أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - هيفاء الأميرن وجفصة الجفصات البيروتية















المزيد.....

هيفاء الأميرن وجفصة الجفصات البيروتية


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6220 - 2019 / 5 / 4 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا الذين انتقدوا بحدة النائبة هيفاء الأمين ولا الذين دافعوا عنها "بحماوة" انتبهوا الى سياق كلامها وموضعه وكلا الفريقين خلط مقدمة كلامها بما ورد في مداخلتها لاحقا. وقد حاولتُ ألا أعلق على هذه الحادثة لضآلة أهمية الموضوع - رغم حساسيته - ولكن الانقسام الحاد في وجهات النظر حتى بين الأصدقاء الوطنيين والديموقراطيين واليساريين المناهضين لنظام المحاصصة الطائفية التابع دفعني إلى كتابة هذه التعليقات السريعة على هذه الحادثة الصغيرة شكلا والكبيرة دلالة :
*أعتقد أن فهم سياق كلام السيدة النائبة وموضعه المكاني مهم جدا قبل الحكم على مضمون كلامها قيميا، ولا يمكن إغفاله لمن يريد فهم مقاصدها: لقد كانت تتحدث بصفتها نائبة عراقية إلى جمهور لبناني في سفارة العراق في بيروت وتخاطبهم مباشرة وبلغة ركيكة ومفككة والحرج باد عليها فتقول لهم / نقلا عن الفيديو الذي قاومتُ وحاولت عدم مشاهدته طويلا ففشلت! وعذرا إنْ نقلت كلمة أو أكثر بشكل غير دقيق لرداءة الصوت من المصدر ( أنتم مجتمع متحضر متقدم ، ونحن ... يعني هذا الوضع في العراق غني بالتقاليد والعادات والموروث القديم والمتخلف والذي يحتاج إلى جهد ووقت أكبر لكي نتجاوز الكثير ....).
*هذه الفقرة/ المقدمة غير الموفقة هي ما تستحق النقد القاسي لأنها أقرب الى الهجاء والشتيمة لمجتمع الجنوب العراقي وهي خالية من أي كلام عن التخلف الاقتصادي أو الثقافي أو تخلف البنية التحتية والبطالة كما قال بعض الأصدقاء بل عن العادات والتقاليد والمنظومة الأخلاقية المجتمعية عموما. الكلام عن الأمور الاقتصادية والإحصائيات والترويج لاقتصاد السوق والتنمية كما يريدها صندوق النقد الدولي ربما جاءت لاحقا ولكن هذه المقدمة لا تختلف عن أية كلام سيء يطلقه مستشرق عنصري يصفنا نحن العرب بالمتخلفين الذين نزلوا عن الشجرة بالأمس القريب (قرود يعني ) أو عن الكلام الذي يخطه صهيوني متطرف على حيطان مدينة الخليل ويقول فيه " العرب حيوانات ... الموت للعرب" ! ولا يمكن تبرير هذه المقدمة أو الدفاع عنها وتبريرها وكان على المتحدثة أن تعتذر عنه فورا وبصراحة وجرأة وتعتبره زلة لسان مؤسفة، ولكنها لم تفعل بل دافعت في آخر مداخلة لها على صفحة صديق بل تباهت بما قالت فكتبت ( الفيديو المقصود اجتزاءات متعمدة من ندوة طويلة اعتمدت معايير وإحصائيات والمحاضرة نالت استحسان المختصين...). فعن أي اعتذار يتحدث بعض الأصدقاء؟ / ملاحظة استمعت لاحقا لاعتذارها وكان اعتذارا واضحا ولكن تبريراتها غير مقبولة ... هيفاء الأمين هنا تخلط هي أيضا مقدمة كلامها الكارثية بما طرحته في الندوة وهذا أمر لا جدوى منه ولا ينفعها في شيء .
*إن كلامها المفكك والركيك في المقدمة، ربما بسبب الارتجال ومواجهة جمهور غريب يحيلنا فورا على التفكير بميادين أخرى بعيدة عن البطالة وحقوق الإنسان وفرص العمل والأمية وينقلنا إلى هجاء بائس لحالة مجتمع متخلف حضاريا في جنوب العراق مقارنة بمجتمع متقدم متحضر هو المجتمع اللبناني والمجتمع الكردستاني ....الخ. وكأن التخلف والبؤس هنا قدر ميتافيزيقي سقط على الناصرية ( مهد الحركة الشيوعية العراقية ومعقل تأسيسها والتي منها جاء أيضا أول زعيم لحزب البعث المرحوم فؤاد الركابي الذي قتله رفاقه من مجموعة صدام لاحقا في سجنه) سقطت عليها من سماء صافية وبقي التخلف لاصقا بها دون سواها لا حالة مجتمعية تسببت بها دول وأنظمة وطبقات " الله يرحم الطبقيات" وأحزاب فاسدة عميلة لاحتلال أجنبي وأخرى فقدت بوصلتها وعقلها! ولكن، هل كانت الأمين تقصد أن تقول ما قالت، ام أنها زلة لسان أو "جفصة"؟ لا أحبذ الدخول في الترجيحات والتخمينات الباطنية وأفضل قراءة الوقائع المتوفرة ولكني أعتقد أن "الجفصات" لا تأتي من فراغ!
*ثم هل تعرف هيفاء الأمين شيئا عن الدولة اللبنانية القائمة ومنذ تأسيسها على محاصصة طائفية ألعن من الطائفية العراقية بأضعاف المرات؟ هل تعلم أن المواطن اللبناني وبمجرد أن يولد ويخرج الى الدنيا يسجل على ملاك طائفته؟ وان الرئيس اللبناني الراحل الهراوي حاول إمرار مشروع الزواج المدني للحد من هيمنة رجال الطوائف والمؤسسات الدينية ففشل؟ وأن وزيرة الداخلية اللبنانية الحالية حاولت ذلك أيضا قبل أشهر قليلة فهاجت ضدها الأوساط الطائفية وأجبرتها على السكوت والانزواء ؟ وهل تعلم السيدة النائبة " الشيوعية" أن الدولة اللبنانية على حافة الإفلاس بسبب الديون الحريرية المتراكمة وأن نسبة كبيرة من دخلها الوطني تذهب لدفع فوائد هذه الديون وليس لتسديدها؟ وإن الحكومة الحالية بدأت قبل أيام بالتحرش برواتب المتقاعدين والعمال الكادحين وحتى برجال القوات المسلحة كما يطلب منها صندوق النقد؟ أعتقد أن هذه الأمور ضرورية فعلا ليعلم بها من يريد أن يقيم دولة أو مجتمعا ما ولا يعتمد على البدلات الأنيقة وربطات العنق أو العمائم البراقة التي يرتديها مجموعة من الأشخاص جاؤوا لحضور ندوته أو شاهدهم أمام واجهات المحلات السياحية الفارهة في شارع الحمرا!
* الخلاصة هي أن المشكلة ليست في هذه السيدة النائبة كشخص لا يجيد التحدث أمام جمهور فقط، بل في الحزب الذي لم يجد غيرها ليقدمها في الانتخابات في ظل نظام كهذا النظام! ولكن، ماذا نقول ، إذا كان سكرتير وزعيم حزبها نفسه يتعجب من (أن الفساد موجود حتى في الدول الديموقراطية العريقة ) فكيف تكون، وماذا تقول وتفعل هي وسواها في قواعد الحزب كوادره الوسطية؟ تصوروا هذا: سكرتير حزب شيوعي يعول على "الديموقراطيات العريقة لإنهاء وجود الفساد!" أعتقد جازما لو أن ماركس سمع كلام هذا السكرتير لقرر الخروج من قبره وجاء ليلطم قليلا في مقر هذا الحزب ثم عاد الى قبره متورما! سأكتفي بهذا التعليق، فالحدث صغير جدا وأصغر ممن قاموا به، ولن أناقش مواقفها السياسية المتخلفة واليمنية والمعادية لكل قيم الاشتراكية التي تحسب نفسها هي وحزبها عليها.
*لم أعلق على كلامها وإحصائياتها في الندوة مع ان لدي نسخة من الفيديو غير المجتزأ كما اعتقد لأنه طويل فعلا ، لأنه كلام لا يستحق التعليق ويمكن أن نجده لدى أي محرض يميني ليبرالي محافظ معاد للاشتراكية التي نسيها الجماعة من زماااااان !



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف الجديد مع حزب المتصهين مثال الآلوسي لطخة عار على جبا ...
- قصة صفحتي الملغاة على الفيسبوك!
- فراس السواح يكرر خرافات يوسف زيدان حول القدس والمسجد الأقصى!
- حول بذاءات الشيخ المشبوه سعد المدرس بحق الخليفة الثاني عمر ا ...
- فيديو/ لماذا يروج عبد المهدي لعقود المشاركة النفطية؟
- إزالة صورة الحسن بن الهيثم من الدينار العراقي ورفع نصب الثير ...
- لعنة إقليم البصرة: من برسي كوكس إلى دستور بريمر!
- القدس هي أورشليم الكنعانية الفلسطينية!
- العبادي يكشف بعض المستور في الملفات الساخنة!
- عن شارع الرشيد والطائفية
- نقد -الجغرافية التوراتية اليمنية-: فاضل الربيعي مثالا
- البارزاني للعبادي بلغة المليشيات: لولا البيشمركة لما استطاع ...
- استبدال أسماء الأشهر العراقية الآرامية بالرومانية من وراءه و ...
- فيديو:العبادي يتهم إدارة اللإقليم وعبد المهدي بالتفريط بأموا ...
- كارثة العبارة بين مسؤولية الحكومة والمسؤولية الفردية
- قانون منح الجنسية العراقية ومعلومات جديدة!
- عبد المهدي يتراجع خطوة صغيرة ويخلط مشروعه للسكن الأفقي العشو ...
- الإمبراطورية الأميركية الإبادية بقلم مؤرخ أميركي!
- تعديلات مشبوهة على قانون الجنسية العراقية..ملف خاص
- زيارة روحاني: ترسيخ اتفاقية الشاه وصدام حول شط العرب!


المزيد.....




- متى أصدر ترامب أمره النهائي بضرب إيران؟ مسؤول بالبيت الأبيض ...
- -عدوان همجي-.. بيان لحزب الله بعد ضربات أمريكا على حليفته إي ...
- رئيس إسرائيل لـCNN: لم نجر أمريكا إلى الحرب.. بل اختارتها لم ...
- فيديو متداول للقصف الأمريكي على منشآت إيران النووية.. هذه حق ...
- بعد الضربة الأمريكية.. علي شمخاني مسشار مرشد إيران: -اللعبة ...
- لقطات قبل وبعد.. صور أقمار صناعية تظهر دمار منشآت إيران النو ...
- في ظل أزمات الرئاسة والمحاكمات.. البرازيل تشتعل بسبب دمى -ال ...
- عشرات الضحايا في تفجير انتحاري نسب لـ-داعش- داخل كنيسة في دم ...
- سيناريوهات تدخل حزب الله بعد الضربة الأميركية على إيران
- دول عربية تعرب عن قلقها بعد الضربات الأميركية على إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - هيفاء الأميرن وجفصة الجفصات البيروتية