أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سري القدوة - فى ذكري النكبة : الموت على الارصفة الباردة














المزيد.....

فى ذكري النكبة : الموت على الارصفة الباردة


سري القدوة
اعلامي فلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 6234 - 2019 / 5 / 19 - 07:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى ذكري النكبة : الموت على الارصفة الباردة
بقلم : سري القدوة
بين متاهات الحياة تضيع الحقائق .. يقف الإنسان عاجزا عما يريد فعله .. تفاصيل كثيرة هيا التى شكلت الإنسان الفلسطيني ليكون بمنظومته الحياته وفكره ونظرته للحياة لها ما يستحق أن يكون لما تحمله من معانٍ وقيم تترك فى النفوس الآثار الكبيرة للعمل والنهوض واستدراك الواقع .
الفلسطيني هذا الإنسان الذي حملته ظروف التهجير وما شكلت فى نفسيته وطبيعته ورؤيته الفلسفية الخاصة بالحياة ليبحث دائما عن الأفضل ودائما يرتحل ليحمل همومه ويكون الوطن صوب عينيه ولتكون ذاكرته الوطنية هيا الحاضرة في تصرفاته وسلوكه .
ما دفعنا هنا لهذه المقدمة الوصفية لحياة الفلسطيني هو واقع الحال الذي الم به في ظل المتغيرات الدولية والمعطيات الحياتية والتي يبحث وما زال يحمل هموم البحث عن الوطن ويعيش حياة التهجير والابتعاد عن الأرض الخالدة فى قلوب الفلسطينيين جميعا .
الموت في بلادي أصبح مجرد حروف تكتب علي صفحات هزائمنا المتلاحقة.. والموت أصبح بأشكال متعددة منها من يعدم رميا بالرصاص ومنا من يعدم دهسا أو في انفجار ومنا من يعدم ضربا حتى الموت ومنا من يعدم شنقا ومنا من يعدم وهو ميت ومنا من يعدم بالسم .. ومن من يعدم حرقا .. القتل له أشكال متعددة والهدف هو واحد .. الهدف هو إنهاء حياة الآخرين دون ثمن أو بثمن بخس .. من اجل الحفاظ على كرسي شيخ القبيلة .. كم كانت وحشية المفردات بشعة لدرجة أن تكون عديمة الأخلاق وحتى عديمة الإنسانية في تلك المساحة التي هيا أساسا خارج التكوين الجغرافي لمعني الكينونة والنظام والدولة .
كم مرعبة هي رائحة الموت التي تنبعث من وطن أصبح بدون عنوان .. كم مرعب أن تعيش خارج القانون وان تبحث عن شربة ماء ساعة الظهيرة .. كم مرعب أن تقف منتظراً في طابور الموت .. وأن يقرر موتك هؤلاء المارقون القتلة .. كم هو مرعب ان تكون بدون مأوي وان تفترش الأرصفة الباردة وان يبكيك الاطفال في انتظار ما يسد لوعة جوعهم وينقذ حياتهم .. كم هو مرعب ان يتحدد لونك من اختيار مسجدك لأداء الصلاة وتصبح عبادة الله شرطا لتحديد لونك ولفهم من تكون أنت .. فتتوحد مع نفسك للعبادة وترفض ان تنصاع للأوامر فتسجل في سجلات الخارجين عن القانون ويفتح لك ملف وتنتظر ان يزج بك في زنزانة الحقد الأسود ..
لم نستوعب أن نكون قتلة في زمن التشرد والهزيمة ولم نستوعب معنى أن يكون الفلسطيني بدون وطن وان يكون العالم وصيا علي شعب سجل في سجلات الانروا وينتظر المساعدات بداية كل شهر فهذا يعني أن نكون أسيادا للقبيلة وان تكون قبيلتنا هي الوهم المتجدد فينا فتلك المساحة الضيقة بين أن نكون أو لا نكون أفقدتنا البوصلة .. كما افتقدنا الوطن فغابت عناوين المرحلة وتبدد الحلم وأصبح رمادا .. مجرد سراب ينبعث مع رائحة الموت الكريهة ونفايات القمامة المتراكمة على أزقة الهزيمة في مدينة الخراب والدمار والحلكة السوداء .. انها هي غزة .. انها بقايا وطني الضائع فينا ..
أنها حقيقة نعيشها بكل جوارحها وهمومها .. أنها حقيقة نتجرعها كل يوم .. أنها وقائع الهزيمة التي تلاحقنا .. فما أصعب ان لا نرى سوى أنفسنا .. ما أصعب أن نرى الوطن بقناع أسود وان نكون خارج الإنسانية ..
ما أصعب زماننا وما أصعب أن نتنفس هواء الليل الملوث بالحقد الأسود وان نأكل طعامنا برغيف خبز ممزوج بدماء المقتولين غدرا في زمن أصبح فيه القتل هواية ..
يا الله ارحم شعبنا وارحم أهلنا وكن معنا في بقاع الأرض ونحن نفترش الغربة ونتألم بوجع الانقسام ونقهر في وطن يسمي وطننا ..
انا من هناك .. من ارض الحب والخير والعطاء .. انا من وحي الأنبياء .. انا من تلك المساحة المنسية في عالم أصبحت فيه الإنسانية وجهة نظر .. انا من مكونات الأشياء كنت ومن بقايا الهزيمة شكلت لغتي .. انا ابن لهذه البلد المطعونة في خاصرتها .. انا من بلد يقتل الأخ أخاه ويطعن الابن أباه .. انا من بلد التناقضات والعجب .. انا ابن المرحلة .. انا صوت من لا صوت لهم .. انا البحر الهادر حزنا من جنوبه الى شماله .. انا السماء .. انا الارض .. انا الفكرة .. انا العودة .. انا المخيم .. انا الفجر القادم ..
من لشعبنا الان من ينقذ السفينة قبل الغرق ومن ينقذ اهلنا قبل الدمار .. من لشبابنا الذين يفضلون الموت على البقاء من لشبابنا الذين يعانون البطالة والعجز ويبحثون عن الحياة فمنهم من يموت في عرض البحار ومنهم من يقرر الموت ويرحل ..
ستلاحقنا ارواحهم غضبا وستلعننا السماء اذا ما استيقظنا من سباتنا فلم يعد هناك منقذ .. وليرحل تجار الاوطان وينتصر الوطن .. ينتصر المستقبل .. ينتصر جيل الدولة والقانون والهوية الفلسطينية .
سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]



#سري_القدوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة والموروث الحضاري للشعب الفلسطيني
- مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية وضرب الحقوق الفلسطينية والعر ...
- يا عمال فلسطين اتحدوا من اجل الدولة الفلسطينية المستقلة
- الوحدة الوطنية فى مواجهة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة
- مواجهة مشاريع ووهم التوطين بحق الشعب الفلسطيني
- الوحدة الوطنية طريقنا نحو المصالحة الفلسطينية
- وحدوية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية
- مجلس الأمن الدولي وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني
- اعلان تجسيد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ..
- نحو استراتجية دولية لمكافحة الارهاب
- نحو استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة صفقة ترامب ..
- خليل الوزير .. ايقونة الثورة الفلسطينية
- ( الوصايا الاردنية الهاشمية ) اساس لموجهة صفقة القرن
- ( اسرائيل العنصرية ) تنتخب الاحتلال والاستيطان
- انتفاضة الاسرى في سجون الاحتلال
- علامات فارقة ... قوة الحضارة ستنتصر
- الاردن ومواجهة التحديات الراهنة
- الاسرى هم طليعة الشعب الفلسطيني وصوت الوطن الحر
- الفتح فى ذكرى انطلاقتها الرابعة والخمسين ...
- لماذا المجلس التشريعي لا يمثل ابناء الشعب الفلسطيني .. ؟


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سري القدوة - فى ذكري النكبة : الموت على الارصفة الباردة