أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سربست مصطفى رشيد اميدي - ما قصة الاحذية في البلد















المزيد.....

ما قصة الاحذية في البلد


سربست مصطفى رشيد اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 6251 - 2019 / 6 / 5 - 14:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما هي قصة الاحذية في البلد

عرف الانسان حماية جسمه من الحر والبرد والاحجار والاشواك بالاستفادة من النباتات وجلود الحيوانات وصوفها ووبرها في صناعة الملابس والاحذية بشكل بسيط ومباشر منذ قديم الزمان، ولايعرف بالتحديد تاريخ انتعال اول انسان لما يمكن ان نسميها بالحذاء. لكن ربط ذلك بالتطور الاقتصادي والحضاري للبشرية صائب وجاءت نتيجة تطور البشرية على مر العهود السحيقة ولحد الان، حيث انه على الرغم من الشبه الكبير بين الانسان وبعض انواع القردة، لكنها لم تهتد لحد الان لان تنتعل شيئا في ارجلها وحتى ايديها او تغطي جسمها لتحميه من الظروف الطبيعية القاسية، ولعل طبيعة حياة القردة لا تجعلها في حاجة الى الاحذية والملابس. بالمقابل نرى ان تدجين الخيل والبغال والحمير، جعل الانسان ولاجل الا تفطر كعوب وارجل هذه الحيوانات يفكر في عمل نوع من نعل حديدية تسمى باللغة الكردية (نال)، ومحترف مهنة شدها على ارجل تلك الحيوانات ب (نالبند). وقد كان للكرد احذية خاصة منذ القدم وبقيت لوقت قريب ربما بسبب الطوبوغرافيا الجبلية لمناطق سكناهم، وهي( كالك) و(ره شك) و(كاله ش)، حيث (الكالش) الهورامي المشهور لا زال الكثير يلبسونه لحد الان.
وللحذاء في تاريخ المنطقة قصص وطرائف جميلة ومشؤومة ايضا، فقصة حذاء (أبو قاسم الطنبوري) التاجر البغدادي معروفة في الادب العربي، وهي التي تشير الى البخل والشؤم. أما حكاية خفي (نعل) حنين فهي تشير الى السذاجة والخيبة (عاد بخفي حنين). وكانت (شجرة الدر) قد ماتت نتيجة الضرب ب (القباقيب) جمع (قبقاب) من قبل جواري زوجة (عز الدين أيبك) وهو زوجها السابق نتيجة قيامها بتدبير قتله قبل ذلك.
وفي زيارتي الوحيدة لمدينة دبي ولدى تجوالنا في متحفها الصغير الذي يبدو انه يجب على كل الوفود السياحية زيارته، لاحظت وجود صورة للشيخ (زايد بن سلطان) باني نهضة دولة الامارات العربية المتحدة تعود لاواسط الستينات وهو حافي القدمين، وقد علقت في مكان قريب منها شعار هو( بدأنا من الصحراء ووصلنا للفضاء) والذي كان قد اطلقه الامير (محمد بن راشد). واعتقد ان رمزية ربط الصورة مع الشعار يبين ان التطور الحضاري والعمراني الحاصل في دبي الان قد انطلق من الصحراء عندما كانوا اجداهم حفاة، ولم يتعالوا على ماضيهم بل يعرضونها في متاحفهم عكس سياسي الصدفة في العراق، حيث المعروف ان البدو سابقا كانوا حفاة الاقدام. هذه الصورة ذكرتني بلقاء اجريت مع الفنان (جواد سليم) من قبل مجلة اجنبية حول صورة له عبارة عن طفل حافي القدمين ويلبس بيجاما زرقاء مخططة من قماش (البازة) وبيده قطعة رقي ياكلها، حيث سألوه عن بساطة موضوع الصورة، فقد كان جوابه بانه من حق الصحفي ان يسال هذا السؤال لانهم لا يعرفون ان نصف ابناء الشعب العراقي يتغذون بالخبز مع الرقي. فالدول الخليجية ومنها دولة الامارات كانت في أية وضعية لدى تأسيسها وأين وصلت الان، والعراق أين كان في ذلك الحين وماذا حل به الان. ولعل سبب ذلك أن العرب يحيلون للحذاء معنا كبيرا ويعتبرونه سلاحا يستعمله البعض ضد مناوئيهم، فالكثيرون أعتبر توجيه (مرتضى الزيدي) لحذائه الى جورج بوش الرئيس الامريكي الاسبق في بغداد بمثابة صواريخ أرض– أرض أو كاتيوشا توجه نحو البيت الابيض وتنهي الصراع الابدي بين الشرق والغرب مرة واحدة. ناسين أو متناسين أن هذا الرئيس الامريكي هو الذي أسقط حكم طاغوت العراق كما كان يوصف حسب الادبيات الحزبية للاحزاب الاسلامية الشيعية، ولولاه لكان حفيد قصي صدام حسين يبقى يحكم العراق حسب حديث للسيد (عزالدين سليم) السياسي والمفكر الاسلامي الشيعي، وعندما كان لا يزال يعيش في أيران وقبل رجوعه للعراق، حيث أغتيل لاحقا بتفجير سيارة مفخخة من قبل الارهاب الجبان في 17-5-2004 .
وفي محاجر الاعدام في سجن أبو غريب كان هنالك رمز أو سر يعرفها جميع المحكومين بالاعدام ممن سبقهم الوجود في القاطع ، وهو (النعال) (حيث كانت الاحذية وقيطانها ممنوعة لانها كانت يمكن أن تتحول سلاحا من قبل السجناء السياسيين). فحينما كان ينادى على احد المحكومين الخروج من زنزانته فأنه لم يكن يعرف الى أين سيأخذونه وما هو مصيره، لذا كان المحكوم يسأل السجان (هل ألبس) أي (هل يلبس النعال)، فأذا كان جواب السجان بالايجاب فمعناه أنه سيرجع لزنزانته، حيث قد يقاد للتحقيق أو لديه مواجهة أو لاي أمر أخر، أما أذا كان الجواب سلبا فمعناه أنه سأخذ لينفذ فيه حكم الاعدام، لذا كان (للنعال) دور في معرفة السجين لمصيره لدى أخراجه من الزنزانة.
وقبل أيام أعلن أحد المسؤولين الامنيين للاتحاد الوطني الكوردستاني وهو السيد ( لاهور جنكي طالباني)، بأن من يتهم البعض من قادة الاتحاد الوطني بالخيانة في أحداث 16 أكتوبر 2017 وبدون دليل فأنه سيضع حذاء (لاستيك) لأحد فقراء مدينة كركوك في فمه. وهذا الحديث ذكرني بكل ما ذكرته عن (الاحذية والنعل) بالاضافة الى كون (النعال) كان سلاحا قويا بيد الامهات لتربية أبنائهم وبناتهم في السابق. وكان أيضا سلاحا بيد الفتيات والنساء للدفاع عن أنفسهن لمن يتحرش بهن في الاسواق وشوارع المدن. لكن هذا المسؤول نسي أن الحياة هي عبارة عن مسرحية ممثلوها هم الناس وموضوعها هي افعالهم وتصرفاتهم يسجلها الجميع، لكن كل شخص أو جهة قد تبرز أو تعرض المشهد الذي يريد أن يراه الاخرون وتخدم مصالحه، وبالتالي فأن أقوال وأفعال الجميع مسجلة الان صوتا وصورة ومن قبل الجميع، وعليه فمن الصعب أن تخفى أية تصرفات وحقائق عن الشعوب.
خوفنا الان أن يكون هذا الاعلان بداية لحرب (أحذية) في المجتمع الكوردستاني حيث لاحظنا ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي. وقد لا توجد لها أي حل الا ( الجزمة أو الحذاء الاجنبي) أو (البسطال العسكري العراقي) كما هو الحال في كركوك والمناطق المتنازع عليها، وأيضا كما كان الحال سابقا في كثير من مراحل الحركة التحررية الكوردستانية.
ولكن ما يدعو للتفائل هو قرار الحزبين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني بوقف الحملات الاعلامية المتشنجة وأيضا أن السيد ( قوباد جلال الطالباني) كان أول المهنئين للسيد (نيجرفان بارزاني) بمناسبة أنتخابه رئيسا لاقليم كوردستان، وكذلك دعوة قيادة الاتحاد الوطني والرئيس العراقي للحضور في مراسيم تنصيب رئيس الاقليم. وعسى ان يكون عيد الفطر المبارك مناسبة للتهدئة والوصول الى افاق الحل والتعاون.
عيدكم مبارك يا أبناء الشعب العراقي والكوردستاني، وادعو ان تستقبلوا ضيوفكم كما هو معهود دائما بالورود والجوكليت والبقلاوة وليس ب ( الاحذية والنعل) لا سامح الله.



#سربست_مصطفى_رشيد_اميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا عن عيد العمال العالمي
- عمليات الانفال ،،، كما عرفتها
- الانتخابات المحلية التركية ،، هل هي بداية النهاية ؟
- لماذا اذاً الانتخابات ؟
- كوتا النساء في انتخابات مجلس النواب 2018
- الذكرى الاولى لانتهاء الحرب العالمية الاولى
- قراءة في كتاب
- رؤية متفرج
- ملاحظات على نتائج انتخابات برلمان كوردستان 2018
- في مثل هذا اليوم
- المجرب لا يجرب
- انتخابات برلمان كوردستان ،،،، مشاهدات أولية
- الكتلة الاكثر عددا ،،،، اللغز المحير !!
- انتهاء الماراثون الانتخابي
- المندس
- الخبز والكرامة
- مونديال 2018 وانتخابات العراق وتركيا
- حرق اجهزة الاقتراع أم حرق للضمائر؟
- الايزيديون، الدين والجغرافيا
- الفساد المالي، ماهيته والياته


المزيد.....




- سُرقت سيارته.. سامر إسماعيل: ما يحدث لن ينغص علينا فرحة -الت ...
- سياسيون مصريون يعلقون على سقوط الأسد وموقف القاهرة
- بوتين يحثّ على تطوير التعاون العسكري بين دول منظمة معاهدة ال ...
- لاعب مصري يعتدي على مديره الفني أثناء المباراة يثير تفاعلا و ...
- آبل تعلن عن iOS 18.2 مع ميزات جديدة لهواتفها
- نفق مفخخ يقتل 4 جنود إسرائيليين في جنوب لبنان.. كمين أم خطأ ...
- دمشق من السماء بعد سقوط الأسد
- ألمانيا تعلن عزمها إعادة تقييم -هيئة تحرير الشام- بناء على أ ...
- السفير الروسي في ليبيا يبحث مع وزير خارجية الكونغو آفاق المص ...
- مصر.. إحباط دخول كميات كبيرة من المخدرات عبر البحرين الأحمر ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سربست مصطفى رشيد اميدي - ما قصة الاحذية في البلد