أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - المشقوف...الاسود















المزيد.....

المشقوف...الاسود


عبد الغني سهاد

الحوار المتمدن-العدد: 6262 - 2019 / 6 / 16 - 15:02
المحور: الادب والفن
    


. .
المشقوف ..الاسود..



جاثم على الطاولة الدائرية ..يحدج طويﻻ ..في جهازه اﻻسود..(المشقوف )..تارة يضحك وهو يحك بيده اليمنى قنة راسه..ومرة يكشر كانه خنزير بري ينظر في الشاشة الصغيرة ويشتم ..يشتم ..يتناول سجارة ماركيز من عند رشيد باءع الديطاي تم يعود اطاولته..يتناول رشفة طويلة من كوب البن القاسح..ويواصل النظر في المشقوف اﻻسود...يسخر منه الناذل ..قائﻻ..:
واش مازال ما دخلتي المو دباس .. (القن السري )...
يرد عليه ...: عﻻش تتبدلوه كل 24 ساعة..اوﻻد الكلب.!!! خايفين من مخابرات السيا ..CIA. تلتقط مسنونكم...?
يعقب الناذل وهو يستهزء به..: نفذنا اوامر الباطرون ...؟واﻻ ماعجبك الحال ..اخوي علينا...تدفع ...7 دراهم ..وتتعصر فيها نهارو ما طال ....؟؟
وهو يعود الى عالمه اﻻسود ..اعني (المشقوف اﻻسود..) يغنغج على ملمسه....قال؛...(هاد المشقوف خاصو شي غسلة في الحمام ..)..
من جهة الكونتوار رد عليه افﻻطون احد زبناء المقهى... ( ..ماشي غير الحمام ..راه خاصو سوق الخردة..وما يسقصي فيه حتى واحد ..راه عامر ..بالفايروسات...راه معطوب....معطوووووب ...)
اخد يفكر في كﻻم افﻻطون هل صحيح بطء عمل المشقوف بسبب الفايروسات..ومن وراءها ..ايمكن ان تكون احﻻم ...نعم (احﻻم البورنو).. فهي كثيرا ما ترسل الي الفيديوهات البورنوغرافية المتوحشة ...ﻻبد ان الفايروسات مدسوسة في كل جوانب المشقوف ...لقد اصبح تقيﻻ..ممﻻ...تفوح حرارته...كحمار شيخ معتل توقف في نهاية العقبة ......جعل هجا المشقوف .الصلة بيني وبين العالم و اﻻخر تضيق باستمرار....لتصبح كالجب..واصبحت كالجرد فيه ...
(احﻻم البورنو ) صديقتي الحميمة....(مون امي انتيم )..تمنح لنفسها هدا اﻻسم المستعار .وﻻ اعرف هل هي ..رجل ام انثى .او من الجنس الثالث..هل هي او هو.من شمال شرق امريكا .. ومن اي بلد تراسلني ..تلك الرسائل ..اﻻلبكترونة التي تدوخني ﻻيام وايام .فهي تاتي من كل جهات الدنيا .....سواء على مواقع التواصل اﻻجتماعي ..او البريد اﻻليكتروني..(احﻻم البورنو )اعشقها اتخيلها جميلة حتى لو كانت طاعنة في السن كما خمن الناذل الحاسد ...ﻻيفصلني عنها .سوى بضعة انشات ..وسابدأ معها الشات ...الشات ..الى حزام الليل .... ..اجمل ما في الليل ان ترى احﻻم عارية...نعم عارية ..بمعنى صادقة معك..ﻻ تكذب ..حتى في اﻻمور الحياتية البسيطة ....هي ليست كمطلقتي التي كانت تشبعني شتما و ركﻻ..وكذبا..وﻻ تشبع من نقوذي ..احﻻم بنت دار كبيرة ﻻ تجوع ..وﻻ تطمع في نقوذك ....كﻻمها طيب ورطب ..وهي فقط عطشى للجنس ..وو ..هدا البورنو ..راه حتى هو علم وصناعة وفن وحتى تقافة ..كما قال دلك المعلم الذي يسمونه في المقهى افﻻطون ...نعم لست وحدي ..من يخضع لهدا المشقوف .. (الجهاز ).....واداعمت هانت ...
كل الناس خاضعة له ..اصبحت المشاقيف ضرورية في كل اﻻدارات ..وفي الفصول التعليمية ..اصبح المشقوف يحدد وجودنا اليومي ..انتبهوا اﻻن اني القي عليكم كﻻم افﻻطون ..فهو فيلسوف المقهى ..لكني انا وحدي اعده صعلوكها ..فهو ..!!!.لن احكم على كﻻمه واترك لكم الحكم عليه ..يقول ان خضوعنا للمشقوف (الجهاز) اصبح ضروريا وحتميا ..اصبح الجهار عنصر اساسي في تحديد وجودنا اليومي ..حياتنا في نظره هي عمل ..واستهﻻك ..وسياسة ..ووقت ثالث..وهو لم يقل وقت (حر)ﻻنه ﻻ يؤمن ب (الحرية ) ..وهو موضوع اخر ..ﻻيهمنا طبعا ﻻننا بصدد المشقوف ...المشقوف هدا بدل ان يحقق لنا السعادة ..فهو يحيطنا باجواء الظلم ..والقمع ..والكراهية ..والعدوانية ..واﻻحقاد..وكل اﻻشياء البعيدة عن اﻻحساسات اﻻنسانية الطيبة ..اﻻشياء البعيدة عن (التنوير )..جعلنا هدا المشقوف في موقع الدفاع عن النفس ..وفي زاوية المغلوبين على امرهم ..وبالتدريج ستصبح كل مسؤولياتنا مفوضة بالكامل ..لهدا المشقوف ..الى هنا لم يتمالك افﻻطون زمام نفسه المتجرجرة فوق اﻻلم والقلق ...فضرب بيده الطاولة ..فاهتز عليها مشقوفي ....
فصحت في الناذل ..: عيط لينا على الباطرون ...!!!
عاد افﻻطون الى الحديث عن المشقوف.. .. (بالتجريج ..وبالفن ..والمعاصرة ..والمسايرة ..بالمداهنة ..اخدت افقد استقﻻليتي ..بعد فقدي لحريتي ..ومسؤوليتتي..اﻻجتماعية ..والفكرية ..والخ ..هل انا محتل ..ام ماذا ..ما نوع اﻻحتﻻل الذي يستهدفني ...اهو اﻻحتﻻل الرقمي ..اﻻليكتروني ..التكنولوجي ..التزماتي العائلية دهبت سدى ..طلقت الزوجة وتخليت عن ابنتي الوحيدة (احﻻم )..لماذا كل من له بنت سماها (احﻻم)..رحلت ابنتي مع امها المطلقة الى بﻻد برا وتوزجت هنا...وتكتب لي ان زوج امها افضل من خلقا وخلقا اﻻﻻف السنوات .او المرات ...عبر المشقوف ابعت لها بصوري ..وفيديوياتي ..واوظبها..وانمقها بالفوطوشوب..واﻻيديتور..حتى ابقي اعجابها بها ..لكنها ﻻ تعلق على صوري الجميلة ..وكلما ارسلت لها صورة لي ترد قائلة ..هاي ..هاي..وﻻ افهم هده الهاي الهاي سواء بالتاويل اﻻستعماري ..او المحلي ..ﻻ يربطنا بالناس سوى اﻻسواق التجارية الكبرى ..السوبير ماركيت ..ففيها ﻻ تتكلم مع احد سوى صاحب الصندوق..فهو دائما لطيفا مع الزبناء ..يقول السﻻم عليكم في البداية والسﻻم عليكم في الختام ...ﻻ يربطنا مع بعضنا سوى اﻻستهﻻل ..اﻻستهﻻك ..والشاط ..حول مواضيع اعﻻمية تافهة ..والموت الثالث ..اي اوقات الفراغ التي اصبحت تطول ..ﻻبد انني اخلط هنا بيني وبين كﻻم افﻻطون ..على كل ﻻ اهتم بكﻻمه كثيرا ..ان استوعبت كﻻمه فلن تنام بصداع الراس ..ولدلك ﻻ استوعب كﻻمه ..كﻻمه غير مفهوم عندما يتناول( الجهاز) ..اي المشقوف ..لكني ﻻ زلت افكر في معالجته عند مختص اليكتروني..
احيانا اشعر به يتعاطف مع حالتي اﻻنسانية ..يمدني بسرعة بالصور الحميلة ﻻحﻻم وهي عارية ..من الكذب ..اي صادقة ..وباخبار البلد الذي هاحرت اليه مطلقتي مع ابنتي ..الجميلة (احﻻم )...في الطريق الى المقهى اتابطه..فاشعر بحرارته..وهو يفكر في حالتي المستغصية على الحل ..اليكترونيا ..اصادف امام المقهى عل. الدوام دلك الشاب الدي صادف ان فقد عقله في امتحان الباكالوريا..يفرش خرقة مربعة الشكل ..يقرفص التراب ..ينظر في اتجاه المقهى ....وكاﻻنسان المتمدن ..انحنى امامه واضعا بعض الدربهمات .على الخرقة..ينظر محدقا في وجهي ..يسبل رموشه اعترافا بالجميل ..
في المقهى تركت افﻻطون مصرا على عناده ﻻتمام خطابه .. (((..بهدا الجهاز (المشقوف) سنصل جميعا الى مستوى جديد من.... اﻻغتراب...واﻻستﻻب...والقلق...والوحدة..والكراهية ..وعدم اﻻحساس بالمسؤولية ...سنضيع.....ستضيق الدائرة علينا يوم بعد يوم بسبب هذا المشقوف..)))..تمكن افﻻطون من التحكم في يده ..فوضعها بهدوء على الطاولة ..جمع مشقوفه ..لوح لنا بيده و انصرف .. ....


عبد الغني سهاد



#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لابد من ان احكي..
- حكاية الفتى الزنديق..
- اهتزاز..
- فاتح ماي..بطعم الرماد...
- الحبل....
- حتى العصافير فاسدة..
- ليلة الصعود الى القمر....
- البحر لا يهدأ له مراس..
- كلاب الشاطئ....
- المبتلي..في سوق الذباب..!
- قرود الساحات....(ح.م.8)
- حلاقو الزمن الميت...
- المعلم في دولة من قش
- حكاية نصف رجل...
- عبور النهر...
- انحطاط..
- حكاية المدعو كلخ شلخ....
- ثورة علال الخراز..
- حماقات مراكش..(4)..
- الطاحونة..


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الغني سهاد - المشقوف...الاسود