أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة الذهبي - التكفير جزاء من تجرأ على التفكير :














المزيد.....

التكفير جزاء من تجرأ على التفكير :


حمزة الذهبي
كاتب وباحث

(Hamza Dahbi)


الحوار المتمدن-العدد: 6202 - 2019 / 4 / 16 - 20:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مما لا شك فيه ، اليوم ، أن هناك علاقة بين التفكير والتكفير في مجتمعنا العربي ، لكن ليس أي شكل من التفكير ، بل فقط ذلك التفكير الذي يكون غير سائد - أو بالأحرى التفكير النقدي الذي يهدف إلى كشف ما هو مستور أو ما تم إخفاؤه عمداً أو عن غير قصد - والمرتبط خصوصا بالمجال الديني ، المحاط بحراسة ، لن أكون مبالغا إذ قلت ، أنها شرسة من طرف أولئك الذين ليست لهم القدرة على مواجهة الفكر بالفكر ، لأن هذا سيكشف تهافت أفكارهم ، لهذا يلجئون - كما يقول الكاتب المصري ، الذي اكتوى بنار التكفير ، نصر أبو زيد – إلى سلاح العجزة من الجًهّال والصبية ، سلاح التكفير . ثم يضيف فيما بعد قائلا أنه من المخجل أن يوصف بالكفر من يحاول ممارسة الفكر ، وأن يكون التكفير هو عقاب التفكير .
إنه لشيء مخجل فعلا وخطير في الآن نفسه ، فالتكفير هو البداية التي تؤدي مباشرة وبشكل حتمي إلى القتل ، إنه في النهاية اغتيال رمزي يتبعه اغتيال مادي . فابن تيمية في مجموع الفتاوى يقول " المرتد يُقتل في كل حال " وبالتالي فعندما تقوم فئة ما لها السلطة في إطلاق هكذا أحكام في تكفير أحد المفكرين فالنتيجة الحتمية والمباشرة لهذه الأحكام هي في أن يُقتل .
إنه ثمن التفكير خارج ما هو مسموح التفكير فيه ، وهو ثمن غالي وباهظ ، إن فعل التكفير الذي ينتج عنه لا محالة فعل القتل هو فعل غبي وساذج ، فإذا كنت قد تعلمت شيء طوال هذه المدة التي قضيتها متبحرا في عالم الأفكار ، فهو أن فعل قتل المفكرين الناتج عن تكفيرهم تكون له نتائج عكسية عكس ما تطمح له جيوش الظلام هذه ، فبقتلهم قائل الأفكار ، يساهمون بدون وعي منهم بجعل أفكاره حية أكثر ، يجعلونها متداولة بين الناس أكثر ، فكم من مفكر لم نكن لنقرأ أفكاره لولا اغتياله بعد تكفيره .
ومن المفيد هنا في ختام هذا المقال القصير الذي سأعتبره عبارة عن مقدمة لمقالات قادمة سأخصصها لأولئك الذين تعرضوا للتكفير لأنهم مارسوا التفكير ، الإشارة إلى أن الأمر لم يكن هكذا دائما ، أو بالأحرى كي لا نجانب الصواب ، نقول أنه لم يكن بالشدة التي أصبح عليها في القرون الأخيرة حيث ضاق الأفق ، فقراءة تاريخنا الإسلامي تكشف لنا أنه كانت هناك مناظرات فكرية ومناقشات فلسفية بعيدة كل البعد عن سيف التكفير وأحكام الردة وهذا ما تنبه إليه أيضا توماس باور في كتابه ثقافة الالتباس - نحو تاريخ آخر للإسلام - إذ يقول " وبينما كان علماء القرن الرابع عشر يعتبرون تعددية النص القرآني إثراءً ، يعتبر مسلمو اليوم وجود قراءات مختلفة للقرآن في الغالب شيئا غير مرغوب فيه ، وبينما يرحب علماء الاسلام التقليدي بتعدد إمكانيات تفسير القرآن يعتقد مفسروا القرآن الحاليون سواء في الغرب أو الشرق سواء كانوا أصوليين أو إصلاحيين بأنهم يعلمون بالضبط ما هو المعنى الحقيقي لموضع قرآني ما ، وبينما كان اختلاف العلماء في الرأي في العصور الأولى بناءً على حديث معروف للنبي رحمة للأمة تعتبر اليوم عند الكثيرين شراً لا بد من استئصاله " ( ص 12 )..



#حمزة_الذهبي (هاشتاغ)       Hamza_Dahbi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تعثرت النهضة العربية ؟
- رواية الورم : السلطة تمسخ أهل السلطة
- فاتحة مرشيد : تقتل الأب كي يحيا الإبن
- عندما يصبح سؤال ماذا تفعل ؟ سؤال مرعب .
- المرأة السوداء في المغرب والعنف المزدوج
- الإبداع يولد من رحم المعاناة – دوستويفسكي نموذجا .
- رواية العريس للكاتب صلاح الوديع باعتبارها شكل من أشكال التعب ...
- رواية الحي الخطير : ليس هناك أي مخرج
- الروائية فاتحة مرشيد : ممارسة الجنس أمر محفز للإبداع


المزيد.....




- الموصل تستعيد رموزها التاريخية: افتتاح الجامع النوري والحدبا ...
- استنكار واسع في بلجيكا بعد إدراج طبيب كلمة -يهودية- ضمن قائم ...
- السوداني يفتتح رمز مدينة الموصل الجامع النوري ومنارته الحدبا ...
- بين الخلاف المحمود والمذموم.. كيف عالج الإسلام الاختلافات؟
- شاهد كيف استقبل مسيحيو سوريا افتتاح كنيسة القديسة آنا بإدلب ...
- السوداني يفتتح الجامع النوري والمئذنة الحدباء وسط مدينة المو ...
- أكسيوس: السفير الأمريكي للاحتلال يتبنى مصطلح -يهودا والسامرة ...
- ميغان تشوريتز.. النجمة اليهودية التي تحدت الصهيونية بجنوب أف ...
- محافظة القدس: إسرائيل تدمر آثارا إسلامية أسفل المسجد الأقصى ...
- محافظة القدس: إسرائيل تدمر آثارا إسلامية أسفل المسجد الأقصى ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة الذهبي - التكفير جزاء من تجرأ على التفكير :