أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - أخافُ ربي...














المزيد.....

أخافُ ربي...


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6234 - 2019 / 5 / 19 - 02:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تاريخ أول نشر على النت: جمام الشط في 16 جويلية 2013.

أخاف ربي وأحترم الذين يخشونه - عن صدق وتقوي - من يهود ومسيحيين ومسلمين وبهائيين، ولا أحترم الذين يخافونه تقية ونفاقا أو طمعا وانتهازية كما يفعل بعض المسلمين المعاصرين:
- أخاف ربي مثلما يخافه النورفيجون الذين - من شدة تقواهم وورعهم - يخصصون عشرة في المائة من ريع البترول الحالي للأجيال القادمة التي لم تولد بعد.
- لا يخاف ربي، المسلمون وغير المسلمين الذين بسبب استهلاكهم الجشع سوف يورّثون أولادهم تلوثا أخلاقيا وجويا وبحريا وأرضيا.
- أخاف ربي مثلما يخافه وزراء السويد الذين يحافظون على ثروة البلاد من التبذير، فهم لا يتمتعون بسيارة وظيفية ولا سكن وظيفي ولا خدم ولا حشم.
- لا يخاف ربي، وزراؤنا التونسيون الحاليون، فهم يتمتعون بمرتب خيالي مع سيارة بسائق خصوصي و1000 لتر بنزين وسكن وخدم.
- أخاف ربي مثلما يخافه عمال بلدية طوكيو الذين يجولون طرقات مدينتهم ليليا بثلاثين سيارة على شكل مخبر مجهزة بجهاز "سكانار" للكشف على الحفر قبل تكونها فيصلحونها قبل بروزها على السطح. هم يمهدون الطريق لبغلة عمر كي لا تعثر في العراق!
- لا يخاف ربي، عمال ومسؤولو بلدياتنا الذين يتركون الحفر تكبر وتترعرع في طرقاتنا حتي تهلك سياراتنا وندفع إصلاح أعطابها مضاعفة من جيوبنا الفالسة أصلا. هم ينصبون الفخاخ لبغلة عمر حتى تعثر في الشام والعراق!
- أخاف ربي مثلما يخافه الخبراء الفرنسيون الذين أتوا إلى قريتي ومسقط رأسي جمنة وحفروا قبر عامل سابق في فرنسا، ادعى ولده أنه مات جراء تأثره باستنشاق مواد كيميائية قاتلة أثناء عمله السابق في مصنع كيميائي فرنسي لمدة ثلاثة عقود. بعد الترخيص لهم، أخرجوا الهيكل العظمي من القبر وكشفوا عنه وكتبوا تقريرهم الطبي الموضوعي وقفلوا راجعين إلى بلادهم وبعد أسبوع فقط أرسلوا حوالة بريدية أجر يوم عمل لمن حفر القبر، وأرسلوا ملايين الأورووات كتعويض لورثة العامل الذي ثبت طبيا أنه مات متأثرا بغازات المعمل الفرنسي الملوثة.
- لا يخاف ربي، الدولة مالكة شركات فوسفاط قفصة ومعامل الكيميائيات في صفاقس وڤابس الذين لوثوا الجو والبحر والمائدة المائية والتربة والأشجار والنباتات ونشروا الأمراض الصدرية والسرطان في أجسام العمال والسكان ولا من مراقب ولا من محاسب قبل وبعد الثورة سوى الوعود الكاذبة والزائفة.
- أخاف ربي مثلما يخافه المسئولون عن التربية في فنلندا عندما وفروا مجانا لجميع أبنائهم - دون تمييز اجتماعي أو طبقي أو عرقي أو ديني أو لوني - أفضل تعليم عصري عام وفني مع توفير النقل المجاني من البيت إلى المدرسة ومن المدرسة إلى البيت، ومكنوهم مجانيا من وجبة صحية كل يوم، ومتّعوهم مجانا أيضا بكل الأدوات المدرسية مع صرف منحة جامعية لكل طالب فنلندي.
- لا يخاف ربي، المسئولون عن التربية في تونس الذين أهملوا التعليم الأساسي، لم يمنحوا المدرسة الابتدائية ميزانية تسيير مثلما هو معمول به في الإعدادي والثانوي والجامعي ولا يخجلون ويسمونه تعليما أساسيا، عن أي أساس يتكلمون، وهل على أساس هش يمكن أن يبنون ويعلون أم هم للهرم التعليمي قالبون وبالابتدائي مستخفون ولغربال السيزيام مانعون ولثقوب غربال الباكلوريا موسعون وعن أي أجيال قادمة يتحدثون وهم بعشرات الآلاف كل عام يتخرجون فنيين سامين عاطلين وبعشرات الآلاف ينقطعون عن التعليم كل سنة؟
- أخاف ربي مثلما يخافه الأوروبيون الذين هم على الوحدة حارصون وعلى السلم بينهم محافظون.
- لا يخاف ربي، المسلمون الذين بين بعضهم يقتتلون وخاصة في قتل إخوانهم السوريين العزل يستأسدون وأمام أعدائهم الصهاينة ينبطحون.
- يقول المسلمون: "النظافة من الإيمان والوسخ من الشيطان"، والزبالة في بلادنا في كل الأركان ورموز الدولة طرشان. فبالله عليكم، لو خُيّر الإيمان والشيطان اليوم أين يسكنان؟ فهل سيختار الإيمان ديار المسلمين من سنّة وشيعة أو سيختار ديار غير المسلمين من غربيين وآسيويين؟
- أخاف ربي ليس اتقاءً لناره أو طمعا في جنته بل احتراما لذاتي وللذات البشرية عموما التي خلقها فـ"سواها وألهمها فجورها وتقواها" (أنا لست مختصا في التفسير، لكن قد يكون الخوف من أشياء أخرى مجردة غير النار المادية، والطمع في أشياء أخرى مجردة غير الجنة المادية).

خاتمة: أخاف ربي مثلما تخافه أختي فاطمة الضريرة المستنيرة.

الإمضاء
"لا أحد مُجبر على التماهي مع مجتمعه. لكن إذا ما قرّر أن يفعل، في أي ظرف كان، فعليه إذن أن يتكلم بلسانه (المجتمع)، أن ينطق بمنطقه، أن يخضع لقانونه" عبد الله العروي.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف المادي أو اللفظي أو الرمزي.
"المثقف لا يجيد فعل شيء على الإطلاق، اللهم، إلا الإنتاج الرمزي، وإنتاج الأفكار والكلمات. غبر أن هذه الأفكار تحتاج لما يجسدها لكي تصبح موجودة، لكي تصبح قادرة على تغيير الواقع، أي أنها تحتاج لحركات اجتماعية" جان زيغلر.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضرتُ الليلةَ مسامرةً رمضانيةً ثقافيةً ثالثةً بالعاصمةِ
- لن تقومَ للعربِ المسلمينَ قائمةٌ ما لم يغربلوا تراثَهم الحضا ...
- اجتهادٌ عن إخلاصٍ و ليس عن درايةٍ
- الطبيب الفيلسوف، المنظِّر في علوم البيولوجيا، عضو لَجنة علم ...
- لم أضحِّ في حياتي من أجل أحدٍ!
- شكرًا جمنة وألف شكر!
- حضرتُ البارحةَ مُسامرةً ثقافيةً رَمضانيةً ثانيةً في قاعةِ ال ...
- حضرتُ البارحة مسامرةً ثقافيةً رمضانيةً في قاعة الأفراح ببلدي ...
- أيُّ -اتحادِ- هذا وأيُّ -جبهةٍ- هذه، اللذان ابتُلِينا بهما ف ...
- -تديّن أغلبية المسلمين المعاصرين-: أسمنتٌ مغشوشٌ!
- صمويل هنتنڤتون، أخطأ وأصاب في نظريته -صِدامُ الحضاراتِ ...
- مشروعٌ واعدٌ، قد يبدو لقابِرِي الأحلامِ مشروعًا طوباويًّا!
- ماذا جلبت النظرية الماركسية للأقليات في العالم؟
- حكايةٌ جزائريةٌ طريفةٌ: للعبرة وليست للمزايدة!
- حنينٌ نقديٌّ إلى أيام الشباب الماركسية وليس تمجيدًا للنظرية!
- طلبة منوبة اليساريون وعبد الحميد جلاصي؟
- مَن يتمتّع بحرية التعبير في تونس؟
- محاولة أوّلية لتصنيف المشتغلين على المعرفة عمومًا؟
- متى وُلِدَ اليأسُ العربيُّ؟
- مقارنة طريفة بين العامل بالساعد والنبات الأخضر!


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - أخافُ ربي...