أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سربست مصطفى رشيد اميدي - المندس















المزيد.....

المندس


سربست مصطفى رشيد اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 26 - 02:25
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


منذ اندلاع التظاهرات الاحتجاجية في محافظات الوسط والجنوب وبغداد ضد الحكومة والحكومات المحلية، احتجاجا على انعدام الخدمات وتفشي البطالة والفقر ونخر جسم مؤسسات الدولة بافة الفساد، فقد اختلفت ردور الافعال تجاه ذلك. واقصد هنا ردود افعال الاحزاب الاسلامية الحاكمة والفصائل المسلحة المرتبطة بها او التي تدور في فلكها والتي تتجاوز عددها الستون فصيلا. حيث ان جميعها ايدت هذه المظاهرات بشكل او اخر، لكن الجميع يحذر من عمليات التخريب والتنديد بها والتحذير لا بل التاكيد بوجود مندسين يقومون باعمال التخريب والتعدي على الممتلكات الخاصة والعامة في هذه التظاهرات.
وحسب معاجم اللغة العربية فان مندس ( اسم ) والفعل هو (اندس)، اندس، يندس، اندساسا.
اندس فلان، دخل في الشيء، مثلا دخل في الفراش خشية من البرد، وتعني اختفى في الشيء. اي تسلل خفية بين الناس او اختفى في الزرع .
والمصدر هو الاندساس اي الدخول في الشيء والاختفاء فيه، كالاندساس في الازدحام، او الاندساس في كومة تبن للاختفاء فيه.
وللكلمة اشتقاقات عديدة، مثل اندس، تدسس، تدسيس، دس، دساسة، دساسة، دسائس، دسيسة، مدسوس، متدسس، مندس.
اي ان كلمة المندس في مفهومها تعني الاندساس والدخول في الشيء للاختفاء او التلون والظهور بمظهر ذلك الشيء او المجموعة او الفئة وهو في غير محله او شكله الحقيقي، مثلما كان وجود مندسين من قبل امن ومخابرات النظام السابق واستخباراته ضمن تنظيمات الاحزاب المعارضة وكان هدفهم هو نقل المعلومات عن تحركات وخطط تلك الاحزاب وحتى التشبيك في تنظيماتها لتكون تحت سيطرتها وضربها والقاء القبض على اعضاء تنظيمات تلك الاحزاب متى ما عرف النظام او تحسس بوجود خطر ضدها. والامثلة على هذه الحالات كثيرة ومعروفة من قبل كل حزب، فمثلا شخص باسم ( ابو ندى) كان مختصا بحركة العمل الاسلامية وكان محل ثقة اعضاء تلك الحركة باعتباره من التوابين حيث كان سببا في اعدام 171 عضوا لتلك المنظة واغلبهم كانوا من الطلبة والجنود، وكنت شاهدا على اعدام تسعة منهم.
في هذه التظاهرات تختلف الاراء حول وجود مندسين فيها وهويتهم وانتمائهم والهدف من عمليات تخريب الاموال العامة والخاصة، لكن الاغلبية تتهم حزب البعث بدس اعضاءها ومواليها في التظاهرات وانها تقف خلفها واصبحت قصة رائجة على لسان قيادات الاحزاب الاسلامية الحاكمة وفي اعلامها وما اكثرها. ولكن السؤال الذي يتبادر الى ذهن الانسان هو اليس هناك الالاف من اعضاء الفروع والفرق الحزبية البعثية السابقين هم الان اعضاء في الاحزاب الحاكمة تلك؟ وان الكثير من القادة العسكريين ايضا كانوا اعضاء في حزب البعث؟
واذا كان المندسون هم اعضاء حزب البعث، لماذا تدافع الحكومة والاحزاب الاسلامية الشيعية عن نظام حزب البعث في سوريا ودكتاتورها المدلل بالسر والعلانية؟ ويزج الكثير من ابناء الجنوب من قبل عدد من الميلشيات في القتال الدائر في سوريا والتي لا ناقة لهم فيها ولا جمل وتقدم ارواحهم في سبيل استمرار البعث في الحكم؟ علما ان نظام البعث السوري لم يبخل على العراقيين بتدريب وزج الاف الارهابين السوريين ومن مختلف صقاع العالم الى العراق للقيام بقتل مئات الالاف من ابناء الشعب العراقي، وايضا احتضان هؤلاء البعثيين (المندسين) وتدريبهم وتمويلهم وتسليحهم.
واذا كان المندسون هم من مخابرات السعودية ودول الخليج، فان العذر هو اقبح من الفعل. فكيف لوسط شيعي يكون بيئة حاضنة للمخابرات السعودية والخليجية ذات انظمة حكم تتهم من قبل الاحزاب الاسلامية الحاكمة بانها حكومات طائفية سنية؟ وها ان حكومة الكويت الدولة الخليجية قد وعدت بتزويد الكهرباء للعراق، في حين ان ايران هي من قطعت الماء والكهرباء عن ابناء العراق، فضلا عن تركيا التي قطعت الماء ايضا عن العراق، طبعا بعد اعلام الحكومة العراقية مسبقا بذلك من قبل الدولتين.
ووفق مفهوم الاندساس، هل بعتبر وجود اطفال وصبيان حفاة في التظاهرات ايضا اندساسا؟ لان مكانه الحقيقي هو المدرسة ولا يجاهد ليلا ونهارا لتوفير لقمة العيش له ولعائلته. ام يعتبر الشهداء الذين سقطوا بنيران القوات الامنية وميليشيات الاحزاب الحاكمة هم مندسين في هذه التظاهرات؟ وذلك بسبب عدم احترام المتظاهرين الشهداء للاموال العامة والخاصة !! والتي في الحالتين تعود للاحزاب الاسلامية، وهل يعتبرون مندسين في الجنان التي اقامتها احزاب الاسلام السياسي في العراق؟!! قتل شباب العراق المنتفض يعتبر خطأ لا بل واجبا في نظر قيادات الاحزاب الاسلامية، لكن حرق (صور) لزعامات ايرانية تعتبر جريمة لا تغتفر!!
وهل يعتبر اندساسا وجود ميليشيات حزبية تقوم بفض التظاهرات واطلاق النار على المتظاهرين بدل قوات الشرطة والقوات الامنية ؟ لان فض التظاهرات يفترض ان تكون من اختصاص وزارة الداخلية فقط. وهل ان مشاركة منتسبي قوات (سوات) يعتبرون مندسين في قمع التظاهرات؟ لان مهامه هي المحافظة على امن المواطنين ومكافحة الارهاب.
لكن ماذا نسمي اعتقال المتظاهرين واختطافهم من قبل الميليشيات الحزبية وتعذيبهم في المقار الحزبية؟ وماذا نسمي وجود معممين يقودون اجتماعات لاعلى الرتب في وزارة الداخلية؟ او يجتمعون بقادة الجيش العراقي او الشرطة الاتحادية ؟ لان يفترض ان تكون القوات المسلحة والقوات الامنية بعيدة عن الاحزاب السياسية، اليس هذا خلاف نصوص الدستور؟ الذي يتغنى به قادة الاحزاب السياسية ورجال السلطة صباحا مساءا.
مع كل هذا نرى اناسا يصرون على وجود مندسين بعثيين في التظاهرات للتغطية على جرائم القتل والاختطاف والتعذيب للمتظاهرين وخيرة الشباب العراقي. لهذا يجب على الحكومة ورئيس الوزراء ان تقوم بدورها في وقف الاعتقالات الكيفية واختطاف وتعذيب المتظاهرين واطلاق سراح المعتقلين وتقديم من اقترفت ايديهم بهذه الجرائم سواء كانوا مقنعين أم كاشفين وجوههم الى القضاء، وفضح مع من يقف وراءهم وانتماءاتهم السياسية كخطوة اولية قبل تلبية مطالب المتظاهرين، لان تلك المطالب تحتاج الى قرارات جريئة وجدية في تنفيذها وضرب الجهات التي تقوم بتلك الجرائم.
لكنني اشك في جدية الحكومة في حل مشاكل ومطالب المتظاهرين وفي قدرتها على ذلك مثلما لم تكن جادة في محاربة الفساد والفاسدين يوما ما.
ادعوا القاريء الكريم الى مشاهدة الفلم الوثائقي (المندس) المنشور على موقع اليوتيوب لصلته بالموضوع.



#سربست_مصطفى_رشيد_اميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخبز والكرامة
- مونديال 2018 وانتخابات العراق وتركيا
- حرق اجهزة الاقتراع أم حرق للضمائر؟
- الايزيديون، الدين والجغرافيا
- الفساد المالي، ماهيته والياته
- قرار السيد رئيس مجلس الوزراء هل هو في محله
- نتائج انتخابات مجلس النواب 2018 مرة اخرى
- كلب قرية بربهار
- نظرة سريعة لنتائج انتخاب مجلس النواب 2018
- انتخابات 12/5،،،انطباعات وملاحظات
- خبير انتخابات
- الكتلة الاكبر ، ماذا لو ؟
- مجرد سؤال ؟ من يخالف القانون هل بامكانه تشريع القوانين
- كردي من الجبايش
- ذكرى يوم الانفال وبدأ حملات الدعاية اىنتخابية
- نظام سانت ليغو ما له وما عليه
- ملاحظات على مشروع تعديل قانون المفوضية رقم 11 لسنة 2007
- ملاحظات على مشروع انتخاب مجلس النواب
- النخب السياسية الحاكمة في تركيا أمام عقدة الكورد
- ليبيا...... الانتخابات بداية الطريق


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سربست مصطفى رشيد اميدي - المندس