أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة هادي الصگبان - اهداء له 6 وتاه اسمي














المزيد.....

اهداء له 6 وتاه اسمي


فاطمة هادي الصگبان

الحوار المتمدن-العدد: 6214 - 2019 / 4 / 28 - 01:52
المحور: الادب والفن
    


إهداء له/ 6
و تاه أسمي

فتحت الباب بادرها موزع البريد وبيده صندوق لطرد كبير ، فتحت ذراعيها لتأخذه لكن الرجل أبعده عنها وطالب بالاسم والهوية ....
ظلت تتحسر على معرفة مافي معية ذلك الصندوق وممن ؟ ...تذكرت اسمها الذي تاه منها عادت للبحث في ادراج الغرفة ...بعد يأس طويل ركضت الى درج التوابل ربما حن الاسم الى اصله فالعرق دساس ..مدت يدها واذا هي بيضاء للناظرين ..
تجولت حول الفاكهة والخضراوات في المطبخ ..انبثقت فكرة ربما نسيته عند إبراهيم البقال عادت لنفس النقطة فإبراهيم ذمته تسع من الأحبة الف وسرق منها قبل عندما منحته الفلس الأحمر بطريق الخطأ ولم يعده لغاية هذه اللحظة ..
فكيف باسمها الثمين ..ارتجفت ذعرا من احتمال سقوط اسمها المسكين بين براثنه...جاء محصل الفواتير وطلب الاسم المفقود ...حل الظلام اكثر من مرة وعطشت مئات المرات ....نصحتها محصلة خدمات الهاتف ان تلجأ الى دائرة الأحوال المدنية ..أكيد ستجده هناك
سألتها : ماهو الزي المطلوب ارتداءه في هذه الدائرة؟
إجابتها : لا اعتقد جوابي سيريح خاطرك .
اندهشت وسألتها : كيف ذلك .
موظفة التحصيلات : هناك يرتدون حسب الأسماء ومن يناقض ذلك يتعرض للمسائلة القانونية .
ظلت تساءل نفسها ماذا ترتدي على جهة البكيني الميني جوب الكيرجوب الجيبسوت وسراويل الشارلستون وفساتين سهرة كلها مبهجة ورائعة وتتناسب معها وعلى الجهة الاخرى الجونلات العريضة والسراويل الفضفاضة والتونيكات الطويلة والتاييرات الناعمة ...استقر رأيها على جلباب زاهي ...فكرت إذا وجدت اسمها خائفا تستطيع ان تخبئ ألوانه في جيوبها ...واذا شعر بالاختناق ستأخذ مقصا ...
وصلت الدائرة واذا بالموظف ذو وجه بشوش ..اجلسها وقدم لها زهرة ..
أمسكتها لكن نظراتها ظلت مسلطة على نعل حذاءه الطويل الروماني ..رسوم النعل ونقوشها تذكرها بشئ ..فركت رقبتها عسى ان تعرف ..
بادرها الموظف : سيدتي بماذا أخدمك ؟ ولادة ،وفاة ،أم نقل؟
إجابت والخوف يرتجف : اسم ..ولم يتجرأ صوتها على الأجهار...
رد الموظف :ها ولادة جديدة وبيان جديد..
هي : لا ...لا اسم ضائع ..
الموظف يتشنج قليلا : تقصدين استبدال اسم ؟
هي نفت بشدة : لا انا لا استبدل ولااسترجع اريد الاسم الذي اختاره ابي لي ...
سألها بسرعة : الذي هو ؟
أجابت بخنوع : تائه ..
بدأ الموظف يعصب ويردد يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم وبكل اسم ينقل خاتمه الأسود الكبير بين اليمين والشمال حتى نسيت موضعه الأول ..
سألها بهدوء مصطنع فهناك كثير من المراجعين خلفها : أين اخر مرة كان معك..
أجابت : عند طبيب العيون ...
حرك يديه بفرح : عظيم اذهبي ستجديه هناك ..
ردت بأسى : عندما ارتديت نظارتي الطبية اكتشفت انه طبيب أسنان وقد خلع لي ظرسي العقل ...
تدخلت احدى النساء المراجعات وسألتها : الا تتذكرين أي شيء حوله؟
اجابتهم : بلى هو فيه من أفعال القطع واليقين واسم الفاعل..كما يذكر والدي..
فرحت المراجعة وردت بسرعة : عقل وقطع وفاعل اسمك إذن عاقلة ...
أجاب الموظف برفض تام وأخاديد نعل حذاءه تزداد اتساعا حتى تكاد تتحول الى اخطبوط ...
لا لا أي اسم الا عاقلة ...عادت ليأسها
بدأ الحضور كل يفتي برأيه يتجادلون ويختلفون ويسفهون آراء بعضهم وكلما ارتفع الجدل تفاقمت طبعة النعل للحذاء الطويل زاد ذعرها لكن خرجت بمجموعة حلول رمتها في اول قمامة ...
جلست في مقعد الحديقة العامة تفكر...
الأطفال يلعبون حولها بدون معرفة أسماء بعض..كذلك الطيور والأشجار والجبال والتلال فلا حاجة للبحث عن شيء تخلى عنها ...لكن كيف ستبرهن لأبنها القادم سر الغياب ...
أمسكت بقطعة فحم وخطت على شجرة عتيدة
كنت هنا



#فاطمة_هادي_الصگبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عابر ضجيج
- إهداء له / محامية الشيطان
- براءة كافكا
- للاله وجوه متعددة
- 5 بائعة الستائر
- حساء العسل 4
- ملخص دراسة استقرائية في ( آثار الثورة المعلوماتية على القيم ...
- إهداء له 3
- إهداء له 2 شاي بالاكراه
- إهداء له (1) ضحكة الصبار
- مزامير
- خوار


المزيد.....




- شيخ الأزهر يغرد باللغة الفارسية تضامنا مع إيران
- نجم الغناء ديدي كومز يعترف بالتعدي على صديقته السابقة كاسي و ...
- “القط والفار مشكلة” تردد قناة توم وجيري Tom and Jerry لمتابع ...
- فنانة سورية شهيرة ترد على فيديو -خادش- منسوب لها وتتوعد بملا ...
- ينحدر صُناعها من 17 بلدا.. مؤسسة الدوحة للأفلام تعلن 44 منحة ...
- المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخي ...
- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...
- مصر.. الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات سرقة فيلا الفنانة غادة عب ...
- فيودور دوستويفسكي.. من مهندس عسكري إلى أشهر الأدباء الروس
- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة هادي الصگبان - اهداء له 6 وتاه اسمي