|
وكانت عيناها تراقبان7
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 6242 - 2019 / 5 / 27 - 09:42
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
منذ ان وعيت فى بيتنا الضيقة لم اعتقد ان هناك بيوتا واسعة كل هذا الحد تدخلها الشمس من كل الاتجاهات يدخلها صوت الشجر والعصافير فى الصباح لايشبه بيتنا ذو النوافذ الضيقة ورائحة العفن التى تعتادها الانوف من الجدران تاره ومن القمامة بين انحاء الشارع تطوقه فى كل مكان حتى بات ساخرا منه بشكل هرما يراقبنا هرما من قمامتنا التى نلقيها ولا احد ينظفها بل تزداد ..كنا مكب نفايات المنازل بالحى المقابل يفصل بيننا الجسر بين منازل دافئة وواسعة واخرى ضيقة متلاصقة الكلاب الضاله تعتاش فيها تنام بين قمامتها اطفالها باهتون بعض اطفالها يحتاجون لملابس ضرورية بدل من المهلهة التى تغطى اقل مما يجب عليهم ..كنا سبعة اخوة اكبرنا رحل بالبحر لانعلم ان كان نجا ام غرق مثل الكثيرين واخر لايمكنه العمل فى شىء واخر ضل طريقه ،كنت اكبر اربعة فتيات عندما جاء خالى بالفرج انه عملا مناسب للصغيرة ...بيت جيد اعلم اصحابه فقط ستهتم بصغير . كنت الفتاة التى احضروها لصغيرهم كثيرا ما رايت شجارهم ..انعزالها نومها الى الظهيرة استيقاظها الهادىء دون تعب تتذكر صغيرها بعد فنجاة قهوتها الصباحية ثم تتناول الطعام تراقبه كغريب ينمو من بعيد لاتعرف متى يتالم ؟يضحك؟يحزن؟يمل.انها لاتعرف شيئا كنت انا من اعلم لهذا كرهتنى ..فهمنى الصغير واحبنى اصبحت اعرفه واعرف البيت بدت اهتم بنظافة كل شىء فيه اصبح لى انا انها تعيش ولا تعيش تنظر ولا تنظر وكأنها من عالما اخر يلقبوها بالدكتورة ابنه طبيب يرددون ان ابيها سيصبح وزيرا مثل من نشاهدهم فى التلفاز..كرهت الخروج فى اجازتى وترك ذلك البيت نسيت من اكون..اخوتى بيتنا ذو الرائحة الكريهه..حتى اتى اخى ونظر نظر الى البيت بحقد طلب المزيد والمزيد ..كنت اعطيه وهى لاتدرى انها لاتعرف ما الذى لديها لاتهتم سوى بغرفتها اشيائها التافه..اصبحت اعرف متى يعود من عمله ماذا يحب من الطعام ثم كان لى بالكامل.. لم تعد هنا ترحل كثيرا عن البيت يصرخ فيها انها لاتفهم ما يريد ابدا لاتقدر كل ما لديها لانه ببساطة وجد لاجلها..لاتعلم كيف تتعب اخريات ولا يحصلن على نصف ما لديها الان انها لاتعمل ولن تضطر الى العمل ابدا لساعات طويلة لن يقتلها الاجهاد والحمل مثل امى.. اكثر ما اغضبنى منها انها لم تلفت لم تنظر تجاهى مره واحدة سوى بغضب لاننى اهتم بصغيرها لان الصغير احبنى وعرفنى امه بينما لم يتعرف عليها لم يبتسم او يلعب معها لاتفهم احتياجه يخبرنى بكل شىء منذ يعود من حضانته اعلم اسماء معلماته اصحابه افضل الالعاب التى يحبها نوع السندوتش الذى سوف يتناوله اليوم..اما هى لاتعرف لما يبكى كثيرا فى الفترة الاخيرة تستدير ناحية اوراقها تدون وتدون ليتنى كنت اعلم القراءة والكتابة لاعرف عما تكتب وتترك كل هذا.. اهدانى فستانا جديدا..لم ارتدى مثله من قط ارتديته وانا اذهب لذلك الماركت الشهير ..كنت كسيدة مثل الباقيات هناك اراقبهن وه يتفحصن الاسعار ثم يحملن من كل شىء فى عربة التسق الكبيرة يضعن الكثير والكثير اراقب فتاتين وفتى يقومون بشراء كثير من الشيكولاتة من الاصناف الغالية حبيبات الشبس بكل انواعها بضجر يضعن بلااكتراث يقف امام الكاشير تخرج الفتاة ورق المائتين جنية بلا اكتراث تترك الباقى وتغادر تزين يديها باكسوارات لامعه طرحتها زاهية ترتدى فستانا جميلا يشبه ما ارتديه انا.. خرجت كاننى واحدة منهن توقفت السيارة حمل السائق معى الاكياس جلست بجواره ..امتلك كل شىء للحظات حتى عدت ووجدتها عادت للبيت من جديد بصحبه امها..كانت الام هى الامر انلاهى الجديد لم تكن الزوجة تتحدث اليه ببينما لم تتوقف تنبيهات الام وتانيبها سمعتها تردد كيف تتركين الفتاة كل هذا الوقت مع الصغير انه لايعرفك لم يعد لها فائدة دعيها تغادر فتاك قد كبر بحاجة اليك انتهى امرها..سقط قلبى كدت اختنق فكرت سريعا لايمكنه ان يسمح بمغادرتى انه لايثق بها لايثق بها انا من اخبرها بتحركاتها مع من تتحدث متى تخرج ومتى تعود من اتصل بها كل رسائلها الخاصة اعرفها .. سمعتها تردد الصغير يحبها يحبها لايمكن سيكرهنى اذا رحلت ..ربما لن يحبنى ..لست ادرى لست ادرى كيف اصبح اما له لم يكن عليه التسرع والزواج..سمعت الام تصرخ فيها لتصمت..لكنها لم تفعل استمر صراخهما سمعت نشيج الصغير فى غرفته ..ذهبت دفعته لحضنى حتى هدأ ونام كانا زوجين عيون ترمقانى وقفت وامها يتطلعان فينا كان الصغير هادئا وضعته فى فراشه..قلت لقد اجهد اليوم بسبب اللعب انه يوم اللعب فى حضانته..استدارتا تنفست الصعداء بداخلى تاكد اننى لست راحلة عن ذلك البيت ابدا انه بيتى ..
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وكانت عيناها تراقبان6
-
اتمنى لك الحب..مارجو
-
وكانت عيناها تراقبان5
-
وكانت عيناها تراقبان4
-
اوراق الصمت
-
جدران تحمينا
-
وكانت عيناها ترقبان3
-
وكانت عيناها تراقبان1
-
عائلة 2
-
عائلة1
-
بطل المدينة 10
-
بطل المدينة الاخيرة
-
بطل المدينة 8
-
بطل المدينة 9
-
بطل المدينة 6
-
بطل المدينة7
-
بطل المدينة5
-
بطل المدينة 3
-
بطل المدينة 1
-
بطل المدينة 2
المزيد.....
-
دعم للمرأة الجزائرية.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
-قرن- ينمو في جبين امرأة صينية تبلغ من العمر 107 أعوام
-
الوكالة الوطنية للتشغيل 800 د.ج تكشف كيفية التسجيل في منحة ا
...
-
طريقة التسجيل في منفعة دخل الأسرة بسلطنة عمان 2024 والشروط ا
...
-
تقارير حقوقية تتحدث عن انتحار نساء بعد اغتصابهن في السودان
-
أنبــاء عن زيـادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى 8000 د.ج!
...
-
جنود إسرائيل في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
-
وباء -الوحدة الذكوري-.. لماذا يشعر الرجال بالعزلة أكثر من ال
...
-
مساعدة الرئيس الإيراني: مستعدون للتعاون مع قطر في مجال الأسر
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|