سعار من أحشاء الليل

روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 6216 - 2019 / 4 / 30 - 00:10
المحور: الادب والفن
    

أنا .. حبة خردل في مأتم خدج
الكل يقرأ فيه
كل نفس ذائقة الموت
تفوح مني رائحة الهلاك
ولم أمت
سمعت من بعيد صوت ينادي
رحل إلى ملاقاة وجه الحبيب
حينها أدركت
كل نفس إلى الموت .. إلا الحب
يدعوني الليل إلى حلقات البكاء
ظننها رقصة في طقوس الانبعاث
ُأطفأت القناديل
أصوات النواح تملأ مساحات الفراغ
هي هجرة إلى برزخ الحب
هكذا تهامسوا
هكذا أشعلوا شموع الاستذكار
في الربع الأخير من اللهيب
الكل .. كان يقهقه
وحدي .. من لثم شفتيه بحرقة الدموع
الحفلة .. كانت تنكرية المزاج
من قصة .. كتبها التاريخ على جبين الشمس
من يستخف بك ..
سيبحث عن بقايا الدموع .. صباحا
في حاويات الشارع
لينادي على المارة
هنا .. كان يرقد رجل
أصيب بدوار في نزواته
فكان فريسة أمواج الفجر
ضبضب متاع الرحيل
من قصائد ومشاعر
ولنرحل من جرف الاتقياء
هنا ..
يراقصون القبرات
في حفلات الشواء
ويطلقلون من مؤخراتهم أهازيج الحرية
هنا ..
تسرد العشيقة من صراط الزوج .. بطولات
تحيل الحب إلى أكذوبة الدخلاء
في حبكة .. القلب فيها دمية الاصطياد
صغير أنت .. مثلي
القفص لم يعد ملاذا آمنا
والفضاء ملوث بأكسيد النفاق
اتبعني .. لنبدأ من أول السطر
ونكتب على جدران المصحات
كنا هنا .. في مواسم الصدق
ورحلنا .. حين كان القطاف
صداع يفتش عن سلالم التسلق
ينفجر في زوايا التزلج على جليد الأمنيات
سنين .. لم يطأ الغثيان عتبة القلب
كما اليوم
كل شيء من حولي يدور في نقطة الفراغ
وأنا أدور في متاهات
تزحلقت إليها من رسن الحب
في الجوار .. استغاثات
ولا أحد يخرج برأسه إلى الهواء
في الجوار .. تتساقط النعوش من السماء
ولا أحد ينتحب من أزيز الأقدام
على بتلات الياسمين ... وقلبي
من جديد يضخ الوجع في عنق الشرود
من سيمكث الليلة على كفني
لأبوح في السر
مشاهد مسرحية الأمس على منصة الغد
أنا حبة خردل فاسقة الطباع
أكرُ في منحنيات الكلام
أقتنص حروف العلة وأدوات الجزم
أنفجر كلما تناهى إلى مسمعي
لست الأولى من قالت أحبك
لكنني من نطقت الحروف بصدق دمي
فيثير الغبار من أحشاء التاريخ
الكتبة يبحرون بأقلامهم عراة
في مستنقعات القصة
الشعراء يلبسون رداء الإلهام
لإشعال مواقد الخيال
الرعاة يسرحون من ناي
يوقظ الأجنة في فم الأغنام
وأنا .. ابتلع الحبة من سعار ليلة الأمس
وهي .. تودع النجوم إلى تخوم الشمس

٢٨/٤/٢٠١٩

#روني_علي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل