أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد كشكار - سؤال إلى المطالبين بتطبيق الشريعة الآن وليس غدًا: أيهما الأفضل، تطبيق الشريعة أو عدم تطبيقها في ظل حكامنا العرب المعاصرين؟














المزيد.....

سؤال إلى المطالبين بتطبيق الشريعة الآن وليس غدًا: أيهما الأفضل، تطبيق الشريعة أو عدم تطبيقها في ظل حكامنا العرب المعاصرين؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6245 - 2019 / 5 / 30 - 13:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



شاركتُ اليوم، الثلاثاء 20 مارس 2012، في مظاهرة عظيمة بآلاف التونسيين، المدنيين السلميين البسطاء المستنيرين، للمطالبة بتأسيس دولة مدنية ديمقراطية، لا دولة دينية سلفية ولا دولة عسكرية دكتاتورية وذلك بمناسبة إحياء ذكرى عيد استقلال تونس في 1956.

تصوّروا معي هول الكارثة، لو طبّق نظام "بن علي" الشريعة على التونسيين منذ 1987 (وقد فعلها في السودان زميله عمر البشير بمباركة حسن الترابي)، لو طبّق الحدود وتمادى في حكمه الظالم 23 عاما رغم معارضة الإسلاميين والعَلمانيين والشيوعيين والقوميين. فماذا سيحدث يا ترى؟ ستحدث كوارث رهيبة لن يصلحها التاريخ ولا الثورات! سوف يبدأ بقطع الرؤوس قبل قطع الأيادي. سوف يحكم بعض قضاته الظالمين المرتشين بالإعدام شنقا على الغنوشي والجبالي وديلو والبحيري وبن سالم بتهمة الخروج على الحاكم المسلم، وبالإعدام رميا بالرصاص على حمة الهمامي وزوجته راضية النصراوي ومنصف المرزوقي ونجيب الشابي ومصطفى بن جعفر بتهمة العَلمانية أو الكفر أو الإلحاد.

سوف تتهم نيابته العمومية المنحازة المناضلين القاعديين اليساريين والإسلاميين والقوميين وقد تُلبِسِهم قضية سرقة بسيطة ويحكم بعض قضاته الظالمين المرتشين بقطع أياديهم جميعا.

وفي حصيلة عهده "الإسلامي" المطبّق للشريعة، سنفقد خيرة زعمائنا ومناضلينا من اليساريين والإسلاميين والقوميين وسيصبح مناضلونا القاعديون معوقين عضويين. حصيلة ثقيلة لا ينفع فيها محاسبة أو مصالحة أو تسامح!

أثرِي مقالي ببعض ما قاله الفيلسوف الإسلامي أبو يعرب المرزوقي في هذا المضمار في برنامج الشريعة والحياة في قناة الجزيرة وقد يصبح المعنى - عند ما أصوغه بتصرف - غير مطابق حرفيا لما قاله الأستاذ بالضبط:
- وللشريعة في الواقع وجهان: وجه تربوي ووجه ردعي. فلو طوّرنا الوجه الأول فقد نستغني عن الوجه الثاني لأنه عندما يكبر الوازع الذاتي التربوي الأخلاقي تنقص الحاجة للوازع الخارجي الردعي. (إضافة: ما أحوجنا اليوم إلى الوجه التربوي أكثر من حاجتنا إلى الوجه الردعي وربما لن نحتاج لهذا الوجه الجزائي تماما).

- بعد موت النبي المعصوم محمد صلى الله عليه وسلم, أصبحت الجماعة أي الأمة هي المسؤولة الوحيدة عن الشريعة. فالجماعة إذن - وليس الفقيه أو السلطان - هي التي تختار بحرية تطبيق الشريعة وهي التي تراقب التطبيق في نفس الوقت, بلغة حداثية هي الديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات بالمعنى الغربي للكلمة وليس بالمعنى العربي المشوّه. لو احتكر الحاكم سلطة الدين وسلطة القانون فسيصبح لا محالة حاكم طاغية.

- قد يسبّب اختلاف الشريعة مع الواقع نوعان من الانفصام لدى الإنسان: انفصام محمود وانفصام مذموم. الانفصام المحمود يرى أن الشريعة تمثل المثال المتعالي عن الواقع الذي نسعى دائما لتحقيقه مع العلم أن الشريعة لم تتحقق كاملة متكاملة في أي لحظة من تاريخ المسلمين منذ الرسالة حتى الآن ولن تتحقق لأنك ستجد دائما من يخالفها عن قصد أو عن عجز أو عن جهل أو عن كفر أو عن إلحاد أو عن مرض. أما الانفصام المذموم دينيا فيرى أن لا حاجة لنا لمثال نسعى لتحقيقه ولن نحققه فنكتفي إذن بواقعنا ونحاول تحسينه وهذه سياسة الرأسمالية الذي ينعتها "فوكوياما" خطأ بنهاية التاريخ.

- البدو غير المتحضرين هم أبعد الناس عن الشريعة لأنهم أبعد الناس عن التمدّن وفهمهم للدين هو فهمٌ منافٍ للشريعة التي لا يرون منها إلا قطع اليد وإقامة الحد.

خاتمة:
أنهِي مقالي بطرح الإشكالية التالية: ماذا ستكون حصيلة تطبيق الشريعة في ظل حكم حزب حركة النهضة بعد الثورة؟ ربما ستكون أفظع من حصيلة تطبيقها في ظل النظام البائد، وذلك للأسباب التالية: بعد الثورة، عمت الفوضى وزاد الفقر وانتعش الجهل واستفحلت الرشوة وقل العمل وأصبح الكسل تعبيرا عن الرأي وزاد عدد القضاة الظالمين المرتشين وتحصن خارقو القانون من الأمنيين بالنقابة.
عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، علق تطبيق الحد على السارق بسبب أقل مما أصابنا بعد الثورة، علقه كامل عام المجاعة (عام الرمادة). فإذا كان عمر بن الخطاب - المشهور بعدله - قد علق تطبيق الشريعة لمدة عام، فماذا سنفعل نحن في عهد حكامنا العرب المعاصرين والمشهورين بظلمهم؟ فهل نطالب نحن بتطبيقها أو نطالب بإرجائها إلى يوم يُبعَثون؟

إمضائي المختصر
لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسان المجتمع، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه من أجل بناء أفراده الذاتي لتصورات علمية مكان تصوراتهم غير العلمية وعلى كل سلوك غير حضاري نرد بسلوك حضاري وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيُّ أمة نحن، عَجَزَ الدين والعلم والثورة مجتمعين عن تغييرها ...
- هل الإيمان بالله وراثيّ أو مكتسب؟
- الإنسان بين رحمة خالقه الواسعة وضيق أفق بعض إخوانه الإسلاميي ...
- اجتهادان تونسيان مختلفان في فهم القرآن الكريم
- جوابان جميلان على سؤالين دينيين - ظننتهما محرجين - سمعتهما ا ...
- هل عِرقُنا ودِينُنا هما سببُ تَخلّفِنا؟
- قال باستور: القليل من العلم يبعدنا عن الله، والكثير منه يعيد ...
- هل سينقرضُ يومًا مفهومُ الجهادِ الأصغرِ؟
- أقوال إسلامية مأثورة في التسامح الديني: جزء 2
- أقوال إسلامية مأثورة في التسامح الديني: جزء 1
- ما الفرق بين التفكير العلمي والتفكير الديني؟
- مهنٌ فلاحيةٌ جديدةٌ برزت مع نَوبَةِ زراعة الدڤلة في نف ...
- مقارنة جزئية بين فجر الإسلام وفكر النهضة الأوروبية
- من الأفضل أن لا نسجن أنفسنا في خانة الخيارات الخاطئة
- دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة في ندوة فكرية
- آراء غريبة سمعتها من بعض المنتسبين إلى الإسلام السياسي المعا ...
- أخافُ ربي...
- حضرتُ الليلةَ مسامرةً رمضانيةً ثقافيةً ثالثةً بالعاصمةِ
- لن تقومَ للعربِ المسلمينَ قائمةٌ ما لم يغربلوا تراثَهم الحضا ...
- اجتهادٌ عن إخلاصٍ و ليس عن درايةٍ


المزيد.....




- في انتظار نهاية العالم.. السيرة الدينية لسفير أميركا في إسرا ...
- أحلى قناة لطفلك.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات ...
- معارك -آخر الزمان-: كيف تؤثر العقائد الدينية في المواجهة بين ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: بريطانيا مسؤولة عن فوضى الشرق ال ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة لليوم السا ...
- سياسي يهودي من حزب مانديلا: شعب إيران لا يستحق الهجوم عليه م ...
- -في تهديد مباشر-.. ترامب: المرشد الأعلى الإيراني -هدف سهل- و ...
- ماما جابت بيبي.. استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- ترامب: المرشد الأعلى هدف سهل.. نعلم أين يتواجد


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد كشكار - سؤال إلى المطالبين بتطبيق الشريعة الآن وليس غدًا: أيهما الأفضل، تطبيق الشريعة أو عدم تطبيقها في ظل حكامنا العرب المعاصرين؟