أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمزة الذهبي - نعيش في مجتمع عنيف :














المزيد.....

نعيش في مجتمع عنيف :


حمزة الذهبي
كاتب وباحث

(Hamza Dahbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6231 - 2019 / 5 / 16 - 17:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نعيش في مجتمع مغربي عنيف ـ يغيب فيه الحوار ، إذ بدل أن يحل المرء خلافاته التي تكون أحيانا تافهة عن طريق تجاذب أطراف الحديث لإيجاد حل سلمي لها ، تجده يسب ويشتم متخذا وقفة ملاكم متأهب للفتك بعدوه .
صراحة أحيانا يخيل إلي أننا لا زلنا بدائيين وربما نحن كذلك . إذ بماذا يتميز الإنسان البدائي ، إنه نفس ما نراه في الشارع وذلك في استخدام عضلاته بدل استخدام عقله . في استبداده على من هم أضعف منه ، في عدم كبث غرائزه العنيفة – وما قيام الحضارة إلا نتيجة هذا الكبت – بالإضافة إلى أنه يتوقع من الآخرين الأذى في أي لحظة لهذا نجده يتخذ منهم موضع ريبة وشك .
يتساءل أحدهم لماذا مجتمعنا المغربي مجتمع عنيف ؟
في إطار بحثي في هذا الموضوع وجدت أن هناك العديد من الإجابات على هذا السؤال ، لكني في هذا المقال القصير إلى حد ما سأكتفي بإجابتين .
أول هذه الإجابات فهي للأستاذ عبد الصماد الديالمي ، الباحث السوسيولوجي الذي سأل نفسه في إحدى الحوارات الصحفية :
- لماذا لا يحترم المغربي المغربي الآخر؟
وأجاب عن ذلك قائلا :
" لأنه لا يحب نفسه وهو لا يحب نفسه كمغربي لأنه يعرف بشكل عام أنه أناني، كاذب، منافق، دون كلمة، انتهازي، متملق، راش ومرتش، خنوع. إنه لا يحب نفسه لأنه لا يحب هذه الصفات في ذاته. طبعا، يسقط المغربي كل هذه الصفات اللأخلاقية على الآخرين، على كل مغربي مغربي، فلا يحترم ولا يثق أحدا لأنه لا يحترم نفسه ولا يثق فيها. "
ثم يطرح على نفسه سؤال آخر :
- لماذا أصبح المغربي على هذا الشكل؟
ويجيب :
" لأنه ضحية/نتاج سياسات عمومية تطالبه بالقيام بواجباته دون أن تمنحه حقوقه الأساسية في التعليم والصحة والشغل والسكن والتغذية. إنها تعامله باحتقار دون اعتبار لكرامته ولمواطنته وتدفعه إلى شراء أبسط حقوقه بفضل الإرشاء أو الوساطات (العائلية، القبلية، الجهوية، المخزنية، الحزبية، النقابية...). هذا ما يفسر عدوانية المغاربة تجاه بعضهم البعض، إنها حرب أهلية في الطرق، في كل الطرق، المادية والرمزية، في كل الأوضاع، وفي كل الوضعيات.
أما ثاني الإجابات فوجدتها في كتاب " التمويه في المجتمع العربي السلطوي" للكاتب محمد عباس نور الدين وهو بالمناسبة في هذا الكتاب لا يتحدث عن المجتمع المغربي بصفة خاصة ، بل يتحدث عن المجتمع العربي بصفة عامة ويعتبر أن المجتمع العربي لكونه مجتمع أبوي سلطوي فهو يفرغ العلاقات الاجتماعية من محتواها الإنساني ويجعل منها علاقات بين أقوياء وضعفاء . وحتى الضعفاء يتحولون إلى أقوياء بالنسبة لمن هم أضعف منهم .
وبذلك يكون الجميع ضحية الأقوياء والضعفاء لأنهم فقدوا قدرة التعامل الأفقي أو الإنساني التي تقوم على الاعتراف بالآخر على أساس الحرية والمساواة .
ثم يضيف فيما بعد على أن هذا المجتمع السلطوي ينتج شخصية مزدوجة تخفي ميلها العدواني إزاء من هم أقوى منها إلا أنها تظهر وبكيفية واضحة ميلا عدوانيا إزاء من تعتبرهم في مستواها أو أضعف منها ... فالقمع الذي يتعرض له الفرد (..) يُحدث له توترا نفسيا لا يستطيع أن يتخلص منه بتوجيهه إلى مصدر التوتر وإنما يسقطه على الآخرين من أمثاله لأتفه الأسباب ..

تأسيسا على ما سبق فإننا حاولنا في هذا المقال تقديم بعض الإجابات من بين إجابات عديدة عن سبب هذا العنف الذي نعيشه في حياتنا اليومية. أحيانا نكون كمشاهدين وأحيانا يُمارس علينا بشكل من الأشكال



#حمزة_الذهبي (هاشتاغ)       Hamza_Dahbi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة محمد عابد الجابري بفيلسوف قرطبة
- سقراط : أول شهيد للفكر .
- رواية طفل الرمال عكست لنا وضعا يُؤسف له كانت تعيشه المرأة
- التكفير جزاء من تجرأ على التفكير :
- لماذا تعثرت النهضة العربية ؟
- رواية الورم : السلطة تمسخ أهل السلطة
- فاتحة مرشيد : تقتل الأب كي يحيا الإبن
- عندما يصبح سؤال ماذا تفعل ؟ سؤال مرعب .
- المرأة السوداء في المغرب والعنف المزدوج
- الإبداع يولد من رحم المعاناة – دوستويفسكي نموذجا .
- رواية العريس للكاتب صلاح الوديع باعتبارها شكل من أشكال التعب ...
- رواية الحي الخطير : ليس هناك أي مخرج
- الروائية فاتحة مرشيد : ممارسة الجنس أمر محفز للإبداع


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمزة الذهبي - نعيش في مجتمع عنيف :