أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - سياسة العصا والجزرة، هل ستنفع مع إيران !؟















المزيد.....

سياسة العصا والجزرة، هل ستنفع مع إيران !؟


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6235 - 2019 / 5 / 20 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ الثاني من آيار موعد بدء تنفيذ العقوبات الامريكية على ايران والاخبار تتمحور حول منطقة الشرق الأوسط، ومنطقة الخليج بالتحديد ، فبعد الحصار الاقتصادي الخانق المفروض من قبل أمريكا على صادرات النفط الإيرانية وتدهور العملة الى ادنى مستوياتها وتفاقم الوضع الاقتصادي هناك ، بدأت أمريكا بتحريك اسطول بحري كبير باتجاه المنطقة بحجة ردع ايران ومنعها من تهديد مصالح أمريكا وحلفاءها في المنطقة . ايران، بدورها، كانت قد هددت بإغلاق مضيق هرمز في حال مُنعت من تصدير نفطها عبره .
الدلائل تشير الى كون هذه التهديدات لا تتجاوز الحرب النفسية لإجبار ايران على الجلوس الى طاولة المفاوضات بغية فرض شروط أمريكا عليها فيما يخص ملفها النووي وصواريخها البالستية . هذه المفاوضات، إن تمت، ستكون بين من هو رأسه داخل فم التمساح ويَطلب منه التفاوض !
ترامب يريد تكرار تجربة كوريا الشمالية مع ايران ، فبعد الحرب الكلامية والحديث عن الازرار النووية بين الجانبين ، نجح ترامب في جر زعيم كوريا الشمالية نحو مائدة المفاوضات ووضع حد للتجارب النووية الكورية الشمالية وتخفيض التوتر في شبه الجزيرة الكورية ، الآن يريد ترامب جر ايران والتفاوض معها واخضاعها للشروط الامريكية الإسرائيلية ومن ثم رمي فُتات نتائج هذه المفاوضات الى الدول الخليجية ، السعودية والامارات بالدرجة الأساس ، مقابل أموال تدفعها تلك الدول للشرطي الأمريكي .
طرفا الصراع يمثلان اكثر الأقطاب رجعية، أمريكا على صعيد العالم، وايران على صعيد المنطقة .
المتابع للوضع السياسي في المنطقة والعالم لا يحتاج الى عناء كبير ليعرف مدى غطرسة وعنجهية أمريكا حامية النظام الرأسمالي الذي بات لا يمكنه فرض هيمنته على العالم سوى بالتهديد بشن الحروب والأقدام عليها فعلا والإبقاء على " بؤر التوتر "، ان كانت بشكل مباشر كما فعلت في احتلال العراق عام 2003 أو الحرب بالوكالة كما تفعل اليوم في اليمن وسوريا وليبيا وأفغانستان .
أما نظام الجمهورية الإسلامية في ايران الغارق في الرجعية حتى النخاع لم ولن يمكنه الاستمرار في حفظ هذا النمط من النظام الرأسمالي على الصعيد الداخلي سوى بفرض أكثر القوانين رجعية على الجماهير وخنق الحريات السياسية والفردية وفرض التراجع عليها ونصب اعواد المشانق بحق الاحرار وتشريع قوانين تجعل من المرأة أقل من دونية ، سياسات اغرقت البلد في دوامة أدت الى تفشى البطالة وازدياد تجارة المخدرات واستعمالها خصوصا بين الشباب وتدنى مستويات الأحوال المعيشية للعمال والكادحين الى ادنى الحدود ، أما خارجيا فهي تحاول بسط نفوذها ليمتد الى دول المنطقة مرورا بالعراق وسوريا ولبنان ثم اليمن والبحرين وحتى السعودية إن أمكن .
أمريكا من خلال سياستها اتجاه ايران بفرض الحصار الاقتصادي عليها، تسعى الى خلق اكبر قدر من الاستياء والتذمر بين الجماهير هناك بغية حدوث هبة جماهيرية تطيح بالنظام وأركانه، هذا هو السيناريو الذي تُطبل له امريكا من خلال وسائل اعلامها وتريده أن يحدث ، حسب ادعاءها ، إلا أن واقع المسألة وواقع التوقعات هو العكس تماما كون هذه السياسية تخدم النظام في ايران ، بحيث يتخذ من مواقف أمريكا هذه حجة وذريعة لممارسة ابشع أنواع القمع وأقسى العقوبات بحق كل من تسول له نفسه أن يقف بالضد من سياسات الدولة وينادي بإسقاط النظام حيث ان تهمة الوقوف مع " الشيطان الأكبر " جاهزة لختم جبين كل صوت معارض! هذا بالإضافة الى ان سياسة التجويع هذه تعطي ذريعة أخرى للنظام للتهرب من تقديم أبسط الخدمات للجماهير المحرومة أصلا بحجة وجود خطر يهدد " الوطن " .

أما السعودية وحلفاءها الذين يُطبلون للحرب ويسعون لاندلاعها بغية الخلاص من " شر " هذا "العدو الشرس" الذي يسعى لبسط نفوذه في المنطقة وزعزعة كياناتهم، بدأوا بتهيئة الأرضية للحرب والاستعداد لها، آخر هذه المحاولات، هو نداءاتهم لعقد ثلاث قمم ( قمة الدول الإسلامية ، ثم الدعوة لعقد قمة عربية وقمة خليجية ) طارئة ! من المضحك أن نستذكر هنا القصيدة المشهورة للشاعر العراقي الكبير مظفر النواب في وصفه لهذه القمم :
قِمَمْ
قِمَمْ
قِمَمْ
معْزى على غَنمْ
جلالة الكَبشِ على سموّ نعجةٍ
على حمارٍ بالقِدمْ
........
وينهي قصيدته بالقول :

أي تُفو على
أول مَنْ فيها
الى آخر من فيها
من الملوكِ..
والشيوخ ..
والخَدَمْ

أما إسرائيل التي تعتبر نفسها أكثر الدول تعرضا للتهديد من قبل ايران حيث يوجد على حدودها الشمالية حزب الله في لبنان و قوات إيرانية في سوريا وميليشيات شيعية في العراق جميعها أوراق يمكن استخدامها في اية معركة تنشب معها من قبل ايران، لذا نراها ، وبدعم من أمريكا ، ترفع شعار ـ لا نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي !
تاريخ الجمهورية الإسلامية في ايران يُشير الى أن الحفاظ على هذا الكيان ومنعه من السقوط هو الهدف الأساس للحكام هناك حين تشتد المنازلة ،لذا فإن البراكماتية السياسية ستكون حاضرة في نهاية المطاف ، فكما شَرِبَ الخميني كأس السم حين أوقف الحرب مع العراق عام 1988 ، يُمكن لخليفة الخميني أن يسلك نفس الطريق حين يرى بأن كيان الجمهورية الإسلامية مهدد بالسقوط ، لذا أرى من المستبعد اندلاع هذه الحرب من جانب ايران . أما من الجانب الامريكي فكل ما تريده أمريكا هو جر ايران الى التفاوض والسير بها قُدماً نحو الدخول تحت المظلة الامريكية كما هو حال بقية دول الخليج والكف عن العصيان من قبل "الابن الضال" !

ما تمر به المنطقة اليوم وما تهددها من مخاطر جراء سياسات تلك الأقطاب البرجوازية، لا يتحمل وزرها سوى الطبقة العاملة والكادحين وفقراء المجتمع ، فهم الضحايا المباشرة لتلك السياسات . وهم كذلك من بيدهم مفاتيح الحل لجميع هذه المعضلات ، هؤلاء بحاجة اليوم الى رص الصفوف وتوحيدها بغية والوقوف بوجه هذه السياسات وافشالها وفرض ارادتها وطرح بديلها الاشتراكي الواقعي والممكن . إلا أن تحقيق هذا المطلب الإنساني مُستبعد حاليا في ظل التشتت والتشرذم الذي يعانيه اليسار في ايران بشكل عام والأحزاب الشيوعية بمختلف مسمياتها بشكل خاص . ان الرد الواقعي والممكن اليوم مرهون بوجود حزب شيوعي ماركسي ثوري قادر على تنظيم تلك الصفوف والسير بهذا النضال حتى تحقيق الشعار المذكور .

20 / 5 / 2019



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير في السودان ، لا زال في الفَرَسْ وليس الفُرسان !!
- -الربيع العربي- بعد ثمان سنوات، الأسباب والنتائج !
- هل أصبحت قرارات ترامب لغزا ً!؟
- الكابينة الوزارية الجديدة، تجسيد للمحاصصة الطائفية والقومية ...
- مئوية الحرب العالمية الأولى ، أين نحن من السلام !؟
- السياسة الرأسمالية في أوج تعفنها ! حول اغتيال جمال خاشقجي !
- حول استقالة نخبة من قيادات الحزب الشيوعي العمالي العراقي - ك ...
- ترامب يُوحِد الأعداء ويُنعش آمال التطرف من جديد!
- حول الموقف الشيوعي من استفتاء كوردستان!
- الأزمة الخليجية، انشقاق في معسكر داعمي الإرهاب!
- لِمَ ، بكسر اللام وفتح الميم ، أقول - لا - لهذا الاستفتاء !؟
- هل تتخلى حماس عن حَماسِها ؟
- حول الانتخابات البرلمانية المبكرة في بريطانيا !
- علم كوردستان في كركوك نذير اقتتال قومي !
- الروس والأتراك يتفاوضون على مستقبل -سوريا العربية-
- القوات التركية في بعشيقة، بين البقاء والرحيل
- عندما تتضارب الحقيقة مع المصالح! حول التصريحات الاخيرة لوزير ...
- بعيدا عن السياسة / 2... الطائفية والعبودية في كرة القدم!
- بعيدا عن السياسة
- تجميل الوجه القبيح للنظام الرأسمالي العالمي حول مؤتمر المناخ ...


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - سياسة العصا والجزرة، هل ستنفع مع إيران !؟