، وذلك لما لمهارة إعداد القهوة من حساسية ،وبالتالي فإن على من عابها إثبات ذلك، وفي هذه الحالة فإن على المضيف ان يغير قهوته حالاً، ويستبدلها بقهوة جديدة . ولذلك جرت العادة أن يقدّم الماء قبل القهوة، لأنه لا يجوز طلب الماء بعد شرب القهوة مباشرة، إذ إن طلب الضيف الماء في مثل هذه الحالة، يعني أن القهوة غير جيدة.

وقد أعطوا الدلال المستخدمة في تحضير القهوة اسماءا محددة ، حيث ( الكمكم) هي الدلة الأكبر حجماً، والتي يتم غلي القهوة بها عند التلقيم، ويكون غطاءها مسطحا. أما( المصفاه) فهي الدلة المتوسطة الحجم، ويتم جمع بقايا القهوة فيها وتصفى بها القهوة، بينما( المصب) هي الدلة التي يصب فيها صافي القهوة من الدلة المصفاة، وتقدم بها القهوة للصب في الفنجال، وتقديمها للضيوف للشرب .



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأويلية الحداثية للقرآن الكريم.. بين معيارية المعرفة الإسل ...
- الشاعر أبو يعرب.. طاقة إبداعية متوقدة
- الكاتب ابراهيم المحجوب.. ومنهجية القص الواقعي في طريق الهلاك ...
- حول استحضار متطلبات النهوض المعاصر وصنع الحاضر
- ترشيد استخدام الأطفال والصبيان للأجهزة الرقمية الذكية
- عصرنة جارفة ومتمركزة
- العلم اللدني.. بين الحقيقة القرآنية والأسطرة المضللة
- الفتوى المعاصرة.. وتحديات إشكاليات التجديد
- حقائق الوجود بين العلم والقرآن
- رقمنة الثقافة.. مشاركة لا نسخ
- رقمنة الثقافة
- حركة قطار الزمن لا تتوقف
- الأدب الشعبي.. تحديات التلاشي ومتطلبات النهوض
- النفط من اقتصاد الريع إلى اقتصاد تفريخ البدائل
- المطالعة بين الكتاب الورقي والكتاب الرقمي
- طاقات إبداعية واعدة
- أبو كوثر أحمد علي السالم.. صورة إبداعية في معارضة نزار قباني
- المدرسة في ذاكرة جيل طلاب أيام زمان
- اللغة العربية.. وضرورة صيانتها بالفصحى من عجمة العامية
- اتخاذ القرار.. بين المهارة الفنية والنزعة الفطرية


المزيد.....




- شاهد كيف تدفقت مياه فيضانات إلى مقصورة مترو بنيويورك بعد أمط ...
- إسرائيل توسّع نفوذها في السويداء بدعوى-حماية الدروز-
- تقرير: تدمير الأراضي الرطبة يهدد العالم بخسائر تفوق 39 تريلي ...
- 5 أسئلة لفهم سبب الاشتباكات في السويداء
- الجزائر: البرلمان يناقش تعديل قانون مكافحة تبييض الأموال وتم ...
- شاهد.. أرسنال يخطف هدف الهلال السعودي ووست هام يضم موهبة سنغ ...
- 30 شهيدا في غزة وأزمة الوقود تهدد المستشفيات المتبقية
- كينيا تسهل تأشيرات الدخول لمعظم الدول الأفريقية والكاريبية
- كاميرا الجزيرة ترصد آثار اعتداءات المستوطنين على الممتلكات ا ...
- -ميتا- تطارد لصوص المحتوى في منصاتها


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نايف عبوش - القهوة العربية في الموروث الشعبي.. تقاليد التقديم وآداب التناول