أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - هواوي ومعارك القرن














المزيد.....

هواوي ومعارك القرن


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6250 - 2019 / 6 / 4 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب الأمريكية الضارية علي هواوي .. ليست مجرد حرب ضد شركة صينية استطاعت أن تنافس الشركات الأمريكية في مضمار تكنولوجيا الإتصالات والمعلومات ..

وانما هي حرب تستميت فيها المراكز العميقة في المؤسسات الأمريكية من أجل إنقاذ إحتكار الولايات المتحدة للتفوق التكنولجي كعنصر أساسي من عناصر الهيمنة الأمريكية علي النظام العالمي ..

وربما كانت الولايات المتحدة الأمريكية تغامر بمخاطرة كبري في المعركة مع هواوي ..

إذ أن إفلات هواوي من الضربات الأمريكية المتلاحقة ونجاحها في تقديم بدائل فعالة لأنظمة اندرويد ، وتطبيقات جوجل .. ربما سيجعل من نيران هذه الضربات نيران طائشة تلحق أفدح الأضرار بالإحتكارات الأمريكية في هذا المضمار ..

الملاحظ في هذا وغيره أن الولايات المتحدة الأمريكية تخوض معارك شرسة علي أكثر من جبهة وعلي مستويات وأصعدة مختلفة ومتنوعة في وقت واحد ..

وهذا يؤكد علي أنها تخوض معارك القرن الشديدة الضراوة والشراسة من أجل إنقاذ هيمنتها علي العالم ..

والإبتزاز التجاري لأوربا ، وحروب الحمائية الأمريكية ، وتحميل مبيعات السلاح الراكدة علي دول الخليج ، والحصار الإقتصادي علي إيران وشن الحرب عليها تزامناً مع محاولة إنفاذ صفقة القرن ..

كل هذا بالتوازي في نفس الوقت مع التحرشات والمماحكات الحمائية التجارية مع الصين ، ثم إعلان الحرب علي شركة هواوي لاختراقها نقطة اللاعودة في كسر احتكار الولايات المتحدة الأمريكية للتفوق التكنولجي ..

كل ذلك يؤكد أننا أمام مشهد معركة هذا القرن ..
فالمقصود
هو ضرب مشروع الطريق والحزام الصيني الذي بدأ يخطو نحو التحقق الفعلي كنظام عالمي بديل للتجارة والعلاقات الإقتصادية والتمويلية بين الدول يحل محل عالم بريتون وودز ، الذي ضمن الهيمنة الأمريكية علي العالم منذ مابعد الحرب العالمية الثانية ..

ولذلك كانت إيران والشرق الأوسط مجالاً حيوياً لمعارك هذا القرن التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية كمعارك أخيرة تواجه فيها تحدي فقدان هيمنتها علي العالم ..

كل الأحداث الدولية والإقليمية التي تحتدم في اللحظة الراهنة من عمر البشرية .. يمكن قراءتها من وجهة نظري (كشخص متواضع الحال يفتقر إلي كثير من العلم والمعرفة) في سياق مركزي هو (معركة القرن) ..

ومعركة القرن هي تلك المعركة التي بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تخوضها بشراسة واستماتة للدفاع عن الهيمنة

هي معركة الدفاع عن الحلم الإمبراطوري الذي أطلقه توماس جيفرسون (1743 – 1826) والذي اقتربت منه كثيراً بعد الحرب العالمية الثانية عندما قامت بإزاحة الأمبراطوريات الإستعمارية التقليدية عن صدارة المركز الإستعماري لترث هي تلك الصدارة وتسيطر علي مقاليد الإقتصاد العالمي وعلي مراكز الطاقة في العالم وعلي أعصابه الجيوسياسية وشرايينه الناقلة للتجارة ..

الولايات المتحدة دخلت هذا القرن وهي تعتقد أنها قد أزالت آثار هزيمتها في حرب فيتنام ، وحروب التحرير الوطنية التي ظهرت في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وذلك عبر، إعلانها لنفسها كمنتصرة في حرب إنهاء وتفكيك الإتحاد السوفيتي ومنظومة ماسمي بالدول الإشتراكية .. وتفرغها لإنجاز "التكيف الهيكلي" التي كانت تظن أنها ستضع اقتصاديات وموارد ومقدرات العالم كله في سلة الهيمنة الأمريكية ، ولكنها لم تكن تحسب حساب نهوض المراكز العميقة للإتحاد السوفيتي ممثلة في روسيا البوتينية ، وكان النجاح الروسي في الحصول علي القرم ، نقطة تحول تؤكد قيامة الدب الروسي ..

ودخوله شريكاً أساسياً في مجموعة من التكتلات الإقتصادية الدولية علي رأسها (البريكس) ، ومناسبة البريكس فضرب تجربة حكم اليسار للبرازيل وإزاحته ليس بعيداً عن مسعي ضرب فعالية البريكس

الدب الروسي حقق بعض القفزات التي لايمكن تجاهلها منذ أن نجح في ضم القرم ، ونجح أيضاً من الإفلات ولو بشكل جزئي من الحصار الأوربي الأمريكي ، وهاهو الان قوة لايستهان بها في واقع العلاقات الدولية ..

وهاهي الولايات الأمريكية لاتهدأ عن حصاره تارة ، وتارة أخري لاتجد بداً من محاولة احتوائه ومحاولة تجنب قيام تحالف استراتيجي بينه وبين الصين وخاصة، فيما يتعلق بانخراطه في مشروع الطريق والحزام ..

نحن أمام هذا السياق إذن
سياق مواجهة مشروع الطريق والحزام .. الذي إذا مااجتاز تلك التحديات وتم انجاح تحققه فإنه سيعني انسلاخ كامل أوربا - ربما فيما عدا بريطانيا - عن مظلة الحماية الأمريكية ..

(هناك بوادر يمكن، تلمسها في حالة ألمانيا التي لاتتخذ نفس مواقف واشنطن تجاه موسكو وبكين وطهران) ..

وسيعني أيضاً أن هناك آفاق محررة لإمكانات النهوض في قارة أفريقيا

بكين سددت أخطر الضربات في معركة القرن بخروجها المحسوب من عزلتها الإختيارية ، وإعلانها للطريق والحزام ، والولايات المتحدة ترد في مسارات متوزاية ومتنوعة أشرنا إليها ..

المعركة ليست معركة ترامب كما يظن البعض ، بل المعركة هي معركة المراكز العميقة للولايات المتحدة الأمريكية ، وما ترامب إلا رجلاً قد اختارته طبيعة المرحلة التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية .. معركة قوة عظمي وجدت نفسها بعد سلسلة من حروب الهيمنة تواجه لأول مرة حقيقية احتمال أفول تلك الهيمنة قبل اكتمال هذا القرن ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران ليست العدو الرئيسى
- لماذا لا أوافق علي شعار ((يسقط حكم العسكر )) ؟
- صباح الخير ياأمى
- هل تستطيع الصين ؟
- لكل أولوياته ، وللأولويات فقه للقراءة والفهم
- الجزائريون في مواجهة الهزل السخيف
- ساحات ليست نظيفة
- إنها تشبه أعراض الوحم الواهم
- المعركة الغائبة
- ترامب .. أمير جديد للمؤمنين !!
- قليل من اللجوء للعقل
- 18 ، 19 يناير 1977 .. إحتفاء السنة الثانية والأربعين
- توقفوا عن تزييف الصراعات ، وعن تسويق الأوهام ..
- بنص ريال عسل ف الكوز
- حنين ينتصر دائما
- مازالت روحي ترتدي ذلك البلوفر وتذهب إلى تلك الكنيسة
- مصر العميقة
- النهر الأخضر ..إهدار ام تنمية ؟
- حدىثك الإستعلائى فى الكاتدرائية يامولانا
- تحالف طبقى سفيه يريد إحتكار التعليم لابنائه


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - هواوي ومعارك القرن