أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد كشكار - أيُّ أمة نحن، عَجَزَ الدين والعلم والثورة مجتمعين عن تغييرها؟














المزيد.....

أيُّ أمة نحن، عَجَزَ الدين والعلم والثورة مجتمعين عن تغييرها؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6245 - 2019 / 5 / 30 - 00:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أعرف من أين أبدأ؟ من عجزي أنا شخصيا، أو من عجز نخبنا العلمية والفكرية والسياسية، أو من عجز سلطتنا ومعارضتنا، أو من عجز دعاتنا ورجال ديننا، أو من عجز إيماننا بقدرتنا على التغيير؟

أبدأ بنقد نفسي: عِلمٌ تعلمته على مدى سبع سنوات (عامان ماجستير وخمسة دكتورا) في أرقى الجامعات الفرنسية، عِلمٌ عجزت عن تمريره لمن هم في أشد الحاجة إليه (رجال ونساء التعليم). بعد التقاعد، مقال يومي في الفيسبوك ومحاضرة أو اثنتان مجانيتان في العام والباقي كتب من المكتبة العمومية وحديث ثقافي في المقاهي. هل العِلة فِيَّ أنا أم في البيئة الاجتماعية أم في الاثنين معا؟

نُخبنا وما أدراك ما نخبنا! جل أساتذة جامعاتنا، ناقلون للعلم لا ينتجون. جل أطبائنا تجار مستكرشون لا يشبعون وللبحث العلم تاركون. جل محامينا مرتشون وجل متهمينا راشون، فأي عدالة نحن لها منتظرون؟ جل مثقفينا منبتّون وفي سحر الحلول الغربية الجاهزة يعتقدون جازمون. أما نقابيونا القياديون المحترفون فهم لـ"التكنبين" وتدليس الانتخابات متفرغون ولمرتباتهم دون شغل قابضون، وجلهم للأسف يساريون انتهازيون، للعمال خائنون ومن جنة ماركس للبروليتاريا مخرجون وبمصالح الشغيلة يتلاعبون ومن مقايضة حقوقها يسترزقون. جل أساتذة الثانوي ومعلمي الابتدائي هم للعلم في الدكاكين بائعون وللأطفال الأبرياء مستغلون وبمستقبل باهر لهم واعدون. دنيا وآخرة، كلهم ملعونون.

جل حِرفيينا متكاسلون ولمهنهم غير متقنين وفي أعمالهم يغشّون وفي تقدير عرقهم يُغالون ويبالغون. جل تجارنا للسلع الحياتية محتكرون ولعرق المنتج سارقون وعلى المستهلك يتحايلون. جل موظفينا دون سبب يتغيبون وعلى الرخص المرضية مقبلون وبعطل المرض طويل الأمد يتمتعون وخارج أماكن عملهم في صحة جيدة يشتغلون ولرواتبهم مضاعفون ومن حرامه يكتسبون.

جل سياسيينا، يسارا ويمينا، على الكراسي يتعاركون، والمصلحة العامة لها مهملون ولكل مشروع من البنك العالمي يستلفون والتبعية الاقتصادية لنا جالبون. جل يساريينا مع اليمين الليبرالي متحالفون وعن جرائم التجمعيين صامتون وللإسلاميين فقط معادون ومشيطنون. جل إسلاميينا بمشروعهم غير مؤمنين ولمزايا العَلمانية عليهم ناكرون ومع التكفير متسامحون وللجهاد ضد إخوانهم في سوريا والعراق داعون. أما رموز الدساترة فهم أزلام لا يستحون.

جل أئمتنا بالمعروف يأمرون وعن المنكر ينهون في 52 خطبة جمعة عصماء، مثالية جوفاء. وعظهم لم يتجاوز سور الجامع. جل مصلينا لم تنههم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر لا لأن الصلاة لا تنهى بل لأنهم هم لا ينتهون! القرآن خلق أمة والأمة لم تواصل الرسالة ولم تخلق شيئا يُذكر فيُشكر. صحيح كنا "خير أمة أخرِجت للناس". مَن أخرجها يا مسلمي اليوم؟ أخرجها سبحانه تعالى للعالمين وأسسها محمد صلى الله عليه وسلم وسلمها لكم أمانة في رقابكم جميعا، خنتم الأمانة بعد ما استخلفكم الله في الأرض، فمن أدراكم أنكم لا زلتم خير أمة أخرِجت للناس؟ من أدراكم أنه، سبحانه وتعالى، لم يستبدلكم بأمة من أممه الراقية كالأمة الأسكندنافية مثلا؟ وبماذا تدافعون عن أنفسكم؟ بنفاقكم أم بمتاجرتكم بدينكم أم بتناحركم وتقتيلكم لبعضكم أم بتخاذلكم أمام العدو وعدم نصرتكم لإخوانكم في غزة أم باستئسادكم على الأقليات المستجيرة بكم أم باستباحتكم قتل المستضعفين منكم ابتغاء لمرضاة أمريكا؟ هل خُلقتكم لتحمل مشقة تبليغ الرسالة كما تحملها أسلافكم؟ والله العظيم أشك فيكم وفي نواياكم ما لم تستقيموا وتعطوا المثال الطيب وتنتهوا عن الوعظ بما ليس فيكم وتنتهوا عن الدعوة زورا لِما أنتم غير قادرين على تنفيذه. والله نبهكم وقال لكم: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، فما بقي لكم إلا أن تشمّروا على سواعدكم وتبحثوا عن أسباب الرقي خارج أسوار تخلفكم وتأخذوا بها ولو من عدوكم، وأنهِي بالآية الكريمة: "وقل اعملوا فسيرى الله أعمالكم" آمين.

خاتمة: لم يدّع العلم يوما أنه قادر وحده على تغيير قيم مجتمع ما، لكن لن يحصل تغيير بعد اليوم دون علم.

إمضاء
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد الهدام المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإيمان بالله وراثيّ أو مكتسب؟
- الإنسان بين رحمة خالقه الواسعة وضيق أفق بعض إخوانه الإسلاميي ...
- اجتهادان تونسيان مختلفان في فهم القرآن الكريم
- جوابان جميلان على سؤالين دينيين - ظننتهما محرجين - سمعتهما ا ...
- هل عِرقُنا ودِينُنا هما سببُ تَخلّفِنا؟
- قال باستور: القليل من العلم يبعدنا عن الله، والكثير منه يعيد ...
- هل سينقرضُ يومًا مفهومُ الجهادِ الأصغرِ؟
- أقوال إسلامية مأثورة في التسامح الديني: جزء 2
- أقوال إسلامية مأثورة في التسامح الديني: جزء 1
- ما الفرق بين التفكير العلمي والتفكير الديني؟
- مهنٌ فلاحيةٌ جديدةٌ برزت مع نَوبَةِ زراعة الدڤلة في نف ...
- مقارنة جزئية بين فجر الإسلام وفكر النهضة الأوروبية
- من الأفضل أن لا نسجن أنفسنا في خانة الخيارات الخاطئة
- دعوة مفتوحة للجميع للمشاركة في ندوة فكرية
- آراء غريبة سمعتها من بعض المنتسبين إلى الإسلام السياسي المعا ...
- أخافُ ربي...
- حضرتُ الليلةَ مسامرةً رمضانيةً ثقافيةً ثالثةً بالعاصمةِ
- لن تقومَ للعربِ المسلمينَ قائمةٌ ما لم يغربلوا تراثَهم الحضا ...
- اجتهادٌ عن إخلاصٍ و ليس عن درايةٍ
- الطبيب الفيلسوف، المنظِّر في علوم البيولوجيا، عضو لَجنة علم ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد كشكار - أيُّ أمة نحن، عَجَزَ الدين والعلم والثورة مجتمعين عن تغييرها؟