أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - هل الشعوب هي الكسيحة؟














المزيد.....

هل الشعوب هي الكسيحة؟


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفارقات العجيبة التي صاحبت أحداث الربيع العربي، أن عبيد النظام القديم أصبحوا – في دفاع مقنَّعٍ خجول عن الدكتاتورية – يتهمون المعارضات العربية التي تحركت للإطاحة بالأحذية التي سحقت رؤوسهم عقوداً من السنين، يتهمونها بأنها كانت مهلهلة، لا تملك قيادات واعية، ولا مشاريع يمكن لها أن ترث النظام الذي قامت من أجل الإطاحة به، مما أدى بها إلى الوقوع في أخطاء نتج عنها السماح لدول أجنبية بالتدخل في ثوراتها، وبالتالي اختطاف تلك الثورات، وتجييرها للدفاع عن مصالح جهات أجنبية خارج نطاق الوطن.
في الظاهر، ربما يكون في هذه الاتهامات بعضٌ من الصحة، لكنها في العمق تبدو هزيلة متهافتة، الهدف الحقيقي منها هو تخطيء دوافع الربيع العربي، والعض بالنواجذ على النظام القديم المتعنت، وتكريس نظام العبودية، وإلغاء حق الناس في التحرر من النظام القديم، واختيار نظامهم السياسي، وبالتالي الاجتماعي والاقتصادي. غير أن فصل القول في تفنيد هذه الترهات السخيفة، هو أن الدكتاتوريات العربية أخضعت شعوبها لعقود طويلة من السنين بقوانين الطواريء، والتي بموجبها حُرِّم على الناس التجمع بما يزيد على ثلاثة أشخاص، وبالتالي التمكن من تكوين الأحزاب السياسية على مختلف مشاربها، بل إن هذه الدكتاتوريات قربت منها قيادات منتفعة هزيلة من الأحزاب القديمة، وشكلت بها جبهات سميت زوراً "تقدمية" لكنها كانت في الواقع تعمل كواجهة براقة لديمقراطية مزيفة، وأكبر مثال على ذلك برلمانات سوريا ومصر، واللجان الشعبية الليبية، وغيرها من برلمانات عربية اخترعها الحكام الدكتاتوريين لستر وجوه أنظمتهم القبيحة. ومع ظهور وسوائل التواصل الاجتماعي، حرم النظام القديم على الشعب التداول عبرها بكل ما يمس هيبة الدولة المتسلطة، وتعرض من يقوم بذلك لتهم ربما تصل إلى الخيانة العظمى وتهديد أمن الوطن، علاوة على اختراع النظام العربي القديم مواقع على الشبكة العنكبوتية، أدارها موظفوه من رجال المخابرات والمنتفعين والذين عميت أبصارهم، فبدأت حرب إلكترونية ضروس بين الطرفين، بينما وقف مؤسسو وأصحاب تلك المواقع، كالفيس بوك وتويتر وما شابهها، في حيرة من أمرهم، بماذا يسمحون وماذا يمنعون. أما التجمعات النقابية، فقد اخترقتها أجهزة الأمن، ونصَّبت عليها عملاء لها يقدسون الحاكم، ويحرّمون الاقتراب منه نقداً ولو بالتلميح، ويشيدون بإنجازاته ولو كانت حبراً على ورق، ناهيك عن السجون التي أصبحت أسماؤها مشهورة ومعروفة أكثر من أسماء الجامعات، والتي فيها تمارس كافة أشكال انتهاك حقوق الإنسان على أفراد كانت تهمتهم الوحيدة هي طلب الحرية. ولو تحدثنا عن القضاء، فحدث ولا حرج عن تجييره لصالح الحاكم وعصابته، وأصبحت الأحكام لا تصدر بعد المداولة، بل بعد المكالمة، والجيش تمت السيطرة عليه بامتيازات وصلاحيات للرتب الكبيرة من ضباطه، مما جعلها تتفانى في خدمة الدكتاتور، ليس محبة فيه، بل خوفاً منه وحفاظاً على مصالحها المتمثلة في رواتب وقصور ومزارع وأراضٍ وتوكيلات تجارية، والإعلام بوسائله المختلفة من صحافة وإذاعة وتلفزة، أصبحت ملكاً شخصياً لرأس الدولة وأسرته والمنافقين حوله، أولئك الذين خنعوا ونافقوا إماً خوفاً أو طمعاً، وبهذا أصبحت القاعدة التي تنطبق على كل من حول الدكتاتور: ( ذل الرجال يكمن في الخوف والطمع).
في هذا الجو الخانق، كيف كان يمكن للناس أن تشكل أحزاباً سياسية وتنظيمات نقابية تستطيع أن تكوّن مشروعاً يمكنهم من إقامة نظام يرث النظام القديم؟، فكانت النتيجة أن استمر ذلك النظام، بكلاب حراسته ومنافقيه، في اتهام أصحاب الربيع العربي بالجهل وفقدان الرؤية الصحيحة، وهي تُهَمٌ هدفها الحقيقي الدفاع عن النظام القائم وتكريسه، بل وتحريم الخروج عليه.
هذا الاستعصاء بين عشاق الحرية وبين الحاقدين عليها، يبدو أنه سوف يستمر إلى أجل ليس بالقريب.



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقوب السوداء العربية
- على البساط المتحرك
- -شافيز- والأعمى
- لماذا أخشى على فلسطين أن تتحرر؟
- فلسطين التي أخشى أن تتحرر
- عندما يعيد التاريخ نفسه
- هل الحدود الدولية قدر لا مناص منه؟
- في الطائفية ( Sectarianism)
- الأكراد والبليارد
- الصديق فخري البارودي صاحب -بلاد العرب أوطاني-
- الوحدة العربية: بالقوة؟، ولِمَ لا؟
- الثابت والمتحرك في القضية السورية
- هل هي بالفعل أدوات تواصل؟
- دردشة في السياسة السعودية
- حاولت جهدي أن أكون حماراً ... ونجحت
- الكلمة الطيبة
- مشاهد منسية، من أيام دمشقية +60
- حوثيو العراق!، ودواعش اليمن!
- صدق من قال: الكونغرس الأمريكي أرض إسرائيلية
- جاري صاحب الكيف: علاقة آثمة مع الخليفة البغدادي


المزيد.....




- صاروخ -سجيل- الباليستي.. ماذا نعرف عن الصاروخ الجديد الذي تم ...
- روسيا تخشى من خسارة أخرى في الشرق الأوسط جراء مواجهة إيران م ...
- من يملك السلاح النووي الأقوى في العالم؟
- ما الأضرار التي سببتها الضربات الإسرائيلية للبرنامج النووي ا ...
- مع تصاعد القصف .. غياب الملاجئ يزيد من معاناة الإيرانيين
- قيادة الأمن السيبراني الإيراني: صد هجوم كبير على الشبكة المص ...
- الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت بقنبلة جوية نقطة تجمع للقوات ...
- الخطوط الجزائرية تلغي جميع رحلاتها إلى الأردن حتى إشعار آخر ...
- ما هدف ترامب من حرب إسرائيل ضد إيران؟
- مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعا بشأن الحرب الإسرائيلية على إي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الحلبي - هل الشعوب هي الكسيحة؟